جلسة الحكومة اليوم لن تنفجر وسلام غدا في السعودية

جلسة الحكومة اللبنانية

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : يستعد الرئيس تمام سلام للتوجه غدا الى المملكة العربية السعودية على رأس وفد وزاري كبير ومنوع، وسيلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار المسؤولين في القيادة السعودية، وستتناول المباحثات العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.

 
الى ذلك خيم طوال اليومين الماضيين هدوء لافت على مدينة عرسال وجوارها، خرقته أمس أصوات قصف الطائرات السورية لمواقع على المقلب الآخر من الحدود مع لبنان، وعطبته في الداخل حملة غير مسبوقة لـ”حزب الله” على المستوى الشعبي في منطقة بعلبك – الهرمل، تستهدف “التعبئة” و”التحشيد”.

 
ومنذ دخول الجيش اللبناني الى عرسال البلد والجوار، لم تسجل أية خروقات تبرر الحملة السياسية – الاعلامية – الشعبوية المتواصلة من قبل “حزب الله” تحت يافطة “ان الارهابيين التكفيريين يتخذون من جرود عرسال قواعد انطلاق لارسال السيارات المفخخة”، او بالحجة الجديدة التي أطلقها رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، وخلاصتها احراج الجيش، بحجة “ان المساحة التي احتلها المسلحون في جرود عرسال تشكل خطراً على لبنان…” لافتاً خلال استقباله “وفداً شعبياً من قضاء زحلة” الى ان “الحكومة اليوم لاتزال تتفرج وترفض منح الجيش المبادرة لتحرير الجرود من المسلحين… ولكن الى متى ستظل رافضة وسيبقى الجيش منتظراً هناك…” ليخلص الى القول: “ان الجيش الذي لا يتحرك ينكسر…”.

 
درباس يطمئن
والخارجية الاميركية تحذر
وفي خضم التطورات الاقليمية المتسارعة على نحو غير مسبوق، قالت مصادر وزارية لـ”الشرق”: “اننا على أبواب معركة كبرى ستحدد مسار الأمور في سوريا وسائر المنطقة…” هذا في وقت رأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس “ان عرسال لم تعد مسألة خلافية نظراً لدخول الجيش اليها في ظل تأييد جماعي له ووجود ثقة تامة به وبأدائه…”. ومع ذلك فقد كان لافتاً ومثيراً للأسئلة والتساؤلات توقيت تحذير الخارجية الاميركية رعاياها من السفر الى لبنان، حيث عزت الخارجية هذا التحذير الى استمرار القلق على أمنهم وسلامتهم… ولفتت الى “احداث أمنية شهدها لبنان في الآونة الأخيرة ومنها معركة عرسال… والتداعيات الأمنية المحتملة له…”.

 
مجلس الوزراء…
وعرسال والتعيينات
إلى ذلك، وإذ يدخل لبنان اليوم، يومه الثالث والسبعين بعد الثلاثماية من دون رئيس للجمهورية، و”الكل يحمل مسؤولية الشغور للكل” فإن الأنظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء اليوم الاثنين وعلى جدول الأعمال بندان أساسيان: عرسال و”التعيينات الأمنية والعسكرية”، من دون تأكيدات بالحسم بانتظار عودة الرئيس تمام سلام من الرياض التي سيزورها غداً الثلاثاء.

 
وإذ تجاوز ملف عرسال الخطوط الحمراء، وبقيت “الجرود” موضع أخذ ورد، فقد بقي ملف التعيينات – كما ملف الجرود ورئاسة الجمهورية في صدارة الاهتمامات والمتابعات… حيث عرض رئيس مجلس النواب في مقره في عين التينة موضوع التعيينات مع وفد “لجنة المتابعة النيابية” المنبثقة عن “لقاء بكركي” وضم النواب، ايلي عون، ايلي كيروز وهادي حبيش، إضافة الى الأب طوني خضره… وفي هذا فقد كرر بري تأكيداته السابقة لجهة ان ما أثير في لقاء النواب المسيحيين مع البطريرك الراعي عن اعتماد نصاب النصف زائداً واحداً في الدورة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية “غير قابل للتطبيق…”.

 
بري المستاء
ونقلت مصادر نيابية عن الرئيس بري استياءه من “الوضع العام… قائلاً للوفد “ان كل دول العالم تأتي الينا وتبدي حرصاً على ملء الشغور الرئاسي ودعم المؤسسات، لكن الفرقاء اللبنانيين يتلهون بالخلافات على القشور والتعيينات وما شابه…” وأشارت المصادر في ما يخص تعيين قائد الجيش الى ان الرئيس بري يرى عدم استعجال طرح الموضوع طالما ان استحقاق انتهاء مدة خدمة العماد جان قهوجي يحصل في أواخر ايلول المقبل… ولا داعي لاستباق الأمور…”.

 
بدوره عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ايوب حميد في احتفال لـ”حركة أمل” في البقاع أعرب عن خشيته من ان “تكون الذرائع الواهية اللاقانونية واللادستورية امعاناً بتعطيل المجلس التشريعي…” واعادة البلد “ساحة للفوضى والاحتراب الداخلي…” مشدداً على أهمية الحوارات الجارية بين “المستقبل” و”حزب الله” وبين “القوات” و”التيار الحر”.

