العلامة الأمين زار السيّد السيستاني: على الشيعة الابتعاد عن الصراعات الإقليمية

السيد محمد حسن الامين
لمناسبة ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة فقيد العراق والعالم العربي العالم والمجاهد السيد محمد بحر العلوم، زار سماحة العلامة السيد محمد حسن الأمين النجف الأشرف، والتقى المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في منزله بالنجف، وأّكّد أمامه "مصلحة الشيعة في العراق ولبنان بعدم الانخراط بمشاريع صراعات إقليمية أو دولية"، وأن "الحفاظ على الأوطان التي ينتمي إليها أفراد الطائفة يجب أن تكون هي الغاية والهدف المرجو".

بمناسبة ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة فقيد العراق والعالم العربي العالم والمجاهد السيد محمد بحر العلوم، تلقى سماحة العلامة السيد محمد حسن الأمين دعوة من أسرة الراحل الكبير ممثلة بمعالي الوزير السيد ايراهيم بحر العلوم، وذلك لحضور احتفال الذكرى في النجف الأشرف والقاء كلمة تأبينية في المناسبة، وقد سافر العلامة الأمين الى العراق نهار الجمعة في 15 أيار وحضر حفل التأبين الذي أقيم صباح الأحد بعد يومين، في قاعة الشيخ الطوسي (ره) في معهد العلمين للدراسات العليا في النجف.

وقد ألقى العلامة الأمين كلمة وجدانية مؤثّرة أبّن خلالها أستاذه الراحل السيّد بحر العلوم مستذكرا الستينيات من القرن الفائت يوم كان السيّد الجليل الراحل مدرّسا في كليّة الفقه في النجف الأشرف. وقد أكّد أن النجف سوف تبقى منارة التشيّع في العالم وأن العراق لا بدّ له أن يعود كما كان عاصمة للفكر والأدب العربي والتراث الاسلامي.

الثلاثاء في 21 أيّار، لبّى سماحة العلّامة الأمين دعوة إلى ندوة نظمها مكتب كرسي اليونسكو لتطوير الحوار بين الأديان في العالم الإسلامي، وموضوع الندوة هو “الطائفية آثارها وحلولها” في كلية الآداب بجامعة الكوفة، فألقى محاضرة عن الأبعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية للطائفية في العالم الإسلامي بحضور رئيس جامعة الكوفة الاستاذ الدكتور عقيل عبد ياسين وعميد الكلية الاستاذ الدكتور عقيل عبد الزهرة وعدد من الأساتذة والباحثين والمهتمين.

السيد محمد حسن الامين

وأشار العلامة الأمين إلى الآثار الإجتماعية والسياسية السلبية للطائفية على الفرد والمجتمع، وشدّد على دور المؤسسات الدينية والحكومية والعلمية في مواجهة الأفكار الطائفية المتطرفة التي تنمي نزوع الإفراد إلى التشدد والتطرف والسلوك المتشنج البعيد عن روح الإسلام الحنيف ومبادئه السمحاء.

وأضاف أنّ الإسلام كدين ينبذ العداء الطائفي والاقتتال من أجل الملذات الدنيوية المغلفة بغطاء طائفي، مشيراً إلى أهمية الالتفات إلى قراءة التاريخ المعاصر قراءة متأنية لمعرفة طرق معالجة هذه الظواهر الاجتماعية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة.

كما ذكّر بتاريخ الدولة العثمانية وزوالها رغم ادعائها الإسلام، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع مضمون الإسلام تعاملا واضحاً ودقيقًا لكي لا يساء استعمال النص القرآني بشكل منحاز إلى الطائفية غير السليمة.
واعتبر عميد الكلية أنّ موضوع الندوة حيوي ومهم لا سيما تزامناً مع ما يمر به العراق من أزمات ذات جذور طائفية تدفع إلى العنف في الغالب: “لذا فإنّ الكلية حريصة كل الحرص على إقامة واحتضان هذه الفعاليات العلمية لمواجهة كلّ فكر تكفيري يلغي الآخر أو يشوه صورة الإسلام ويحيد به عن مبادئه وشرائعه السماوية” .

السيد محمد حسن الامين
كما زار سماحة العلامة السيّد محمد حسن الأمين المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في منزله بالنجف برفقة نجله سماحة السيّد مهدي الأمين، يرافقهما سماحة الشيخ عباس الجوهري رئيس “المركز العربي للحوار” في لبنان، وقد اسقبل سماحة المرجع السيستاني السيّد الأمين ومن معه، وكانت جلسة استمرت حوالي ساعة استعرض خلالها السيّدان أيام الدراسة في العصر الذهبي للنجف في الستينيات والسبعينات القرن الفائت، يوم كان السيّد السيستاني هو المقرّر والرفيق الدائم لسماحة المرجع الراحل الإمام الخوئي، وكان السيّد الأمين طالبا حديث السنّ آتيا من لبنان، فكانا يلتقيان في الدرس الفقهي للمرجع الخوئي دائما.

https://www.youtube.com/watch?v=cDk2qkM89HA

مقطع فيديو من محاضرة العلامة السيد محمد حسن الأمين في جامعة الكوفة.
وقد سأل سماحة المرجع السيّد السيستاني السيّد الأمين عن أحوال اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها بلدهم وتمرّ بها المنطقة عموما مستفسرا عن حال الشيعة منهم على وجه الخصوص، وطلب كذلك معرفة رأي السيّد الأمين بما تشهده المنطقة من تطورات واحداث سياسية عسكرية تسببت بسقوط الالاف القتلى وبدمار وانقسام في عدد من الدول لا سيما في سوريا والعراق على وجه التحديد، وكانت أجوبة السيّد الأمين واضحة وصريحة في هذه المواضيع، مشددا على مصلحة الشيعة في العراق ولبنان تتمثّل في عدم الانخراط بمشاريع صراعات إقليمية أو دولية، وأن الحفاظ على الأوطان التي ينتمي إليها أفراد الطائفة يجب أن تكون هي الغاية والهدف المرجو.

وقد استمرت زيارة العلامة الأمين الى العراق أسبوعا كاملا، وعاد جوا إلى بيروت يوم الجمعة الفائت، وقد عبر عن أمله في العودة وزيارة العراق بظروف أفضل: “فالزيارة كانت بمناسبة أليمة وهي ذكرى أربعين سماحة العلامة المقدّس السيّد محمد بحر العلوم، الذي نرجو من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه”.

السابق
حرب عرسال الآن فتح لجرح الحرب الأهلية
التالي
«الأردني» و«الفلسطيني» يرافقان «اللبناني» إلى الصين