نتائج الانتخابات التركية ستعيد اردوغان إلى رشده

إنتهت الإنتخابات التركية التي نظمت أمس يوم الأحد 7 حزيران 2015، وانتهى معها حلم أردوغان الذي كان يتوقع فوزاً ساحقاً لحزبه في الإنتخابات النيابية، وبالتالي حلم تعديل الدستور وتحويل النظام في تركيا من برلماني إلى رئاسي، وتشكيل حكومة منفرداً.

حزب «العدالة والتنمية» وهو الحزب الحاكم في تركيا، خسر أمس ولأول مرة منذ 13 عاماً الغالبية المطلقة في المقاعد النيابية، إلاً أنّه بقي الحزب الذي حصل على أعلى نسبة تصويت على الرغم من التراجع الواضح لهذه النسبة عن إنتخابات 2011.

فقد أظهرت النتائج النهائية الرسمية أن الحزب الحاكم فاز بـ41% من الاصوات، تلاه حزب الشعب الجمهوري مع 25،1%، ثم حزب العمل القومي اليميني مع 16،4% وحزب الشعب الديموقراطي مع 13%.، وقد بلغت نسبة المشاركة في الاصوات 86،5% .

وهذا ما يظهر تراجعا كبيرا في تأييد حزب العدالة والتنمية الذي فاز في الإنتخابات الأخيرة في 2011 بـ 50% من الاصوات على خلفية تراجع في الاقتصاد.

وبحسب التوقعات الرسمية، فان حزب العدالة والتنمية سيكون له 258 مقعدا من اصل 550 في البرلمان و132 لحزب الشعب الجمهوري و81 مقعدا لحزب العمل القومي و79 لحزب الشعب الديموقراطي.

تزعزع النتائج النزعة السلطوية التي تسيطر على شخصية أردوغان

هذه الإنتخابات التي شكلت خيبة أمل كبيرة للرئيس التركي وزعيم «العدالة والتنمية»، رجب طيب إردوغان، «ستعيد التوازن الشخصي لأردوغان سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد المجتمع، إضافة إلى تزعزع النزعة السلطوية التي تسيطر على شخصية أردوغان، وضبطها» بحسب الكاتب والمحلل السياسي سعد محيو، الذي أكدّ في اتصال مع «جنوبية» أنّ «انتخابات أمس في تركيا هي تطور ديمقراطي، وصدمة ستعيد الصواب للحزب الحاكم، بعدما أصبح التزاوج بين الإسلام والعلمنة التي يتمتع بها النظام التركي في خطر».

حزب العدالة والتنمية انهزم وانتصر في الوقت نفسه، فهو لا يزال الحزب الأكثر تمثيلاً في تركيا لكنه لم يستطع الحصول على الغالبية المطلقة

وأضاف محيو: «حزب العدالة والتنمية انهزم وانتصر في الوقت نفسه، فهو لا يزال الحزب الأكثر تمثيلاً في تركيا لكنه لم يستطع الحصول على الغالبية المطلقة. وبالتالي سيضطر إلى إجراء التسويات واعتماد توجهات جديدة في السياسة من خلال إطلاق اليد في الداخل، والخارج. كما ستطرح باب التساؤل والمحاسبة داخل الحزب من أجل تحديد المسؤولية والأسباب التي أودت إلى هذا التراجع الواضح في نتائج الإنتخابات، أي تطور ديمقراطي داخل الحزب أيضاً».

أماً بالنسبة للأكراد قال محيو: «فوز الأكراد بنسبة 13% في الإنتخابات البرلمانية التركية ولأول مرّة، هو تعديل بموازين القوى في تركيا لصالح الأكراد. فهم أصبحوا في موقع أقوى وأكثر تأثيرا في محادثات السلام بينهم وبين السلطة، وأصبحوا بموقع يستطيعون المطالبة بحقوق أبلغ وأكثر أهمية من الإعتراف بلغتهم كلغة رسمية والحقوق الإنسانية، بل ممكن أن تصل هذه المطالب في مجالات مركزية موسعة».

وقد سعى حزب الشعب الديموقراطي خلال حملته الإنتخابية، الى البروز بمظهر حزب تركي فعلي وتوجه إلى ناخبين خارج قاعدته الكردية التقليدية من بينهم العلمانيين والنساء والمثليين.

وقد أجريت الإنتخابات التشريعية بعد يومين على هجوم دام استهدف تجمعا لحزب الشعب الديموقراطي واوقع قتيلين وعشرات الجرحى في دياربكر.

ونشر اكثر من 400 الف شرطي ودركي في كل انحاء البلاد لضمان امن الاقتراع وفقا لوسائل الاعلام التركية.

ردود أفعال الأحزاب التركية على الإنتخابات

رئيس الوزراء وزعيم الحزب الحاكم أحمد داود اوغلو فقد توجه إلى مؤيديه من على شرفة مقر الحزب في انقرة. وقال «لا تقلقوا، فإن قرار الشعب هو الأصح، ولن ننحني أمام أي قوة بأي شكل من الأشكال»، وأكدّ أنّ «الفائز في الانتخابات هو حزب العدالة والتنمية ولا شك في ذلك».

سعى حزب الشعب الديموقراطي خلال حملته الإنتخابية، الى البروز بمظهر حزب تركي فعلي وتوجه إلى ناخبين خارج قاعدته الكردية التقليدية من بينهم العلمانيين والنساء والمثليين

قال زعيم رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، مراد كارايالجين، إن نتائج الانتخابات تعبر عن رفض واضح من الناخبين لمسعى أردوغان لنيل صلاحيات واسعة والتحول باتجاه نظام رئاسي تنفيذي.

الانتخابيات التركية

وفي المقابل أكد ثاني أكبر حزب معارض في تركيا، «حزب الحركة القومية»، استعداده للجلوس في مقاعد المعارضة، حال تشكيل ائتلاف حكومي بين الأحزاب الأخرى الفائزة في الانتخابات التشريعية.

من جهته، وصف زعيم «الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين دميرطاش، تخطي حزبه الـ 10% من الأصوات بـ«النصر العظيم». وقال دميرطاش في مؤتمر صحافي عقده الأحد «لقد حققنا نحن المضطهدين، والفقراء، ومناصرو العدل، والسلام، والحرية، نجاحاً ونصراً عظيماً».

السابق
فتفت: نعيم قاسم حرق عون رئاسياً
التالي
بوصعب: حل الأزمة بالسلسلة والتعيينات الامنية