كتاب لشيركو كرمانج يطرح تصوّراته لمستقبل الدّولة العراقيّة

شيركو كرمانج
كتاب: "الهوية والأمّة في العراق"، صادر عن دار الساقي في بيروت بالاشتراك مع دار آراس في أربيل، إقليم كردستان العراق، في طبعة أولى 2015. وهذا الكتاب يُعدُّ مساهمة هامّة في النّقاشات الدائرة بشأن مستقبل الدّولة العراقية.

يُنهي الكاتب والأكاديمي الكردي العراقي شيركو كرمانج، كتابه الذي يقدّم فيه، قراءته المستفيضة – كعراقي – لـ”الهويّة والأمّة في العراق”، بالتّساؤل التالي، حول مستقبل العراق: “يبدو هذا البلد موحَّداً على الخريطة، لكنه منسقم على الأرض، وعلينا أن ننتظر لنرى هل أنَّ الخريطة ستوحِّد شعب هذا البلد أم أن هذا الشعب سيمزّق الخريطة”.
وهذا الكتاب الصادر حديثاً عن دار السَّاقي في بيروت، (بالاشتراك مع دار آراس للطباعة والنّشر في مدينة أربيل، إقليم كردستان العراق) في طبعة أولى 2015، ترجمة إلى العربية عوف عبد الرحمن عبد الله. وقد قدَّم له بريندان أوليري (والذي هو أستاذ أقدم للعلوم السياسيّة/ جامعة بنسلفانيا).
ويقول أوليري في نصّ التقديم، إنَّ هذا الكتاب، هو ثمرة الذّهن الألمعيّ لشيركو كرمانج، وهو خير تحليل متاح للفترة التي سبقت الإطاحة بصدّام (حسين)، كما أنه يقدّم تقييماً أوليّاً ببصيرة نفَّاذة للتطوّرات التي حصلت حتى أواسط العام 2012م. الكتاب عبارة عن تحليل قويّ ونزيه لـ”المكوِّنات الأساسيّة” للعراق، كما يحلو للعراقيّين أن يشيروا به إلى المجتمعات الرئيسية الثلاثة – العرب السُّنّة، العرب الشّيعة، والكُرد – كما لا يغفل عن العديد من الأقليات الصغيرة في العراق. هذه المجتمعات الثلاثة لا تمْثُلُ على هيئة أعمدةٍ قويّة، بل لقد تمَّ تسجيل توتّراتها وتناقضاتها الداخلية، كما تمّ الأخذ بالفروقات الدَّقيقة بينها. ويقول أوليري مشيراً إلى أن الكتاب، يدين في تميّزه لزاوية نظره الرّائعة إلى الأمور. لقد التزم مؤلِّفه، وهو كرديّ من مدينة أربيل (وهو أكاديمي زائر لجامعة جنوب استراليا)، تجنُّب الخوض في تاريخ حافل بالتّظلّمات، وقدَّم بدلاً عن ذلك، شرحاً عن تركيبة الدولة العراقيّة التي جمع وينستن تشرشل، الذي كان حينها وزير المستعمرات في الامبراطوريّة البريطانيّة، أطرافها إلى بعضها وشكَّلها. ويوضح أوليري قائلاً: إنَّ عمل كرمانج هذا هو نتاج تفكير من المنفَى، لكنَّه بخلاف كثيرٍ من أعمال المنفَى، يتجنَّب الاستسلام للعاطفة، أو جعل مظاهر الماضي تبدو بمظهر خياليّ، او، ردّ كلّ ما هو كريهٌ في العراق إلى صدَّام (حسين)، او إلى حزب البعث.
ويعلن أوليري بقوله إنَّ الدكتور كرمانج يكتب الحقيقة عن العراق، عندما كان سيّئاً وعندما كان أحسن حالاً. إنّه لشرفٌ أن أقدِّم لهذا الكتاب الرّائد في مجال الثقافة العراقيّة الجديدة، والذي تمسُّ الحاجةُ إليه للقضاء على دعايات الماضي، ولتقديم تقييمٍ واقعيّ للمستقبل المتوقّع. وفي كتابه هذا يقدِّم شيركو كرمانج تحليلاً نقديّاً، لتطوّر الهويّة الوطنيّة العراقيّة ولعمليّة الوحدة الوطنيّة، متتبِّعاً، في ذلك، تاريخاً حافلاً بالخصومات والعنف، منذ تشكُّل العراق الحديث في العام 1921 وحتّى أواسط العام 2012. وكرمانج يدحض الأساليب التي تُلقي باللاَّئمة، عن العنف الطائفي الذي ألمَّ بالعراق، بطرقٍ مختلفة، على ميراث النّظام البعثي أو على الغزو الأميركي، فيسبر أغوار الآليات السياسيّة والاجتماعيّة الجارية بين سُنّة العراق وشيعته وكُرده، وعلى التّحديات التي تُواجه صناعة أُمّةٍ ما، عندما لا تتشارك الجماعات المعنيّةُ هويّةً واحدةً، ولا ترتبط بوطن واحد.
إن عمله هذا، الشَّامل في مداه والغنيّ بالرّؤى الجديدة، يعدُّ مساهمة هامّة، في النقاشات الدَّائرة بشأن مستقبل الدَّولة العراقيّة، ولقد جاء في تسعة فصول نقاشيّة وتحليليّة، شغلت أكثر من أربعمائة صفحة من القطع الكبير.

السابق
الجمهورية : “داعش” يتوسَّع والإرهاب يتنقَّل. . والحريري : التفجير يستهدف دَور السعودية
التالي
جابر: خطر الارهاب التكفيري أدهى من الخطر الاسرائيلي