احتمال تأخير موعد التوقيع على الاتفاق النووي بعد 30 حزيران

الاتفاق النووي

تعقيـدات فــي آلية رفــع العقوبات قــد تؤخر الاتفاق النووي
يكشف احد زوار واشنطن ممن تسنى لهم أخيرا عقد اجتماعات مع مسؤولين في دوائر القرار لـ”المركزية” عن عدم تلمسه ما يؤشر الى جديد من شأنه أن يغير في “الستاتيكو” السياسي القائم في لبنان راهنا في مقابل ارتياح للوضع الامني والاستقرار على الساحة اللبنانية الخاضعة لمظلة الوقاية الدولية من اي اهتزاز. ويعزو الامر الى ان هذه العواصم وفي مقدمها واشنطن تضع في سلم اولوياتها الملف النووي الايراني والازمات المتفجرة في كل من سوريا والعراق واليمن وكل ما عدا ذلك يقع في مراتب الاهتمام الدنيا التي ليس الوقت وقتها وقد تدرج في قائمة الاهتمام، بما فيها الازمة الرئاسية في لبنان، بعد ارساء التسويات للملفات الكبرى.

ويقول هؤلاء ان الملف النووي الخاضع لصولات وجولات من التفاوض والاخذ والرد بين ايران ودول الخمس زائدا واحدا يشكل حجر الزاوية والمدخل الاساسي لحل سائر الازمات، باعتبار ان الاتفاق النهائي في شأنه يفسح المجال للتسويات السياسية المفترضة في دول منطقة الشرق الاوسط المفتقدة الى الاستقرار السياسي والامني والمعرضة لخطر التقسيم العرقي والمذهبي. وتشير الى ان التحدي الاساسي في هذا المجال يتمثل بالتوصل الى الحل المنشود قبل 30 حزيران موعد التوقيع على الاتفاق النووي في ضوء احتدام السجال بين طهران والدول الست حول كيفية رفع العقوبات الواقعة في شقين اممي دولي مفروض من الدول الكبرى ومالي يتصل بتحرير اموال ايرانية مجمدة في مصارف غربية توازي نحو مئتي مليار دولار اميركي حيث يصر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي على رفع العقوبات دفعة واحدة في حين تريد الولايات المتحدة الاميركية والدول الخمس رفعها تدريجيا وعلى مراحل اختبار نيات تمتد على مدى خمس سنوات يمكن خلالها التثبت من مدى التزام ايران ببنود الاتفاق النووي خشية ان تعمد الى ممارسة دبلوماسيتها المعهودة المرتكزة الى الحنكة في الالتفاف على الاتفاقات. وتبعا لذلك يعرب الزائر اللبناني لعواصم القرار الغربي عن اعتقاده بان المهلة الباقية قبل موعد 30 حزيران قد لا تكون كافية لحل الاشكالية المركزية المشار اليها علما ان نص اي اتفاق ستبرمه ادارة الرئيس باراك اوباما مع طهران سيخضع لمعاينة ميدانية في الكونغرس.

اما ازمتا سوريا والعراق، فيخيم عليهما في دوائر القرار، شبح تمدد تنظيم داعش وخطورة توسعه وسيطرته على المزيد من المناطق، وتتركز الجهود في اتجاه ضرورة ارساء حلول سياسية تكفل مواجهته وتطويقه تمهيدا لخنقه، ويضيف الزوار ان التطورات الاخيرة في البلدين،على خطورتها، قد تكون مطلوبة وتشكل عنصر استعجال نحو الحلول السياسية خصوصا انها تتقاطع مع معلومات عن بداية تبدل في اتجاه الرياح الروسية التي تلفح منطقة الشرق الاوسط وكانت حتى الامس القريب تشكل احد اسباب عدم الاتفاق على الحل لمساندتها النظامين الايراني والسوري ومحورهما. ويضيف ان البحث الجدي في مشروع الحل انطلق وتدرج سريعا من الحديث عن مرحلة انتقالية على مدى خمس سنوات الى ثلاث وصولا الى سنة مع اقصاء فرضية المرحلة الانتقالية.

واكدت هذه المعلومات اوساط سياسية قالت لـ”المركزية” انها سمعتها من قيادي سياسي لبناني على تواصل مع موسكو، مشيرة الى ان الرئيس فلاديمير بوتين بات يميل الى خيار التسوية خصوصا في ما يتصل بسوريا بعد التمدد الكاسح للمعارضة وانزلاق الوضع الى حيث لم تكن الادارة الروسية تتصور، بما يفترض اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع حد للمسار الدموي والاقرار بحتمية الحل السياسي على قاعدة ما افرزته المعطيات الميدانية والتطورات الدراماتيكية.

وتشير الاوساط السياسية الى ان ما يشهده لبنان في هذه المرحلة من خطابات نارية لا سيما من جانب حزب الله وحلفائه لا يعدو كونه محاولات تعمية للحقائق واشاحة الانظار عما يرسم دوليا من تسويات واظهار النظام في سوريا على انه المنتصر والمتحكم بالقرار وليست الرئاسة في لبنان سوى احد عناصر هذه المحاولات التي توظف كورقة قوة تستخدم حين تدعو الحاجة.وتدرج الاوساط في هذا المجال مواقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الداعية الى ارساء تسوية داخلية في لبنان والاتفاق على شخصية سياسية وفاقية للرئاسة، تجنبا للاسوأ.

وتختم بالاشارة الى ان الاسابيع المقبلة قد تشهد حراك ناشطا على اكثر من محور من اجل تسريع الحلول لاسيما الرئاسية منها.

(المركزية)

السابق
نجوى كرم وبوسة قبل النوم في كرواتيا
التالي
الشرق الاوسط: لبنان العنوان الأهم للجماعات المتطرفة