هل تكون عرسال على غرار المخيمات

ترك كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الدعوة الى الاستنفار العام والامكانات التي لدى الحزب ولم يستعملها بعد ،اكثر من علامة استفهام واستغراب من حيث المضمون والتوقيت، خصوصا انه يأتي في ظل جغرافيا جديدة تتضح خطوطها ومعالمها على الارض السورية بدءا من معركة القلمون وامتداداتها على السلسلة الشرقية حتى عرسال اللبنانية وصولا الى مدينة تدمر وجسر الشغور والحدود مع العراق، حيث بدا واضحا ان تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بات يحكم سيطرته الكاملة على ما يوازي نصف اراضي العراق وسوريا.

وفي حين يربط البعض بين ما يجري في القلمون والزبداني والاتجاه الى بسط النظام السوري ومعه حزب الله سيطرتهما الكاملة على الارض والتلال هناك وبين التمدد العسكري الطبيعي على جرود السلسلة الشرقية وصولا الى منطقة عرسال في مقلبها اللبناني والسوري، تقول اوساط سياسية في قوى 8 اذار ان مجمل المعلومات وبعض التقارير الخارجية، يؤشر الى ان معركة عرسال قادمة حتما وان الخلاف يتمحور راهنا حول لمن سيؤول القرار في هذه المدينة اللبنانية (السنية) المحاطة بغالبية شيعية ويتقاسم اهلها نزعتان واحدة تطالب بالدولة والجيش اللبناني لبسط السلطة والامن في المدينة والاخرى مستعدة للسير والوقوف مع اي فصيل وتنظيم يناصب حزب الله ونظام الاسد العداء، علما ان وعلى رغم الاجراءات والتدابير الامنية المشددة التي يتخذها الجيش في المنطقة للحؤول دون تسلل الجماعات التكفيرية والتنظيمات المعارضة التي كانت في جرود القلمون الى داخل عرسال فقد تمكن العديد من عناصر هذه القوى من دخول المدينة والانضمام الى من سبقهم اليها واللجوء حتى الى المخيمات السورية العديدة التي تضم الالاف من النازحين.

وتورد التقارير اكثر من محظور وتحذير من الانعكاسات الخطرة والسلبية لمعركة عرسال وترى ان شرارة هذه النيران لن يتمكن احد من اخمادها وهي لا بد ان تطاول ليس طرابلس فحسب انما منطقة الشمال بأسرها خصوصا منطقة عكار، ما يؤشر الى هز الاستقرار والامن في لبنان.

وتقول اوساط 8 اذار ان احد التقارير الذي تسلمت منه نسخا الدوائر الرسمية اللبنانية يخلص الى النصح بالعمل وبشتى الطرق والوسائل على بسط سلطة الدولة في مدينة عرسال ومحيطها او على الاقل التعامل معها راهنا، وفي انتظار وضوح صورة ما سيؤول اليه الوضع في سوريا على الاقل اذا لم يكن في المنطقة ككل، كواقع قائم بمعنى ان تتعامل الدولة وقواها الامنية مع عرسال ومخيماتها كتعاملها مع المخيمات الفلسطينية المنتشرة في اكثر من محافظة ومنطقة في لبنان بحيث يتم الامساك بقرارها من الخارج بعد تطويقها من قبل الجيش والقوى الامنية اللبنانية والاشراف على الداخلين اليها والخارجين منها.

والى الوضع اللبناني الداخلي لا يغفل التقرير الدعوة الى التحسب للحراك الاسرائيلي العسكري المتمثل في تعزيز التدريبات والمناورات والسيناريوهات ذات الصلة بالوضعية اللبنانية من حيث طبيعة الارض وجغرافيتها والقوى المسلحة المنتشرة فيها .

السابق
مصرع ضابط رفيق بشار الاسد
التالي
حسن روحاني: ايران تسعى لحيازة السلاح الذري تحت غطاء البرنامج النووي