حزب الله مسؤولاً

تطرح ممارسات مطلقي مصطلح— اتهام “شيعة السفارة”، وردود فعل مَن أُطلِقَ في اتجاههم، مجموعة من التحدّيات العقلانيّة وأوّلها التفكير وإعادة ترتيب الخطاب والأداء، سواء أكان في جبهة حزب الله وجمهوره أم في محاور معارضيه.
يحتاج الأمر أولاً إلى التذكير بأنَّ المصطلح— الاتهام لم يرد، في الموسم الحالي، على لسان السيد حسن نصرالله، إنّما نقلاً عنه. وفي هذا السياق، لم يُنقّل عنه أنّه ذكر اسماً واحداً باعتباره من “شيعة السفارة”. أي لا دليل يؤكّد أنّه قصد أشخاصاً غير الذين وردت أسماؤهم في “ويكيليكس”—”الأخبار”. وبعض هؤلاء محسوب على حلفاء حزب الله.
المريب في الأمر، أنَّ حزب الله، الذي أوضح أنَّ ما نُقل عن نصرالله ليس دقيقاً، ترك الألتراس في بيئته والإعلام القريب منه ينطق باسمه، بل بلسان أمينه العام، فألّفَ على أذواقه لوائح لـ”شيعة السفارة” وأساء إلى كثيرين.
ولعلَّ أخطر ما ارتكبه الألتراس هو توريط حزب الله في أي خطر يصيب معارضاً له من المذهب الشيعي. وكذلك حمّله مسؤوليّة خفض سقف الحريّة السياسيّة في المذهب وما يسمّيه “بيئة المقاومة”، بل مسؤوليّة أي توتّر سواء أكان ضمن المذهب أو في المجتمعات ذات الأكثريّة الشيعيّة. وحزب الله صامت عن ذلك وكأنّه موافق أو مستفيد.

 

فتحدّي حزب الله، في هذا الشأن، هو سحب هذا المصطلح— الاتهام المقيت من التداول ووضع حدِّ للألتراس، لأنَّ مخاطر تركه في التداول أكبر من سحبه. وإذا لم يتدخّل يغدو مسؤولاً كاملاً.
أما تحدّي معارضي حزب الله، ولاسيما الذين اعتبروا أن الاتهام يستهدفهم، فهو أن يكونوا معارضين لسياسته ولا يغرقوا في شبر ماء ويقبلوا أن يكونوا ضحيّة “عنف أسري”.

(تغريدة)

السابق
رولا شاميه: فيلم البورنو الذي إنتشر ملفق وغير صحيح
التالي
مناورات اسرائيلية داخل مزارع شبعا