 
مكاري: الحريري يؤيد روكز لقيادة الجيش… لكن
أما الجديد على خط تعيين قائد للجيش جديد، فقد كان في ما أعلنه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي كشف أنه نقل الى العميد شامل روكز، كلاماً من الرئيس سعد الحريري مفاده أنه يؤيد تعيينه قائداً للجيش “كائناً من كان رئيس الجمهورية، وسواء أكان العماد ميشال عون او لم يكن.. ولكن لا أستطيع السير في تعيين قائد جيش من دون وجود رئيس للجمهورية…”.
وأشار مكاري الى ان “ثمة توافق لبناني علىشامل روكز”، وهذا كلام سمعته منه (أي من الحريري)، وبالتالي لا خلاف على مسألة قدرة العميد روكز او مناقبيته، بل الخلاف هو على التوقيت…” معتبراً ان “العميد روكز مظلوم ومن يظلمه بالدرجة الأولى هو العماد عون وفريقه…”.

 
ريفي: قرار دولي بحماية لبنان
في السياق، وإذ أشار وزير العدل أشرف ريفي الى ان “ثمة تداعيات كبرى لما يجري في المنطقة على لبنان، وهي تمر بلحظات تاريخية ولبنان ليس ببعيد عن تداعيات ما يجري فيها، فقد رأى ان “علينا ان نؤمن الحماية القصوى، العسكرية والأمنية والسياسية للوطن…” معتبراً ان لا خوف على لبنان أمنياً وسياسياً، رغم صعوبة المرحلة”. كاشفاً ان “هناك قرارا اقليميا ودوليا بحماية لبنان من النيران الملتهبة في محيطنا، وهناك توافق لبناني على ذلك أيضاً، نختلف في السياسة وفي الاعلام والمواقف وإنما يجب ان نكون متوافقين دائماً على حماية أمن لبنان ولا خوف كبيراً لدينا…” داعياً “حزب الله” الى “اتخاذ قرار وطني تاريخي قبل فوات الاوان لحماية بيئته وحاضنته الشعبية وحقن دماء شبابه الذين يسقطون خدمة لمشاريع توسعية موهومة والى العودة من سوريا الى لبنان فوراً…”.

 
… “حزب الله”: الدولة مسؤولة
من جانبه لفت نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الى “ان ربط الرئاسة بالتطورات الخارجية والضغوط الأجنبية والعربية، يعني بقاء الفراغ وكلما استمرت المراهنة على الخارج استمر الفراغ…” واذ لفت الى “ان الدولة مسؤولة عن تحرير جرود عرسال…” قال: “نحن في انتظار قرارات التحرير من الحكومة بالطرق والأساليب التي تراها مناسبة، نحن لا نلزم الدولة بآليات التحرير، ولا نكون مكانها في اجراءاتها، ولكن عليها ان تتخذ الاجراءات المناسبة…”.

 
ابو فاعور: الجيش يعرف ما عليه
من جهته، وخلال مشاركته حفل افتتاح المركز الصحي لـ”جمعية الرفد والعطاء” في بلدة الرفيد (قضاء راشيا) رأى وزير الصحة وائل ابو فاعور ان “كل ما نعانيه من اعتلال هو نتيجة لمرض واحد هو الشغور في الرئاسة…”.
ولفت الى أنه “اذا كان هناك خوف مما يحيط بعرسال فهذا الأمر يعالج بالروية والحكمة والتفاهم… على مستوى الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” وبين عشائر بعلبك – الهرمل وبين أهل عرسال… مشدداً على ان “الجيش يعرف ما عليه ان يقوم به وهو يقوم بواجباته في كل لبنان على أكمل وجه ويحتاج الى غطاء وقرار سياسي، وهما موجودان.

 
العشائر: أهل عرسال أهلنا
وفي اطار “التعبئة” والتحشيد الشعبي، فقد أكدت عشائر وعائلات رياق، الحلانية، ميسلون، عين كفرزبد، عرب الدوحة، قوسايا وسرعين الغربية (قضاء زحلة) بعد لقاء في “حسينية رياق” “رفضها أي تواجد لتكفيريي داعش أو أي محارب على أرض لبنان وجروده وتحديداً في جرود عرسال”. ومؤكدة أيضاً “ان أهالي عرسال أهلنا ولن نسمح لأحد ان يجعلهم في المكان الذي لا يتناسب مع تاريخهم المقاوم المشرف…”. أما “القوى والحركات الاسلامية” في البقاع، فقد حيت في بيان الجيش اللبناني على “الخطوة الحكيمة من خلال تنفيذه خطة انتشار عرسال”. ومستنكرة “الشعارات والبيانات التي تدعو الى الفتنة المذهبية والاقتتال الطائفي…” مطالبة الدولة “بالتحرك السريع لمواجهتها ومحاسبة المحرضين عليها…”.

السابق
حزب الله والتيار والمردة اليوم: روكز أو لا حكومة عون يستعد لانتفاضته الشعبية الثانية
التالي
«لقاء سيدة الجبل»: بط مصير المسيحيين بأنظمة مستبدة يضعهم في مواجهة مع الأغلبية المسلمة وغابت عنه قوى «8 آذار»