«السعفة الذهبية» للّبناني إيلي داغر والفرنسي جاك أوديار

داغر يتسلم الجائزة من رئيس لجنة التحكيم للافلام القصيرة المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، في كانّ امس

بعد 10 أيام من التنافس «الحادّ» بين 19 فيلماً مُشاركاً في المسابقة الرسمية للدورة الـ68 (13 ـ 24 أيار 2015) لمهرجان «كانّ» السينمائي، وبعد توقّعات عديدة لنقّاد أجانب وعرب تابعوا وقائع التنافس بمشاهدتهم أفلاماً تُعرض للمرة الأولى دولياً، أعلنت لجنة التحكيم الخاصّة برئاسة المخرجين الأميركيين الأخوين جويل وإيثان كوون أسماء الفائزين بجوائز المهرجان الأهمّ في العالم.

 

مساء أمس الأحد، كانت مفاجأة سارّة بالنسبة إلى السينما اللبنانية: فوز «أمواج 98» للّبناني إيلي داغر بـ «جائزة السعفة الذهبية» في فئة الأفلام القصيرة. يغوص فيلم التحريك هذا في أعماق مدينة بيروت، من خلال شخصية عمر المتجوّل في أزقتها، وبين مبانيها، وداخل أروقة الروح فيها. كما فاز الفرنسيّ جاك أوديار بـ «السعفة الذهبية» (الجائزة الأولى في المهرجان)، عن فيلمه «ديفان»، بعد 6 أعوام على نيله «الجائزة الكبرى» عن فيلمه «نبيّ» في دورة العام 2009 للمهرجان نفسه. فيلم يروي حكاية مقاتل يُدعى ديفان، يحارب من أجل استقلال التاميل. لكن الهزيمة تدفعه إلى الهرب باتّجاه أوروبا، ومحاولة الحصول على لجوء سياسي في باريس، حيث يسعى جاهداً إلى البدء بحياة جديدة. «الجائزة الكبرى» كانت من نصيب «ابن شاوول» للهنغاريّ لازلو نيميس، الذي يروي يومين فقط من حياة سجين يهوديّ هنغاري في «أوشفيتز»، في بداية تشرين الأول 1944.

بينما ذهبت «جائزة لجنة التحكيم الخاصّة» إلى «السلطعون» لليونانيّ يورغوس لانتيموس، الذي يختار المستقبل القريب كزمن لأحداث حكاية غريبة: نساء مقيمات في فندق مغلقة أبوابه عليهنّ، بانتظار أن تعثر كل واحدة منهنّ على شريك لها، وإلا فإنها ستتحوّل إلى حيوان تختاره. أما الرجل الذي يتمكّن من الفرار من الغابة والدخول إلى الفندق، فيكتشف الحبّ، بعدما عاش في قبيلة تمنع العلاقات الجنسية والمغازلة.

 

في الجانب التمثيلي، فازت الفرنسية إيمانويل بيركو بـ «جائزة أفضل ممثلة» عن دورها في «مَلَكِي» (Mon Roi) للفرنسية مايوان، مؤدّية فيه دور امرأة تعيش قصّة حبّ معقّدة ومتّقدة مع شريك لها (قصّة مستوحاة جزئياً من حكاية المخرجة نفسها مع رجل الأعمال جان ـ إيف لو فور)، وذلك مناصفة مع الأميركية رووني مارا عن دورها في «كارول» للأميركي تود هاينز، الذي تؤدّي فيه دور تيريز، شابّة حيوية وعفوية وهشّة تُقيم علاقة حبّ ـ جنس مع كارول (كايت بلانشيت) الثرية والمتزوّجة والمتكلّفة والأنيقة. فيما نال الفرنسي فانسان لاندون «جائزة أفضل ممثل» عن دوره في «قانون السوق»، ثالث أفلامه مع المخرج الفرنسي ستفان بريزيه، بعد «الآنسة شامبون» (2009) و «بضع ساعات في الخريف» (2012). في جديده هذا، يؤدّي لاندون دور عاطل من العمل يعثر على وظيفة كحارس أمني في متجر كبير، فيُطلب منه التجسّس على زملائه، ما يوقعه في معضلة أخلاقية.

الصيني هو هسيان ـ هسين حصل على جائزة الإخراج عن فيلمه «القاتل»، العائد به إلى القرن التاسع، من خلال حكاية مُقاتل يُكلَّف بمحاربة الطغاة. بينما نال المكسيكي ميشال فرانكو جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه الأميركي «كرونيك»، الذي يروي سيرة ممرّض يُساعد مرضاه في لحظات حياتهم الأخيرة، قبل أن يسعى إلى استعادة علاقته بأهله وعائلته، وهي علاقة مقطوعة منذ سنين. وفي إطار الأفلام الأولى، يحصل «الأرض والظلّ» للكولومبيّ سيزار أوغوستو آسيفيدو على «جائزة الكاميرا الذهبية ـ أول فيلم»: عجوز كولومبي يعود إلى منزله العائلي في خريف العمر، محاولاً استعادة علاقته بناسه المنفضّ عنهم منذ زمن بعيد.

(السفير)

السابق
إليك كيفية تصنيع الحيوانات المنوية
التالي
«داعش» يسيطر على معبر الوليد: تكريس استراتيجية «كسر الحدود»!