الحكومة وكلت الجيش بعرسال.. حزب الله خسر المعركة السياسية والإعلامية

مجلس الوزراء اللبناني
مجلس الوزراء أعطى الأمر للجيش في قضية عرسال، وحزب الله يستكمل الإعلان عن معركة يخوضها في جرود عرسال، أمّا العرساليون مصرون على النفي، فما حقيقة هذه المعركة؟

انتهت جلسة مجلس الوزراء على خير بعدما كثرت التوقعات حول انفجار الحكومة عند مناقشتها بندي جرود عرسال والتعيينات الأمنية. وعلى الرغم من عدم الوصول إلى حلول في ما خصّ التعيينات للقادة الأمنيين، إلاّ أن مجلس الوزراء خرج بتكليف «الجيش اتخاذ كل الإجراءات لإعادة سيطرته وانتشاره داخل عرسال وحمايتها»، وأكدّ البيان على الثقة الكاملة بالجيش اللبناني وقيادته لتقييم الإجراءات الأمثل لمعالجة الوضع الميداني.

مصادر عرسالية تؤكدّ أنّ التلال التي ادعى حزب الله أنّه احتلها هي في الأساس تحت سيطرته

إذاً مجلس الوزراء أعطى الأمر للجيش في ملف عرسال، ولكن ميدانياً هلى الأمر للجيش فعلاً؟ خصوصا بعد انتشار المعلومات المتضاربة منذ صباح أمس حول بدء معركة جرود عرسال التي يقودها حزب الله بمواجهة مسلحي جبهة النصرة.

حزب الله أعلن عبر القناة الرسمية الناطقة بإسم الحزب «المنار» عن إنجازات نوعية حققها في جرود عرسال، مؤكدا أنّ «الحزب سيطر على تلال ومرتفعات إستراتيجية وتمكن من محاصرة مواقع لجبهة النصرة في المنطقة».

حزب الله لا يستطيع الدخول في حرب بعدّة جبهات، خصوصا بعدما اختار محاربة التكفير والإرهاب المتمثل بالنصرة وداعش

إلاّ أنّ مصادر عرسالية تؤكدّ أنّ التلال التي ادعى حزب الله أنّه احتلها هي في الأساس تحت سيطرته.

مصادر أمنية رفيعة أكدّت لـ «جنوبية» أنّ «لا معارك في جرود عرسال»، في حين أنّ مصدر متابع لملف جرود عرسال قال لـ «جنوبية» أنّ «حزب الله لن يفتح معركة في جرود عرسال، وذلك حفاظاً على الأمن الداخلي في لبنان، وحواره وعلاقته بـ«تيار المستقبل» الذي يمثل الإعتدال السني.

موضوع العشائر والقبائل هو موضوع اعلامي لا يقدم ولا يؤخر

وأضاف المصدر «حزب الله لا يستطيع الدخول بعدّة جبهات، خصوصا بعدما اختار محاربة التكفير والإرهاب المتمثل بالنصرة وداعش.

وتابع المصدر حزب الله الذي لا يريد تفجير الوضع الداخلي لن يفتح معركة في جرود عرسال خصوصاً بعد التحذير الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري أنّ «عرسال خطّ أحمر»، كذلك ما أعلنه قائد الجيش جان قهوجي أنّ قضية عرسال من اختصاص الجيش.

عرسال حزب الله

أما فيما يتعلق بقضية العشائر التي أعلن عنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير يبدو أنّها مجرد رسالة للدولة اللبنانية، خصوصاً بعد عدم نجاح نصرالله في تعبئة العشائر الشيعية التي لا يستطيع امتلاك قرارها السياسي، وما يؤكد ذلك أنّ من لبّى نداء نصرالله لا يملك المون على قرار العشائر.

كما أكدّ أمس الشيخ صبحي الطفيلي بأنّ «موضوع العشائر والقبائل هو موضوع اعلامي لا يقدم ولا يؤخر. الهدف منه الضغط على الدولة حتى تأخذ قرارا في ظل شيء من الفلتان الأمني الزائد في البقاع”.

إذاً يبدو أنّ الكلام عن معركة جرود عرسال هي مجرد معركة إعلامية يخوضها حزب الله من أجل تحقيق أهداف غير معلنة، ولزجّ الجيش اللبناني في الحرب التي قرر أن يخوضها دون الإلتفات إلى تبعاتها.

السابق
هل يدفع لافروف ثمن تراجع الدور الروسي في الشرق؟
التالي
أميركا وروسيا تديران الحروب ولا تستعجلان الحلول