ميشال عون أخطر من حزب الله على لبنان

إذا ما اعتبرنا بأن حزب الله من خلال مشروعه المرتبط عضويًا بالمشروع الايراني يشكل خطرًا عظيما على بنية الوطن، فإن هذا الخطر يمكن تفاديه. لكن ماذا عن خطر ميشال عون النرجسي الذي يريد وطنًا مبنيًا على شخصه..

بعد الفراغ الرئاسي والتمديد النيابي وغير النيابي، ها هو ميشال عون ينتفض شاهرًا سيف التعطيل الحكومي ورافعا شعار “لا يسلم الشرف الرفيع عن الأذى حتى تراق على جوانبه الدم”، كأنّه يقول الصهر الصهر، أو الطوفان. وهذه ليست المرة الأولى فمعركة الصهر الوزير جبران باسيل كلّفت اللبنانيين أيضا معارك وجودية وحقوقية وشعارات كدنا نصدق بعدها ان إبعاد جبران باسيل عن وزارة الطاقة هي اخر الدنيا، وبأن المسيحيين بعده وبعد وزارته التي سكنها لثلاثة سنوات سمع خلالها المواطنون مئات المؤتمرات الصحفية وعشرات الاحتفالات الافتتاحية، وان كنا ننسى فلا يجب ان ننسى “فاطمة غول” وما ادراك ما فاطمة غول، وخرائط المربعات والمثلثات والمكعبات النفطية التي اتحفنا بها الوزير الخام ونقلنا من خلالها الى اهم البلاد المصدرة للنفط.
طبعا ان فشل وزراء التيار الحر في أدائهم الحكومي وعلى رأسهم الصهر المدلل، تحديدا في فترة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لا يجب ان يُسحب على الصهر المرشح لقيادة الجيش وان كان يحق للبنانيين ان يتوجسوا خوفا من عقلية هذا التيار المحكوم للجنرال والمختصر أدائه على تقديم المصلحة الشخصية او العائلية على أي امر اخر حتى وان أدى ذلك الى المزيد من خراب لبنان.

كدنا نصدق بعدها ان إبعاد جبران باسيل عن وزارة الطاقة هي اخر الدنيا

فاذا ما اعتبرنا بان حزب الله من خلال مشروعه المرتبط عضويا بالمشروع الايراني وتقديم مصالح ايران على المصالح اللبنانية يشكل خطرا عظيما على بنية الوطن الا ان هذه المشروع رغم خطورته فان حامله يسعى دائما ان لا يؤدي الى انهدام كامل الهيكل، لان مصلحة حزب الله تقضي بالمحافظة على الحد الأدنى من هيكلية الدولة ومؤسساتها ولو مضطرا كي يبقى ممسكا بها ولو من خلف الستار.
واكثر من ذلك فان المشاريع المغامراتية التي دخل فيها الحزب وان كانت تعود بالضرر على كل اللبنانيين الا ان ضررها الأكبرومآسيها الافجع هي من نصيب الحزب نفسه او جمهوره المباشر وبيئته الحاضنة، وهذا ما حصل في “مغامرة” 2006 وهذا ما يحصل في مشاركته بالحرب السورية الى الان، ويسجل للحزب هنا تسهيله بإبقاء المؤسسات العامة قيد العمل والإنتاج بالخصوص تلك المعنية بإدارة شؤون الناس وبالخصوص الوزارات الحياتية منها.

مصلحة حزب الله تقضي بالمحافظة على الحد الأدنى من هيكلية الدولة ومؤسساتها ولو مضطرا كي يبقى ممسكا بها

اما صاحبنا ميشال عون فان اقل وسيلة ضغط يلجأ اليها لتحقيق مآربه، هي السعي الى تعطيل الحياة العامة بكل تفاصيلها وبكل متشعباتها، مع الاخذ بعين الاعتبارهنا عدم إمكانية هذا الجنرال باللجوء الى لغة المدفع التي لا يستبعدها وان بشكل غير مباشر، وما ينقل من أجواء تتحدث عن طلب ميشال عون الدائم باستخدام قوة سلاح الحزب في اللعبة السياسية الداخلية انما تفضحه الفلتات المتتالية على لسان الأول في كثير من الأحيان، حتى يقال بان حزب الله يُحرج من همجية حليفه فيضطره للاستعانة عليه بالحليف الاخر الخبير “بتقريص عجينة الجنرال”.

ميشال عون
فاذا كان مشروع حزب الله وما يشكله من خطر وجودي على لبنان، ولكن ييبقى الامل موجودا بامكانية تفادي هذا الخطر والقفز عنه من خلال لحظة تفاهمات إقليمية لا بد حاصلة يوما ما، في حين ان خطر “مشروع” الجنرال قائما ذاتيا، ولا يمكن تفاديه الا بأسلوب اوحد لا يرتبط بإرادة الأرض وانما فقط بإرادة السماء، هذه الحقيقة التي نطق بها الروح القدس على لسان النائب دوري شمعون.

السابق
المنار والـ«نيولوك»: بين مَحلَلَة الصورة وشَببلَكة الخطاب
التالي
القيادة الحكيمة بين الكثرة والقلة