هكذا تدخل الى سوق السمك في صيدا، عاصمة الجنوب ومسقط رأس ثلاثة رؤساء حكومة منذ الاستقلال: الروائح الكريهة تملأ انوف الباعة قبل المشترين، ناهيك عن الحشرات والبعوض والجرذان التي تسرح وتمرح ولا من حسيب ولا رقيب.
الروائح الكريهة تملأ انوف الباعة قبل المشترين، ناهيك عن الحشرات والبعوض والجرذان التي تسرح وتمرح ولا من حسيب ولا رقيب.
لعلّ هذه الصور تصف رداءة المشهد فالنفايات والأوساخ مرمية هنا وهناك.. للوهلة الأولى تحسب نفسك في مكان أقرب إلى مكب نفايات من سوق يفترض أنه يحوي مواد غذائية ويتردد إليه المواطنين لشراء الأسماك.
احد الباعة المخضرمين في السوق سارع الى مناداة مندوب جنوبية ليشرح له اسباب هذا الواقع المقزز: “هيدي البلدية، بيفتحو المجرور تيوفرو حق مازوت وبحطو بالجياب”.
وفي التفاصيل ان مجرورًا لمياه الصرف الصحي يمر من امام السوق المذكور، وبدل ان تتم عملية ضخ المياه الى خارج المدينة لتكريرها، يعمد البعض الى فتح هذا المجرور من وقت لآخر مما يتيح له توفير مصروف المازوت بشكل مريب.
هيدي البلدية، بيفتحو المجرور تيوفرو حق مازوت وبحطو بالجياب
مصدر آخر من داخل السوق لفت أيضًا الى “أن مستوى المجرور صار أعلى من مستوى سطح البحر فيفيض ويسبب هذه
المستنقعات الملوثة”. اما الحل المتداول فهو رفع مستوى الباحة الواقعة على مدخل السوق وعلى يساره، ولكن الخلاف على تلزيم هذه العملية يعطل إجراء هذا الحلّ”.
مستوى المجرور صار أعلى من مستوى سطح البحر فيفيض ويسبب هذه المستنقعات الملوثة
لكن، مهما يكن السبب فالصور تتحدث عن الواقع المرير، والمشترك الوحيد بين كل الادعاءات والتوصيفات هو ان رائحة الفساد المستشري في كل ادارات البلد ووزارته باتت تطغى على رائحة مجاريره. والحلّ المطلوب وجوي مراعاة الشروط البيئية والصحية والمالية في آن تمامًا كما حصل في سوق السمك الواقع في منطقة الكارنتينا.
