خدمات صحية محدودة في مرجعيون

يشكو سكان قرى قضاء مرجعيون من نقص في الخدمات الصحية والاستشفائية، على الرغم من انتشار المستوصفات ومراكز العناية الأولية ومراكز الشؤون الاجتماعية، بنسبة تقدر بمركز الى مركزين في كل قرية مع تواجد مشفيين حكوميين في القضاء، الا أن الخدمات الصحية المقدمة للسكان تبقى “خجولة” ومحدودة جداً، نظراً لغياب التجهيزات الطبية الكافية والنقص في أعداد ومهارات الكوادر البشرية المتخصصة من أطباء وممرضين، ما يدفع بالسكان للتوجه الى خارج القضاء لطلب الاستشفاء في الحالات المستعصية والجراحات الدقيقة.
يقدر اتحاد بلديات مرجعيون عدد سكان القضاء بـ180 ألف نسمة، لكن هذا العدد ينخفض بشكل ملحوظ خاصة في فترة الشتاء ليصل الى نحو خمسين ألف نسمة، بسبب عدم توفر احتياجات السكان الرئيسية، ومنها الخدمات الصحية. ويؤكد مدير مستوصف تابع لـ “منظمة فرسان مالطا” في مرجعيون الدكتور جورج الفحيلي، أن “غالبية سكان قرى مرجعيون تتوجه الى المستوصفات والمراكز الصحية الأولية، لطلب الاستشارات الطبية والدواء”، مشيراً إلى “أهمية الدور الذي تلعبه المستوصفات الموجودة في منطقة مرجعيون، سواء على المستوى الصحي من جهة، والمستوى الاقتصادي من جهة أخرى، اذ أن غالبية المستوصفات باتت تقدم خدمات تتخطى المعاينة والدواء، كفحوصات الدم والتصوير الصوتي وغيرها، مقابل بدل ماديّ زهيد”.

طب
أما بالنسبة للوضع الاستشفائي، فيؤكد الفحيلي أن “الوضع لا يختلف عن الوضع في المناطق الحدودية أو البعيدة عن المدن الكبرى، من حيث الإمكانات والتجهيزات الخجولة والمستوى الطبي المحدود”، لافتاً إلى أن “الطبيب المتمكن تُفتح له أبواب أكثر وفرص أوسع من البقاء في مستشفى في منطقة حدودية، وبالتالي تفرغ مستشفيات هذه المناطق من الأطباء ذوي الخبرات والمعرفة الطبية الواسعة، مما يقلص من جودة الخدمات الصحية المقدمة للسكان”.
يشير رئيس اتحاد بلديات مرجعيون علي الزين، الذي يضم نحو 16 بلدة واقعة في المساحة الممتدة من قرية عديسة وصولاً الى بليدا، إلى “النقص الملحوظ في الخدمات الصحية والاستشفائية المقدمة لسكان المنطقة”، مؤكداً أن “المستشفيات الموجودة لا تلقى الاهتمام اللازم من قبل المعنيين، انطلاقاً من قاعدة أن الأطراف لا يبقى لها سوى الفتات، حيث يصب الاهتمام في مستشفيات المدن الكبرى مثل مستشفيات صيدا وبيروت”.
ويبقى دور المستشفيات الواقعة في قرى مرجعيون محدوداً لاستقبال الحالات الخفيفة وغير المستعصية. يذكر الزين في هذا الاطار أنه منذ حوالي السنة شهدت المنطقة 6 حالات وفاة في فترة زمنية قصيرة بسبب أمراض متعلقة بالقلب، بسبب عدم قدرة المستشفيات المحلية على حلً المشكلة.
أما في ما يخص نشاط الاتحاد في هذا المجال فيقول الزين إن البلدية تعمل على التوعية بدرجة أولى، والتي تشمل تحصين الأطفال وتلقيحهم، وتبين أن الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات يعانون من الإهمال بنسبة 50 في المئة، لكن النسبة تتراجع في ظل تكثيف التوعية.

 الوضع “منيح”
يقول مدير مستشفى ميس الجبل الحكومي الدكتو أحمد فقيه، إن المستشفى يستقبل بين أربعة آلاف وخمسة آلاف مريض سنوياً، سواء دخول أو طوارئ، وهو “عدد لا بأس به نظراً لعدد السكان المقيمين في القرى المجاورة لبلدة ميس الجبل”.
أما مدير مستشفى مرجعيون الحكومي الدكتور مؤنس كلاكش، فيقول إن “المستشفى تلبّي كل الخدمات الصحية لسكان المنطقة، خصوصاً بعدما تم تطويرها وزيادة بعض الاقسام في العام 2000، حيث تم استحداث قسم العناية الفائقة، العناية القلبية وتمييل القلب وعلاج الشرايين بالراسورات وغيرها. وتعمل ادارة المستشفى حالياً على فتح قسم جديد، يُعنى بالأطفال حديثي الولادة”. ويستقبل المستشفى نحو 25 ألف مريض سنوياً.

المصدر: السفير

السابق
هل تعرفون فرنسوا أبي صعب؟
التالي
الجراح:عرسال هدف دائم لحزب الله وهناك 70 الف نازح سوري فيها