الغريق بالدم من سوريا للاهاي ما خوفه من البلل بدم «شيعة السفارة»؟

حزب الله في سوريا
الغريق في الدم، من سوريا إلى لاهاي، حيث خمسة من محازبيه متّهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فما خوفه من البلل بدماء بعض الشيعة المعترضين؟

وفي ليلة جنون الظلام، يفتقد بدر المنطق. ثمة جنون غير مسبوق يعيشه “حزب الله”. حزب غارق في دماء السوريين، ومتورّط في “كربلاء العصر”، التي يشنّها يزيد سوريا، بشّار الأسد، على أهل بيت سوريا الآمنين. حزب وصل به الانفصال عن الواقع إلى الظنّ أنّه زعيم الشيعة في العالم العربي، ومن خلالهم سيسيطر على العالم العربي كلّه. حزب يخطب زعيمه الأمين العام السيّد حسن نصر الله ويوزّع أوامره بين البحرين واليمن وسوريا والعراق ولبنان، غير آبه بالخرائط ولا بالمنطق ولا بالقوانين الدولية والحدود، وغير مدرك أنّ حجم الطائفة التي بها يقاتل لا يعينها على محاربة الكون كلّه.

جديد هذا الجنون أنّه بعدما بدأ “حزب الله” يستشعر عمق أزمته، بسبب الآلاف الذين عادوا من سوريا إما قتلى أو جرحى، وبسبب بدء استشعار “أزمة عدد” وظهور حالات رفض للذهاب إلى موت حتميّ بين عسكره اللبناني، وبعدما خسر العشرات من شبّان صادقين في انتمائهم وولائهم للقضية التي يظنّون أنّها محقّة، قرّر أن يلتفت إلى الداخل، كما يفعل دائما، وأن يصوّب سلاحه على اللبنانيين، الذين “أزعجوه” خلال انغماسه في الفتك بالدم السوري.

قرّر أن يلتفت إلى الداخل، كما يفعل دائما، وأن يصوّب سلاحه على اللبنانيين، الذين “أزعجوه” خلال انغماسه في الفتك بالدم السوري

بدأ الأمر بتسريبات في جريدة “الديار” قبل أسبوعين، حيث نشر تهديداً باسم “مصادر في قوى 8 آذار”، موجّه إلى “شيعة المستقبل“، تتّهمهم بأنّهم “تخطّوا كلّ الحدود”.

تبع هذا التهديد عودة رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد إلى التخوين والتهديد، فوجّه تهديدا مباشرا إلى وزير العدل أشرف ريفي، الذي اغتيل زميله اللواء وسام الحسن بعد تهديدات مشابهة، وقال عن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إنّ “حسابو بعدين”.

الخطوة الثالثة وجّهها السيّد نصر الله، في خطاب داخلي، إلى من سمّاهم “شيعة السفارة“، قاصدا السفارة الأميركية. إذ اعتبر أنّ هؤلاء “خونة وعملاء وتكفيريون”، وأضاف: “سنحدق في عيني الخائن ونقول له أنت خائن، أكان كبيراً أو صغيراً، مش فرقانة معنا حدا”.

وتابع نصر الله: “إذا استنهضنا الهمم وكنّا على قدر المسؤوليه سنحطّم عظامهم، وكلّ من يثبت أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن (خائن ومعصب العينين). شيعة السفاره الأميركية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغيّر قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحداً، هي معركة وجود بل ومعركة عرض ومعركة دين ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين”.

قد نشهد في الآتي من الأيام إما عملا أمنيا أو عسكريا في بيروت. إغتيال ربما أو تفجير أو اعتداءً على شخصية شيعية

هكذا قد نشهد في الآتي من الأيام إما عملا أمنيا أو عسكريا في بيروت. إغتيال ربما أو تفجير أو اعتداءً على شخصية شيعية، لبدء بثّ الرعب في صفوف الشيعة المختلفين، ولخنق الرأي الآخر في بيئة يريدها حزب الله كلّها أو “ثلاثة أرباعها” في التوابيت، إذ قال في الخطاب الذي أكّدته “العلاقات الإعلامية في حزب الله”، ما نصّه: “هذه الحرب لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزّة وشرف، سيكون هذا الخيار الأفضل. بل في هذه المعركه لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل”.

والغريق في الدم، من سوريا إلى لاهاي، حيث خمسة من محازبيه متّهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فما خوفه من البلل بدماء بعض الشيعة المعترضين؟

السابق
لبنانيون فوق سنّ الخامسة عشرة: «منتديّن لنتزيّن»
التالي
هكذا قصد نصر الله أنّ الرئيس برّي بات من «شيعة السفارة»