جهاد الزين في لقاء حواري: شديد التشاؤم حول مستقبل المنطقة

جهاد الزين
إستضاف منتدى الأربعاء في مؤسسة الإمام الحكيم الصحافي جهاد الزين في لقاء حواري تحت عنوان "التحديات الإيرانية لإيران والعرب" إثر الإتفاق الايراني-الأمريكي.

تحت عنوان “التحديات الإيرانية لإيران وللعرب”، استضاف منتدى الأربعاء في مؤسسة الإمام الحكيم الصحافي جهاد الزين في لقاء حواري بحضور جمع من الشخصيات الدينية والدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية..

وقد قدّم اللقاء وأداره المحامي بلال الحسيني. ثم تحدث الزين وعرّف بداية عن أهمية هذا اللقاء، قائلاً: “ينطلق هذا العنوان: “التحديات الإيرانية لإيران والعرب” من كون أن الاتفاق الإيراني – الأمريكي اتفاقاً متجهاً نحو التحقق.. فمنذ انتهاء محادثات عُمان وإلى اليوم، تكون إيران قد حصلت على 11.9 مليار دولار من أموالها المجمدة سواء النقدية منها أو الأسهم.. وهذا الرقم قياساً على ما سيأتي ـ بعد إبرام الاتفاق النهائي ـ هو رقم متواضع، وطبقاً لاتفاق “لوزان”، سوف تحصل إيران على 450 مليون دولار نقداً، وما يعادلها ـ أكثر أو أقل من الأسهم والملكيات غير المنقولة والتي كانت مجمدة”.

يتّجه الاتفاق الإيراني – الأمريكي نحو التحقّق

وأشار إلى أن التحديات الإيرانية لإيران “ستؤدي أولاً إلى دينامية تغيير داخلي، فهذا الاتفاق سيفتتح دينامية تغيير للنظام السياسي الإيراني على المدى البعيد، وثانياً انسحاب إيران من الصراع العربي – الإسرائيلي وهذا الأمر لن يكون ملاحظاً من الناحية التقنية، أي أننا لن نشاهد مقاتلي حزب الله ـ الذين لا نشاهدهم من الأساس بجنوب لبنان فالأمور لن تحصل بهذه الطريقة وهذا ما يعرفه الدهاء الإيراني بعمق وبتعقيد” كما أشار الزين.

الاتفاق نفسه سيعني إطلاق عملية إعادة إدخال إيران في النظام العالمي والسوق العالمية

كما أضاف “التحدي الاقتصادي الذي لم يأخذ بعد حقه الكامل في النقاش والطروحات الغربية نتيجة هيمنة الموضوع النووي على المحادثات الأمريكية ـ الإيرانية”، قائلاً: “لدى الغرب رهاناً كبيراً على الطاقات الثقافية والاقتصادية والعلمية التي يختزنها المجتمع الإيراني، لأن الاتفاق نفسه سيعني إطلاق عملية إعادة إدخال إيران في النظام العالمي والسوق العالمية.. وعلى هذا المستوى هناك تحدٍ لإيران، فهي ليست دولة عظمى وليست دولة كبيرة إقليمياً حسب المعايير الاقتصادية، فالأتراك يتفوقون عليهم”.

منذ انتهاء محادثات عُمان حتّى اليوم، تكون إيران قد حصلت على 11.9 مليار دولار من أموالها المجمدة

ورأى أن “الإيرانيون تفوقوا في الشرق الأوسط بالجغرافيا السياسية، حيث استخدموا جميع البيئات الشيعية في العالم العربي من أجل تمدد النفوذ الإقليمي وبأشكال مختلفة.. لكن على المستوى الاقتصادي، فلا شك أن تركيا هي النموذج الأقوى اقتصادياً في المنطقة.”

مؤسسة الإمام الحكيم

أما بالنسبة للتحديات التي تواجه العرب تساءل الزين “أولاً عن مدى قدرة العالم العربي على رصد حجم تغير استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية وإلى أين ستتجه.. هل ستنسحب أمريكا من المنطقة أو أنها ستعيد تنظيم وجودها في المنطقة بطريقة تعتمد على قوى جديدة، دون أن يعني أنها متجهةً للتركيز على شرق آسيا ـ وهو أمر مؤكد أنها تركز على شرق آسيا ـ لكن السجال الدائر هل هو انسحاب من الشرق الأوسط؟””.

كما تساءل عن كيفية تمكن العرب من كل الطوائف، من مواجهة تحدي حصر المثلث الإيراني – التركي – الإسرائيلي من التفتت داخل المساحة العربية. والمعضلة التي تواجهنا بصورة خاصة بالنسبة للإيرانيين هي كيف نبني علاقة بناءة مع إيران تتخطى الاستراتيجية الإيرانية وهي الاعتماد على الجماعات الشيعية.. ومن سوء الحظ سواء كنا شيعة أو غير شيعة، هذا الاعتماد يعني نمطاً تفتيتاً داخل الدولة الواحدة..

وأضاف كيف سيتمكن القطب الحالي الأقوى عربياً، وهو المملكة العربية السعودية من مواجهة التحديات الداخلية المطروحة عليه، أو وفقاً للمصطلح الذي استخدمه الرئيس أوباما بعد الإعلان عن اتفاق “لوزان”؛ حيث قال له: إنني أرى أن الخطر الحقيقي الذي يهدد دول الخليج يأتي من داخلها.. بغض النظر عمّا إذا كان هذا التوصيف صحيحاً، فهو قد قال: “علينا نحن أن نتمكن من حمايتها من النفوذ الإيراني.. هذه الرسالة الأولى”.

وتساءل” هل تستطيع أن تتكيف السعودية مع متطلبات الأوضاع الداخلية أم لا؟” أما الرسالة الثانية، بنظر الزين “بعد أحداث 11 أيلول 2001، قال المحافظون الجدد للسعودية: إن هناك شيء ما بعد 11 أيلول لا يسير على ما يرام في ما يتعلق بمناهجكم التعليمية”.

والرسالة الثالثة، جاءت مع انطلاق ثورات الربيع العربي، حيث أن القيادة السياسية للثورات الديمقراطية العربية كانت عبر القيادة السعودية والخليجية، بغض النظر عما تحولت إليه ف بعثت النخبة الأمريكية المعنية بالشرق الأوسط برسالتها الثانية وهي: أنه لا بد من تعديلات ما في التركيبة الداخلية للسعودية، خصوصاً مع هذا الدور القيادي الذي تأخذه في قيادة التغيير في الجمهوريات العربية المحيطة..

ورأى أن “هناك جيل جديد في المملكة العربية السعودية، أعتقد انه سيحاول أن يحدث تغييرات غير مسبوقة في التركيبة الداخلية للمملكة خلافاً للجيل الذي سبقه ونجاحها يتوقف بحسب ما سنراه من أفق لديناميكية التغيير التي ستنطلق في الوضع الداخلي الإيراني”.

وختم الزين: “أمام هذا المشهد دولنا منها ما هي منهارة ومنها ما هي مهددة بالانهيار.. ومن سوء الحظ نحن من تهدر دماؤنا في ساحة الصراعات الدولية والإقليمية.. ولذلك يحق لنا أن نكون متشائمين، ومن جهتي إنني شديد التشاؤم حول مستقبل المنطقة”.

السابق
رسالة مفتوحة إلى قضاة لبنان
التالي
نصرالله: لسنا بصدد الدخول الى عرسال ويجب الكف عن التجييش المذهبي