صورة مؤلمة

تترك مواكب تشييع شبان لبنانيين الى أي اتجاه سياسي انتموا غصة في قلوب كثيرين من اتجاهات سياسية مختلفة، يأملون بالتأكيد لو أن دماء الشبان لم تزهق في حروب يراها البعض عبثية والبعض الآخر وجودية. ولاشك ان مشاركة شبان “حزب الله” في الحرب السورية كانت لحظة انقسام هائلة بين اللبنانيين، لجهة رفض فئة كبيرة من اللبنانيين زج شبان الحزب في معركة قتل النظام السوري لشعبه واستجرار التنين التكفيري الى الساحة اللبنانية.

 

يتعاظم الثمن ويكاد لا يمرّ يوم الا وتشهد الضاحية الجنوبية او بلدات في الجنوب والبقاع مواكب تشييع جديدة. وإن كانت العين اعتادت هذه المشاهد، إلا انها تجمدت عند لقطة انتشرت بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس لشقيق المقاتل في الحزب محمد قاسم ياسين الذي قضى في سوريا وجرى تشييعه في بلدته كفرتبنيت. وفي الصورة يظهر الفتى وقد اعتلى نعش أخيه رافضاً مفارقته في لحظة انسانية مؤثرة تمثل الثمن الكبير الذي دُفع ويُدفع وسيُدفع. وقد شاركت أعداد كبيرة من رواد مواقع التواصل، ومن اتجاهات سياسية مختلفة، الصورة المؤلمة، معلقين عليها باستنتاجات شخصية، فمنهم من كتب عبارات من مثيل:
– “لا يوجد ما يوازي هذا الحزن والفقد حتى لو كان قصراً في الجنة”.
– “دموعه أغلى من طموحاتك”.

 

-“طريقنا الى النصر”.

ومنهم من استعاد مشاهد أطفال سوريين ومدنيين قضوا بنيران النظام والميليشيات التابعة والحليفة له، متسائلاً: “متى سيتوقف سفك كل تلك الدماء؟”. وبالتأكيد يبدو حجم السؤال الأخير بحجم الصراع المفتوح الشهية على التهام المزيد من جثث الأطفال والنساء والشبان.

حزب الله تشييع حزب الله تشييع حزب الله تشييع

(النهار)

السابق
بالصور: سجن تدمر بعد دخول«داعش»
التالي
الشطب الدموي والاغتيال السياسي