عن يسار البراميل وحماية المقامات

الاخبار
هذا الممانع الذي بدأ قلمه يفقد بريقه، وبدأ يخسر موهبة كانت طفيفة في نصوصه الحاقدة، كتب اليوم عن "يسار السفارة" بعدما نسف الإعلام الحرّ، على وسائل التواصل الاجتماعي، مصطلح "شيعة السفارة" الذي اخترعه.

خرج علينا اليوم صبي من صبيان الممانعة المذهبية ليحاضر علينا في البترول وفي تلقّي الدعم الخارجي. هو واحد ممن كانوا صبياناً عند “الشخص”. معلّمه الأوّل رجل أمن كان يكتب مقالاته، ومعلوماته كلّها من أمنيين، أمس واليوم وغداً.
يدافع هذا “الكاتب” عن حزب مذهبيّ ليلا ونهاراَ. يبرّر القتل ويشمت باغتيال وسام الحسن. يدعو زملاءه وأبناء عائلته إلى “تحسّس رقابهم”. ويسوق نظريات حماية المراقد الشيعية في سورية.

يدافع عن إرسال الفقراء ليقتلوا الفقراء في سوريا. يغطي حرب البراميل على أطفال سوريا ويبررها. يهدّد أصحاب الرأي الآخر بالقتل، في جريدته التي تنقّط منها الدماء، يقبض رواتبه من إيران، التي لا تملك مصدراً أكبر من البترول، لكنّه يحاضر علينا في البترول.

هجره كلّ اليساريين الذين حاول تلوينهم بالدم مثله. شيوعيون ويساريون ومستقلّون استقالوا فرادى وجماعات من جريدته، وبعضهم بقي عاطلا عن العمل لسنوات. لكنّه أبى أن يأكل لقمته “مغمّسة بالدم السوري”.
هذا الممانع الذي بدأ قلمه يفقد بريقه، وبدأ يخسر موهبة كانت طفيفة في نصوصه الحاقدة، كتب اليوم عن “يسار السفارة” بعدما نسف الإعلام الحرّ، على وسائل التواصل الاجتماعي، مصطلح “شيعة السفارة” الذي اخترعه.
يكتب عن “يسار السفارة”، هو الذي يدير جريدة يدّعي أنّها يسارية، فيما كان مؤسّسها وداعمها المالي،ّ ولا يزال، “حزب الله”. جريدة تبني نظريات حول “حماية المقامات” وتبرر نداءات مذهبية مثل “لبيك يا زينب”.

يكتب عن “يسار السفارة” وهو مقيم في السفارة الإيرانية، التي توزّع المال والسلاح، فيما هو يحاول استمالة من “يقرّشون” أفعالها بيسارية ما، وما عاد يجد غير “مقطوعين” من أردن أو من سوريا، أو “بهاليل” يكتبون مقالات مضحكة ضدّ أميركا وهم يأكلون من خيرها ويعيشون في ولاياتها.

يظنّ أن تبنّي قضية المثليين، بتوظيف بعضهم في قسم الثقافة للدفاع عنهم، يكفي ليكون يسارياً. يظنّ أن دعم حقّ المرأة بإعطاء أولادها الجنسية اللبنانية يكفي ليقنع المدنيين بأنّه ليس واجهة لمشروع مذهبيّ توسعيّ قاتل. يظنّ أنّ حيلة “نحن لا نصلّي ولا نصوم” تنطلي على اللبنانيين لتبرير دعم المذهبيين. أو أنّ مروره في الحزب الشيوعي لبضع سنوات يكفي ليظلّ يسارياً طوال حياته.

اليوم هذا الممانع يريد التغطية على من اشتراهم “حزب الله”، من رفاق شيوعيين له، كي يقدّموا مسرحية إعلامية عن استعداد الشيوعيين للقتال في سوريا دفاعاً عن الأسد… يريد التغطية بهجوم على من سمّاهم “يسار السفارة”.
لكنّ المقال باهت مثل لون الجريدة الأصفر، بالمعنيين، السياسي والمهني. فلا يحقّ لليسار المذهبي، أن يحاضر في البترول، وأن يتهم غيره بالارتهان لقطر أو السعودية أو الخليج، ولا أن يدرّس عفّة السفارات لمن لا سفارة لهم إلا عقولهم، غير المؤجّرة لأحد.

السابق
كتلة “المستقبل”: سياسة حزب الله بفرض مرشح واحد للرئاسة انتحارية
التالي
توقيف 4 أشخاص في الشمال بموجب مذكرات عدلية