سليمان: الساكت عن الفراغ شيطان أخرس

لا يتعب الرئيس ميشال سليمان من تضمين كل مواقفه «مطالبة النواب بالنزول فوراً الى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية»، إذ يُدرك الخارج من قصر بعبدا منذ سنة بهذا الكم الهائل من الصدقية والاحترام، «خطورة الشغور على جميع اللبنانيين»، رافضاً التمييز الطائفي بين المتضررين، مؤكداً أن «الساكت عن الشغور شيطان أخرس«.

كما وقفت بالمرصاد لمواجهة «الأورثوذكسي البغيض» يقول سليمان في حديثه لـ «المستقبل«، سأقف اليوم في مواجهة «المؤتمر التأسيسي الخطير» الذي يأخذ لبنان إلى خيارات تريدها إسرائيل وتطمح إليها القوى الظلاميّة أمثال «داعش«. ويضيف: «المهمة الرئيسية لـ»لقاء الجمهورية» هي العمل الدؤوب على تحييد لبنان وتحصين اتفاق الطائف، وما اللقاء إلا المظلة التي ستجمع كل حريص على الطائف وإيجاد كل السبل لحسن تطبيقه، ليأتي «إعلان بعبدا» كركيزة أساسية من ركائز صمود الطائف«.

 

يُدرك القائد السابق للجيش أهمية دور المؤسسة العسكرية التي أثبتت وبالرغم من كل الصعوبات، متانتها النابعة من وطنيتها وتنوعها، ويؤكد أن «محبة الجيش الحقيقية تكمن في ترك القيادة تدير شؤونها بالتنسيق مع وزارة الدفاع استناداً الى القانون، وبعيداً عن أنواع التدخلات أو الضغوط كافة». ويؤكد أيضاً أن «تضحيات الجيش اللبناني لا يجوز تمييعها في بازار المحاصصة ولا في التهديد والوعيد والتهويل باستخدام الشارع. فالجيش هو جيش جميع اللبنانيين وهو ضنين بحمايتهم جميعاً، ولم يبخل يوماً في القيام بواجبه الوطني أيّاً كانت التضحيات ومهما ارتفعت الأكلاف.. لذلك علينا جميعاً احتضانه والوقوف إلى جانبه، وترك قيادنه تتصرف وفقاً للملاءمة الوطنية والقانون، وليس تنفيذاً لرغبات هذا ومتطلبات ذاك«.

ويعتبر سليمان أن «انتخاب الرئيس هو المفتاح السحريّ لحلحلة كبريات المشكلات التي تتجاذب القوى السياسية حالياً، فكيف يجوز أن لا يكون للرئيس العتيد كلمة أو رأي في اختيار قائد الجيش، وكيف يُمكن القوى المسيحية إقناع الرأي العام بأهمية دور الرئيس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ان مشت الأمور الكبرى على طبيعتها في ظلّ الفراغ الرئاسي؟». ويسأل: «هل بات للبنانيين رئيس ظلّ يقرر مصيرهم؟«.

 

ويأسف لأن يحتل الفراغ الجزء الأكبر من المساحة الاعلامية في 25 ايار، وهو اليوم الذي تحرر فيه لبنان من العدو الاسرائيلي، مشيراً الى أن «تحرر اللبنانيين الحقيقي يكون لحظة تتحرر الأدمغة من الأنانيّات لمصلحة لبنان«. ويرى أن «تكرار التجارب الفاشلة لا يعود إلا بالكوارث على هذا الوطن الجريح الذي لا يستحق ممن أعطاهم السلطة إلا التضحية في سبيل انقاذه وتأمين كل المستلزمات ليعود إلى طبيعة عهده، سياسيّاً، سياحيّاً، اقتصاديّاً وأمنيّاً«.

ويسأل سليمان في ختام حديثه: «أي نوعٍ من الرؤساء نريد؟، فإن وافق على قتال اللبنانيين خارج الحدود رفضته شريحة كبيرة من النواب، وإن رفض هذا القتال، تعطّل المجلس النيابي لانتخابه«، مكرراً دعوته جميع القوى إلى «العودة الى مقررات هيئة الحوار الوطني وإلى التقيّد بإعلان بعبدا، الكفيل بتحييد لبنان عن صراعات المحاور والمُسهِّل الأساس لعودة الديموقراطية وانتخاب الرئيس بقرار لبناني لبناني».

(المستقبل)

السابق
هاشم: الوضع في عرسال يزداد سخونة بعد لجوء النصرة الى الجرود
التالي
سنة بلا رئيس… هؤلاء هم المسؤولون !