عون أمام وفد من قضاء بعبدا: نحن من نمثل المسيحيين في الحكم ولدينا أرجحية التعيين في أي موقع مسيحي

جدد رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، القول إن “حقوق المسيحيين في لبنان اليوم مسلوبة، وهناك من يرفض أن يرجع لنا ما سلبه منا عام 1990 من خارج الإتفاقات التي حصلت”، مضيفا “إنهم يخلقون الفراغ في الدولة، لا سيما في المراكز المسيحية الكبيرة، وكأنهم يمارسون علينا مرحلة تهجير بطيئة”. وقال “نحن من نمثل المسيحيين في الحكم، ما يعني أن أي موقع سيعين فيه مسؤول مسيحي سيكون لدينا حق الأرجحية في تعيينه”. ورأى انه “لا يجوز التلاعب بالأمور المصيرية خصوصا وأننا في ظل خطر أمني، لا سيما في ظل تباين الآراء الذي وصل إلى حد الانشقاق تجاه هذه المسألة، فهناك أناس يجاهدون لإبعاد الخطر، وآخرون يعترضون على مواجهة الارهاب التكفيري كما لو كانوا متعايشين ومتآلفين معه”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها عون خلال استقباله وفدا شعبيا من قضاء بعبدا، واستهلها بالقول:
“يا أبناء وأحفاد شعب لبنان العظيم، نلتقي معكم اليوم لنطلعكم على الأوضاع في البلد:
بعد مرور 10 سنوات على عودتنا إلى لبنان، مارسنا السلطة جزئيا مع أطراف آخرين. ويمر لبنان حاليا في مفترق مصيري، إذ يعرف الجميع ما يحيطنا من دم ونار وحروب وخراب، ما شكل أزمات كبيرة. ولكن مع الأسف، ليس كل وزير في الحكومة يرتقي لمستوى المسؤولية، لذا من يتحمل المسؤولية لا يمارسها وفقا لما يجب. لم نعد نعيش في جمهورية ديمقراطية فيها دستور وقوانين، بل أصبحنا نعيش في أشلاء جمهورية، حيث لا احترام لقوانينها ولا احترام لدستورها. وإذا فقد لبنان معالم الحكم، كيف بوسعنا أن نحكم؟! من الطبيعي أن يقع في “المهوار” وأن يشعر بضياع، كل من لا يعرف الطريق التي يجب أن يسلكها. وهذا ما يمارس اليوم في السلطة، ونحن نعارضه تماما.
لذا نقف اليوم أمامكم، لنقول إننا قد نحتاج أن تقترعوا بأقدامكم كما سبق واقترع أهلكم وأجدادكم في بعبدا عامي 1989- 1990. لسنا متشائمين من الوضع الراهن، ولكننا سنتصدى له، بوقوفكم معنا وإلى جانبنا”.

أضاف: “إذا، كل ما يحصل في البلد حاليا يخالف الدستور والقوانين والميثاق الوطني، ونحن نتعرض للاعتداء، وقد عرض الوزير (وزير الخارجية والمغتربين جبران) باسيل الوضع في مؤتمره مؤخرا. إن حقوق المسيحيين في لبنان اليوم مسلوبة، وهناك من يرفض أن يرجع لنا ما سلبه منا عام 1990 من خارج الإتفاقات التي حصلت. لقد أخذوا ما تم الإتفاق عليه في إتفاق الطائف، وأخذوا أيضا ما كان قد وضع للمسيحيين! لذلك، سنتصدى لهم ولن نغير مهما كانت الأسباب، وأعتبر هذه المعركة نهائية. لا يجوز التلاعب بالأمور المصيرية خصوصا وأننا في ظل خطر أمني، لا سيما في ظل تباين الآراء الذي وصل إلى حد الانشقاق تجاه هذه المسألة، فهناك أناس يجاهدون لإبعاد الخطر، وآخرون يعترضون على مواجهة الارهاب التكفيري كما لو كانوا متعايشين ومتآلفين معه”.

وخاطب الحضور قائلا: “نتمنى على كل فرد منكم، أن ينقل الوضع إلى جيرانه وزملائه وأصحابه، لأنه يتعذر حضور الجميع. ويجب أن نكون ساهرين وواعين لهذا الأمر. لا تزال الأزمة مستمرة حتى الآن، وهي تزداد يوما بعد يوم، لأنهم يخلقون الفراغ في الدولة، لا سيما في المراكز المسيحية الكبيرة، وكأنهم يمارسون علينا مرحلة تهجير بطيئة”.

وأردف: “لقد ذبح وهجر حوالي نصف مسيحيي المشرق، وفجرت بيوتهم وكنائسهم كي يتركوا أرضهم. وها هم اليوم يقومون بتهجيرنا، ولكن بطريقة أخرى، من خلال تفريغهم للمراكز المسيحية في الإدارة والحكم، حتى لا يعود هناك مرجعيات قادرة على أن تمارس مسؤولياتها، فينهار الوضع، ولا يعود هناك أحد قادر على أن يحمي مطالبكم وأمنكم وحقوقكم. وهذا هو السبب الأساسي الذي جعلنا نجتمع وإياكم اليوم”.

وتابع: “نحن نعيش في نظام طائفي، وموجودون في المراكز الأساسية، ونحن من نمثل المسيحيين في الحكم، ما يعني أن أي موقع سيعين فيه مسؤول مسيحي سيكون لدينا حق الأرجحية في تعيينه.
لقد خرج أحدهم بالأمس من أحد “اللقاءات” ليقول إن فريقهم يمثل المسيحيين. من هنا أقول لهم لينظروا لمن صوت المسيحيون في العام 2005 والعام 2009. كل من يدعون أنهم يملكون الأغلبية المسيحية فلينظروا إلى عدد الأصوات التي نالوها مجتمعين ويقارنوها بعدد الأصوات التي حصل عليها التيار الوطني الحر. أقول كل هذا، لكي تعرفوا أنكم أنتم ملوك الساحة”.
وختم بالقول: “مطلوب منا اليوم أن نعي هذا الموضوع، إذ لا نستطيع في أية لحظة أن نخوض معركة كهذه لكي نعيد الدور المسيحي الذي كان موجودا قبل الأحداث. وهذا الأمر هو واجب علينا جميعا، على كل واحد منكم وعلي أنا، وعلى كل إنسان. أي واحد منا يجب أن يكون مصمما أن لا يتخاذل أو يتأرجح، فالمسألة مصيرية وتتعلق بالجميع. فإما أن نعود إلى دورنا الطبيعي الذي سلبونا إياه وإما ألا يكون لدينا موقع هنا.
لذلك نقول، سيكون لنا موقع هنا، بجهدكم وتضامنكم جميعا إلى جانب حلفاء لنا يقاتلون اليوم لكي يدافعوا عن لبنان.
عشتم وعاش لبنان”.

(الوطنية)

السابق
حزب الله يعتقل شقيقتين من آل «شمص»
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/6/2015