جائزة «مان بوكر الدولية» لمجريّ سرق نار الآلهة

ليس إسم لاسلو كراسناهوركاي هيّنا على سمع المُتلقي، تماما مثلما هي حال تجربته الأدبية المتطلّبة. إذا كانت مطالعة نصوصه تستدعي شيئا من الجسارة فلأنها ليس جبانة أو خبيثة أو خادعة. تجيء عناوينه على سجيّتها، متحررة من وزر أن يرفضها الكسالى من القراء أو أن يحيد عنها الباحث عن ترفيه مجاني.

يؤكّد الكاتب لاسلو كراسناهوركاي ان علامة الوقف في الجملة الكتابيّة لا تلائمه وإن بدَت مناسبة لغيره ممن جعل التأليف حرفة ومصدر عيش. يجزم الصوت المجريّ الإستثنائي ان الإختزال أمر مفتعل، لأننا في رأيه لا نستعين في يومياتنا بالجمل الموجزة وإنما نعوّل على الوقفات فحسب، بين حين وآخر. لا نلبث بعدذاك، أن نستعيد السرد كأنها طبيعة ثانية.

ينعكس هذا الخيار المُعلن والواعي عند الكاتب على نصوص لم تخشَ الإطالة وراهنَت على البُنى المركّبة والإنسياب أيضا، للمفارقة. أسلوب جعل المَجريّ تجربة مختلفة في سياق راهن من الركاكة على صعيدي الأسلوب والفحوى. دفع هذا النمط بمساره التأليفي إلى حيث تستبقى الكثافة النوعيّة المرتبطة بالمعيش وإلى حيث تنفلش مشاهد مخيفة وغريبة وفكاهيّة – وإن عَرَضا – أيضا. بعد أعوام من انتشار أوروبي غير مكتمل، مَهّدت هذه العوامل متّحدة ليظفر الكاتب بجائزة “مان بوكر الدولية” 2015 في دورتها السادسة أخيرا.

السابق
جبهة التحرير الفلسطينية هنأت اللبنانيين بعيد التحرير
التالي
هكذا تتخلصون من العجز الجنسي