هاني فحص: رحلة العاملي بين النجف وقم.. استقرت في بيروت

هاني فحص
لا يمكن نسيان السيد هاني فحص، ولا يمكن نسيان تأثيره في الساحة اللبنانية قبل رحيله بسنوات. هو الفلسطيني اللبناني فهو من فتح باب ايران امام قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات بعد انتصار الثورة. هنا نبذة عن حياة السيد فحص. وسوم: ايران، لبنان، هاني فحص، فلسطين، شيعة.

هو جبل من ذاكرة عاملية مكتوبة بحرفة صحافي إنساني، وبلغة أدبية عالمية. وهو بحق غني بغنى الجنوب اللبناني ومتنوع الثقافات كتنوع الحوزة من النجف الى قم الى لبنان، ومن موسى الصدر الى محمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين وحسن نصرالله.. ولا أنسى أبدا صديقه المفكّر محمد حسن الامين.
انه السيد هاني فحص (1946 – 2014) رجل الدين المسلم، من رجال الدين القلائل الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني. أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.
ولد السيد فحص في بلدة جبشيت في محافظة النبطية عام1946، وتلقى الدراسة الابتدائية في القرية، والمتوسطة في مدينة النبطية. تابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية وكانت تسمى “الموحدة السورية” كطالب حر. بعدها هاجر إلى النجف في العراق عام 1963 ودرس في حوزتها الدينية، ونال شهادة الإجازة في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه في النجف.
عاد من العراق عام 1972 ليستقر في بلدته جبشيت، بعدما تزوج وانجب سبعة من الابناء. انتسب إلى حركة فتح خلال وجودها في لبنان.
كما ساهم في تأسيس “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني” بالتعاون مع سمير فرنجية الذي رعاه الرئيس رفيق الحريري في بيروت بُعيد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية بداية التسعينيات، اضافة الى كونه عضوا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المؤسسة الرسمية الشيعية في لبنان.

هاني فحص
هاني فحص

علما انه خاض غمار السياسة من خلال اعلان ترشّحه للانتخابات الفرعية عام 1974 متحالفا مع كمال جنبلاط، ولكنه عاد وانسحب من المعركة بسبب اعتراض الامام المغيّب السيد موسى الصدر آنذاك. ثم عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ بسبب ما عرف حينها بـ”المحدلة الانتخابية”. ومن ابرز ما نشط فيه كان إشرافه على مجلة “النجف” لمدة عام خلال اقامته في النجف. ولدى عودته من النجف مارس عمله الديني إماما لبلدة جبشيت من العام 1972 وحتى العام 1975. كما شارك في تأسيس وتفعيل “منتدى ادباء جبل عامل” مع عدد من الأدباء والشعراء الجنوبيين. وشارك في قيادة انتفاضة مزارعي التبغ المطلبية عام 1972 المعروفة وله حولها عدد من الكتابات.
كان قريبا من قيادات حركة فتح في لبنان وبقي على علاقة ايجابية معهم حيث منح الجنسية الفلسطينية هو وعائلته من الرئاسة في رام الله بفلسطين المحتلة.
ومع انطلاق الثورة الإيرانية عام 1978ساهم بالتواصل بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومرشد الثورة الامام الخميني. وقد زار الامام الخميني في منفاه الباريسي حينها، ورافق الرئيس ياسر عرفات على الطائرة نفسها التي زارت إيران بعد أيام من انتصار الثورة الإيرانية ضد الشاه.
وفي العام 1982 سافر إلى إيران وأقام فيها حتى العام 1985، حيث عمل خلالها مستشاراً في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفاً على مجلة (الفجر) الاسلامية، كما أقام علاقات مع بعض المراجع فيها مثل الشيخ منتظري، ومع السيد علي خامنئي الذي تولى رئاسة الجمهورية فيما بعد. وساهم من خلال نشاطاته في ايران في تسليط الضوء على قضية القدس.
عاد في العام 1985 من ايران حيث خاض في العام 1992 الانتخابات النيابية في لبنان ولم يحالفه الحظ فيها. فتفرّغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي.
ويعتبر السيد من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي-المسيحي، وكذلك من المؤسسين لما يسمى “اللقاء اللبناني للحوار”، كما انه كان عضوا في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وكان من المقربين للشيخ محمد مهدي شمس الدين. وعضوا في “الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين” الذي استقال منه. وانتسب الى “أكاديمية أهل البيت” في عمان في الأردن، ولـ”منتدى الوسطية” في عمان أيضا. اضافة الى عضويته في مجلس أمناء “مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية.
وقد نشر العلامة فحص ما يقرب من الثلاثة عشر كتاباً مطبوعاً، منها: ماضي لا يمضي، ذكريات ومكونات عراقية، الإمامان الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا، خطاب القلب، تفاصيل القلب، أوراق من دفتر الولد العاملي، مشروعات أسئلة في الوحدة والتجزئة، ملاحظات في المنهج، المسرح، كتابات، الحوار في فضاء التوحيد والوحدة، الشيعة والدولة في لبنان، الهوية الثقافية.
أما الكتب والمؤلفات غير المطبوعة فهي عديدة نظرا لغزارة انتاج العلامة فحص وهي: مرايا، ذاكرة الأمكنة، المعرفة والاختلاف، لبنانيات سياسية، في الوحدة، مقاربات نقدية، الشيعة في لبنان، دروس من الحوار.
وعرف عنه مقالاته المكثّفة والكثيفة في الصحافة اللبنانية، التي كانت عبارة عن “وجبات غنيّة لمن يبحث عن أسلوب في النصّ، فكيف بمن يغني نصّه بالمعلومة وخلفياتها وبشتّى أنواع الذاتية والعمومية”. علما ان العلامة فحص كان كاتبا تمتع بحسه النقدي الادبي، اضافة الى مشاركاته في العديد من المنتديات واللقاءات الوطنية اللبنانية والعربية والتي برز من خلالها موقفه الداعم للثورات العربية ولدعوة الشيعة اللبنانيين الى الحياد والانتصار لهذه الثورات، اضافة الى انه كان من ضمن ثنائية شكلّها بُعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيروت تدعو الى انخراط الشيعة ضمن الاطار الوطني العام وعدم الانحياز الى السياسيات الاقليمية التي قد تضرهم كطائفة اقلوية في عالم سنيّ كبير.
وقد خسر الواقع الديني والثقافي الوسطي العلامة فحص إثر معاناة مع المرض، يوم 18 سبتمبر/ايلول من العام 2014.
وبرحيله خسر المسلمون في لبنان والعالم شخصية كانت مثار جدل بين المحبين و المنتقدين ولا يزال.

المعلومات الواردة في المقال مصدرها ويكيبيديا.

السابق
ما هي الامور التي يتنبّه اليها الرجل اثناء العلاقة؟
التالي
جعجع التقى وفوداً من قاع الريم والفرزل واساتذة طب الاسنان في اللبنانية