«سماحة كان وسيطاً بيني وبين الأسد.. وأشكر الله أنني استبدلته»

رأى الرئيس ميشال سليمان أن «الجمهورية لن تموت والتجارب برهنت أنها أقوى مما كنا نتصور»، مبدياً أسفه «لأن الجمهورية من دون رئيس»، معتبراً في هذا الإطار أن «النواب الذين لم ينزلوا إلى مجلس النواب يتحمّلون مسؤولية الفراغ، ومن ينزلون الى المجلس لا يتحملون أي مسؤولية»، مشدّداً على أن «حزب الله مسؤول أكثر من غيره عن الفراغ فهو شارك في التمديد للبرلمان وعليه المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس».

وردّ سليمان في حديث إلى الزميل وليد عبود في برنامج «بموضوعية» على محطة «ام تي في»، على قول رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إنه لن يخرج من المعركة الرئاسية إلا شهيداً، متسائلاً «هل معركة الرئاسة عسكرية أم ديموقراطية؟» مضيفاً: «في ذهن عون المعركة عسكرية ولا يجوز صدور هذا الكلام عنه كما لا يجوز أن يخسر الإنسان معاركه العسكرية ثم يقول إنه لا يخرج إلا شهيداً بمعركته السياسية».

 

 

أضاف: «لا يمكن الاشتراط على الديموقراطية وقصقصة مواصفات معينة للرئيس، فهل ثمة مسيحيون أصليون ومسيحيون تايوانيون؟» مؤكّداً أن «الرئيس المسيحي هو لكل لبنان وليس للمسيحيين فقط»، معتبراً أن كل من لا ينزل لانتخاب رئيس جديد هو خائن».

ورأى أن «مخارج مبادرة عون جيدة لكنها تحتاج لتعديلات دستورية تصدر عن مجلس النواب»، مستغرباً «هل النظام اللبناني مبني على الاستفتاء والاعداد؟»، مشدّداً على أن «النواب الذين مددوا لأنفسهم ولم يحضروا لانتخاب رئيس أخطأوا مرتين».

ورداً على سؤال، أوضح أن «قرار رفض التمديد كان قراراً عائلياً اتخذ قبل سنتين من انتهاء ولايتي وليس سراً أن فرنسا كانت مع التمديد والسفير الأميركي طلب مني ذلك»، معتبراً أنه «من خلال رفضي التمديد أردت خلق صدمة إيجابية لدى اللبنانيين»، لافتاً إلى أنه يحنّ «إلى قيادة الجيش أكثر من قصر بعبدا».

 

وعن الأزمة المستمرة منذ نهاية ولايته قال سليمان «لا حلّ في لبنان الاّ بتطبيق إعلان بعبدا»، مشيراً إلى أن «من لا يريد إعلان بعبدا هو من لا يريد الدولة بل شخصه»، مشدّداً على أن «النظام اللبناني بُني على الميثاقية وخيارنا الوحيد هو الديموقراطية».

وأكّد «من يقاتلون في سوريا ومن يدعمهم ضد إعلان بعبدا وكل من لا يريد الدولة يرفضون الإعلان»، معتبراً أن «التيار الوطني الحر يصمت صمت القبور عن إعلان بعبدا»، كاشفاً أن وزير الخارجية جبران باسيل «شطب الإعلان من قرارات الجامعة العربية رغم أنه أعلن تأييده سابقاً».

 

وإذ أشار إلى أن «الشعب اللبناني متمسك بصيغته وكيانه أكثر مما كنا نتصور»، أوضح» نحن شعب صمد في ظل خراب الدول التي تحيط بنا. الشعب اللبناني برهن أنه أفضل من الإدارة السياسية التي حكمته».

وأكّد أنه «لا مجال أبداً للذهاب إلى المؤتمر التأسيسي، الذي نلجأ إليه عندما يطبّق الدستور بالكامل»، مشدّداً على أنه «علينا تحصين الطائف عبر تطبيق إعلان بعبدا»، مشيراً إلى أن «القانون الأرثوذكسي ضرب الصيغة بشكل نهائي».

 

وعن الوضع في عرسال، أكد سليمان أنه «قبل أن يطلبوا محاسبة الجيش على أدائه في عرسال ليسألوا كم جيشاً في لبنان وليروا من يقاتل في سوريا وما نتائج ذلك»، مطالباً بعدم «حشر الجيش اللبناني في الاستحقاقات»، متوجهاً إلى السياسيين بالقول: إرحموا هذا الجيش واتركوه لشأنه»، مؤكّداً «أنا مرتاح للقيادة وأدائها والجيش أبدع في الحفاظ على لبنان».

وأوضح أن «لقاء الجمهورية» هو «منتدى سياسيّ مستمرّ بزخم لم أكن أتوقّعه وأنا لا يمكن أن أؤسس حزباً على شكل الأحزاب اللبنانية الأخرى».

 

وعن العلاقة المميزة التي تجمعه برئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط قال «الصدق هو سبب العلاقة المميزة» نافياً في رد على سؤال «وجود مخططات انقلابية تحاك مع رئيس الجمهورية وبخاصة ميشال سليمان»، مشيراً إلى أن «رئيس الجمهورية هو مكسر عصا عندما يفشل أحدهم في مشروعه».

وعن الحكم بملف الوزير السابق ميشال سماحة، كشف سليمان أنه «يجب الانتباه إلى أن لسماحة صفة أهم من كونه وزيراً سابقاً فهو كان وسيطاً بيني وبين بشار الأسد وقد كان مستشاره».

وأضاف «فوجئت بأن سماحة يأتي بإملاءات وتحدثت مع الأسد لتغييره بعد إطلاقه عدداً من المواقف»، مستغرباً «تصور أن مستشاراً بين الأسد وسليمان كان يُدخل المتفجرات الى لبنان وربما كان سيدخل بهم الى القصر الجمهوري، وأشكر الله أنني طلبت استبداله بشخص آخر».

 

ودعا القضاة الى أن «لا يخافوا وأن يصار الى التشدّد في الأحكام على الإرهاب وخصوصاً على المسؤولين الحاليين والسابقين لأنهم يستفيدون من تسهيلات معينة»، مطالباً بحصر مهامّ المحكمة العسكرية ضمن مشروع متكامل لاستقلالية القضاء.

(المستقبل)

 

السابق
الشطب الدموي والاغتيال السياسي
التالي
إستقالة الحكومة.. إحتمال وارد