مأزق الحكومة يراوح مكانه : بري وجنبلاط : لا مبادرة

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول : رجّحت أوساط سياسية أن تشهد بداية الأسبوع حركة مشاورات للبحث في سبل الخروج من المأزق الحكومي، فيما رفض وزير الداخلية نهاد المشنوق، في حديث تلفزيوني، القول إن الحكومة أصبحت خارج الخدمة. ولفت المشنوق إلى أن الحكومة “ستعود إلى العمل بعد أسبوع أو أسبوعين”، وأن رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو إلى جلسة الأسبوع المقبل ليترك المجال أمام اتصالات ومساع قد يقوم بها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط للوصول الى مخارج”.
وزار جنبلاط، أمس، برّي في عين التينة، يرافقه الوزير وائل بوفاعور والنائب غازي العريضي. مصادر مقرّبة من رئيس المجلس نفت أن يكون الزعيم الاشتراكي قد حمل أي مبادرة، وقالت: “لا شيء استثنائياً. وقد عبّر جنبلاط عن مخاوفه، وتطرق إلى الشلل الذي أصاب المجلس النيابي”. وأضافت إن “الزيارة هي تذكير بموقف جنبلاط الداعم لموقف الرئيس برّي في موضوع الحكومة والمجلس النيابي”، وأن بري “أكد أنه لن يسمح بأن يصل الشلل إلى مجلس الوزراء”. ولفتت المصادر الى أن “لا معطيات جديدة تشير إلى أننا ذاهبون إلى جلسة تشريعية قريبة، ولا اتفاق إلا على ضرورة تحصين الساحة الداخلية”.

 
وأكدت أن “بري وجنبلاط مرّا سريعاً على التطورات الأمنية والعسكرية في جرود عرسال، من دون أن يبدي الأخير أي موقف منها، إيجاباً أو سلباً”. ونفت المصادر ما يشاع عن “تحالفات واصطفافات جديدة”، مؤكدة أن “العلاقة مع حزب الله راسخة ومتينة، وكذلك مع تكتل التغيير والإصلاح الذي نختلف معه على التفاصيل، لا على الموقف الاستراتيجي”.
جنبلاط أعرب بعد اللقاء عن الأسف “لبعض الخلافات الداخلية التي تعطل على لبنان فرصاً تاريخية”. وقال: “سنحاول والرئيس بري سوياً تذليل بعض العقبات السياسية لتثبيت الاستقرار، وأن نصل إلى ما يسمى تشريع الضرورة. وسنبذل كل جهد للحفاظ على لبنان بالرغم من أن النار تحرق كل شيء في المحيط”.
كذلك استقبل النائب سعد الحريري، في الرياض، النائب فؤاد السنيورة والوزير المشنوق ومدير مكتبه نادر الحريري. وقالت مصادر المستقبل إن اللقاء “ناقش سبل مواجهة التعطيل الحكومي الذي يقوده عون وحزب الله”.

 
من جهة أخرى، اعتبر المشنوق أنه “دستورياً لا يحق لأي من الوزراء تحديد جدول الأعمال”، موضحاً أن “رئيس الحكومة هو من يحدد جدول الأعمال ويدير الجلسة”. وشدد على أن تعيين قائد الجيش “ليس قضية وجودية بالنسبة إلى المسيحيين مثلما يصور العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل، وهذا الحديث خارج السياق السياسي والعقلاني الواعي”. وأكد رفض بحث موضوع تعيين قائد للجيش قبل انتهاء ولاية العماد جان قهوجي، مشدداً على أن “لا حصرية في تمثيل المسيحيين”. وقال إنه أبلغ عون عندما زاره أخيراً أن موضوع قيادة الجيش “لن يبحث قبل شهر أيلول”، لافتاً إلى أن خيار التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص لمدة سنتين يفرضه ثبات المؤسسة.

 
في غضون ذلك، واصل التيار الوطني الحر التلويح بالاحتكام إلى الشارع. فقد كرّر العماد ميشال عون في كلمة أمام وفود من هيئة قضاء بعبدا “أننا قد نحتاجكم يوماً ما لتقترعوا بأقدامكم كما اقترعتم أنتم وآباؤكم وأجدادكم في بعبدا عام 1990 و1991″، مشيراً الى أننا “لسنا متشائمين من الوضع، لكننا نريد أن نتصدى له”. ورأى أنه “حتى الآن الأزمة مستمرة وتزيد يوماً بعد يوم لأنهم يزيدون الفراغ بالبلد في مرحلة يتعرض فيها مسيحيو الشرق للتهجير”. وشدد على أنه “سيكون لنا موقع بجهدكم وتضامنكم ومع حلفاء لنا يقاتلون اليوم للدفاع عن لبنان”.

السابق
الجيش يقصف «مواقع المسلحين» في جرود عرسال «المستقبل» وقوى سياسية ينبهون من «اللعب» بالوضع الحكومي
التالي
سلام لن يدعو الحكومة إلى اجتماع … رداً على «التهويل بالتعطيل»