«داعش» يدخل حرب الاستنزاف مع «حزب الله» و«النصرة» تطلب ريفي للتفاوض على العسكريين

كتبت صحيفة “النهار” تقول : اذا كانت أزمة لبنان السياسية انعكاساً لازمة المنطقة، فانه من المفترض ان يحدد الاتفاق النووي بين ايران والدول الست في نهاية الشهر الجاري اطاراً عاماً للتسويات في المنطقة، لكن تباشيره التي قد لا تظهر قبل شهر او شهرين من التوقيع تنذر باستمرار الازمة الداخلية وسياسة التعطيل التي قد تمتد الى ايلول المقبل استناداً الى “التيار الوطني الحر” مدعوماً من “حزب الله”.

 
ولكن بعيداً من تلك الازمة، تفاعلت امس قضية اجتماعية قسمت المجتمع اللبناني ما بين متضامن مع الاطباء الذين نفذوا اضراباً، وفريق رأى في تصرفات الاطباء اعتداء على امنهم الصحي والاجتماعي. وفيما يستجوب قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق الطبيب الموقوف عصام معلوف اليوم في موضوع بتر اطراف الطفلة ايلا طنوس في حضور ممثل نقابة الاطباء، اعلن النقيب أنطوان البستاني “المضي في الاضراب حتى الافراج عن الطبيب المعلوف ووقف المهزلة التي تطال قطاع الطب في لبنان”، في مقابل انتقاد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ما وصفه بـ” الحصانة النووية للمستشفيات وغيابها عن الرضيعة التي بترت أطرافها”.
وعلى المقلب الثاني، تطور امني حدودي يمكن ان يؤدي جزئياً الى خلط الأوراق، تمثل امس بدخول تنظيم “داعش” المعارك التي كانت مقتصرة على “جبهة النصرة”. فقد هاجم التنظيم خمس نقاط لـ”حزب الله” في جبال جوسية شمال القصير السورية وغرب القاع اللبنانية، وهو ما قد يدفع الحزب، كما تقول مصادر المسلحين، إلى اعادة الانتشار وتوزيع القوة بحيث تتراجع وتيرة التقدم في منطقة جبال القلمون ويضعف التعزيزات الخاصة بالحزب والجيش في تلك المنطقة.

 
وأفادت وكالة انباء الشرق الاوسط “أ ش أ” المصرية ان “حزب الله” بدا حريصاً على توجيه كل جهده الى محاربة “النصرة” لأن بقاء التنظيم وحده بعد القضاء على الفصائل الأخرى من شأنه أن يكسب معركة الحزب شرعية لبنانية وإقليمية ودولية يثيرها اسم التنظيم المرعب الذي يعرف عنه أنه لا يحالف أحداً ولا يرحم صديقاً أو عدواً. ونقلت عن مصدر ان “حزب الله” يسيطر على نحو 150 كيلومتراً أي ثلث جرود عرسال، غير أن هذا لا يعني انتهاء المعركة التي يعتبرها الحزب مصيرية لتأمين ظهره في ظل تراجع النظام السوري على معظم الجبهات الأخرى.
في المقابل، تحدثت قناة “المنار” عن مقتل احد أمراء “داعش” والعديد من القادة الميدانيين لدى احباط “حزب الله” هجوماً لهم على جرود رأس بعلبك عرف منهم: أبو عكرمة، أبو شهاب، أبو عائشة، أبو محمد، أبو كايد، أبو خالد قارة. وقالت القناة إن “حزب الله” تمكن من سحب 14 جثة لمسلحي “داعش”.

 
العسكريون
وفي ملف العسكريين المخطوفين، التقت عائلة العسكري وائل حمص ابنها في جرود عرسال، في حضور امير “النصرة” ابو مالك التلي الذي أكد للمرة الثانية انه موجود في الجرود ولم ينزل الى عرسال.
وكانت عائلة العسكري المخطوف جورج خوري نقلت رسالة من ابو مالك التلي الذي قابل العائلة في وجود جورج انه “لم يعد قابلاً باللواء عباس ابرهيم متولياً زمام المفاوضات، ويريد أن يتولى هذه المفاوضات وزير العدل اللواء أشرف ريفي لإنقاذ العسكريين”، مؤكدا أن “الدولة اللبنانية تكذب على عائلات العسكريين والمفاوضات متوقفة”.

 
التعطيل الحكومي والنيابي
في غضون ذلك، يبدو أن قراراً استراتيجياً اتخذ بأن ينسحب التعطيل الذي يمارسه “التيار الوطني الحر” على المؤسسات الدستورية على ما تبقى من عمل مجلس النواب، إذ تكرر امس وللمرة الثالثة الاعلان عن ارجاء جلسات اللجان النيابية التي يرئسها نواب التيار وعدم تحديد موعد لاحق لعقدها، كما حصل مع لجنة المال التي يرئسها النائب ابرهيم كنعان والتي لم يكتمل نصابها، وأرجئت من غير تحديد موعد لاحق لانعقادها، وكذلك مع لجنة الشباب والرياضة التي يرئسها النائب سيمون ابي رميا وفرعيتها ايضا التي أرجئت جلستها من دون تحديد موعد لانعقادها.
وعلمت “النهار” أن رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام سيدعو قريباً الى اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة شؤون اللاجئين السوريين إنطلاقاً من موضوعيّ مخيميّ هؤلاء اللاجئين داخل بلدة عرسال وخارجها.

 
وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن أكثرية في مجلس الوزراء بدأت تحركاً من أجل رفض ما سمته “الخضوع للامر الواقع” المتمثل بعدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وهو أمر أبلغه وزير الاعلام رمزي جريج للرئيس أمس بتكليف من “اللقاء التشاوري” الذي يضم وزراء الكتائب والرئيس ميشال سليمان والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون. وأوضحت هذه المصادر أن هذه الاكثرية الوزارية ترفض عدم دعوة الرئيس سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد كرمى لعيون هذا الفريق أو ذاك، مضيفة أن هذا التحرك ليس من باب الحرص على صلاحيات رئيس الوزراء فحسب وإنما الحرص على دور الوزراء الذين يعلق دورهم من دون استشارتهم. ولفتت الى أن الحكومة مرت بصعوبات سابقاً لكنها تجاوزتها ولا بد من عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد وإلا فمن الافضل إعلان استقالة الحكومة. وتخوفت من أن يكون المخطط هو تعطيل الحكومة أسبوعاً تلو أسبوع في الشهرين المقبلين مما يتطلب الوقوف في وجه هذا المخطط.

السابق
بالاسماء .. جثامين عناصر من حزب الله بيد “النصرة” و”داعش”
التالي
«غزوة» جرود القاع ورأس بعلبك: عشرات القتلى للإرهابيين وأسر 14جثة.. «حزب الله» يستدرج «داعش» إلى «فخ الفجر»؟