واشنطن بوست: حلفاء اميركا السنّة سيقاطعونها حتـى تتبنى سياسة فعّالة تجاه سوريا

اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية انه “كان واضحاً لبعض الوقت ان الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية تفي بتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ”تقويض وفي النهاية تدمير” تنظيم “داعش”، وهذا بسبب عدم وجود خطة لاجتثاث قاعدة الإرهابيين في سوريا”.

واضافت الصحيفة “مع ذلك، امل البعض ان تكون انصاف الحلول التي يقدمها اوباما كافية لدرء تقدم “داعش” في العراق، ما يعني ان مشكلة سوريا ستظل تؤرق الرئيس الأميركي المقبل، ولكن مع السقوط المثير للدهشة لمدينة الرمادي العراقية اصبح ذلك التفاؤل المتواضع محل شكوك”.

وذكّرت بان “اوباما اعلن يوم 11 شباط ان “داعش يتبنى موقفاً دفاعياً، وانه اوشك على الانهزام”، واثبت استرداد الجيش العراقي لمدينة تكريت في الشهر التالي صحة هذه التصريحات، غير ان الضربات الجوية الأميركية عجزت عن منع الهجوم المعقد الذي شنّه التنظيم للاستيلاء على الرمادي”.

واوضحت الصحيفة ان “الإرهابيين” عادوا مجدداً إلى ذبح الأسرى وإرغام المدنيين الخائفين على الفرار من ديارهم، واستولوا مجدداً على معدات عسكرية اميركية، بما في ذلك نحو 30 مركبة ارسلتها الحكومة إلى الرمادي في اليوم الذي سبق سقوطها، وفي ظل غياب مساعدة مكثفة من جانب الولايات المتحدة، لجأت الحكومة العراقية مجدداً إلى الميليشيات الشيعية والقوات المسلّحة الإيرانية التي تدعمها”.

ولفتت الصحيفة الى ان “الميليشيات الشيعية لا تستطيع إنقاذ العراق، وهو امر يدركه جيداً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إذ تعد الأنبار المعقل الرئيسي للسنّة في العراق، ومن المؤكد ان الكثير من سكانها ينظر إلى الميليشيات بخوف يضاهي إن لم يتجاوز خوفهم من متطرفي تنظيم “داعش”، ومع ذلك، لن يأمر اوباما المدربين الأميركيين بالعمل مع القوات العراقية على الأرض، ولن يرسل المستطلعين الأميركيين لتعزيز فاعلية الضربات الجوية”.

واشارت “واشنطن بوست” إلى ان “داعش” اقام منذ عام تقريباً عبر مساحات شاسعة من اراضي العراق وسوريا دولة إرهابية من نوع ما يناهضها اوباما”، واعتبرت ان “الحلفاء السنة في المنطقة سيحجمون عن العمل مع الولايات المتحدة حتى تتبنى سياسة فعّالة تجاه سوريا، ولن تمضي العشائر السنّية في العراق لمواجهة “داعش” إلا إذا كانوا على يقين بأن الولايات المتحدة ستقف بجانبهم”.

ورأت الصحيفة ان “كل صراع ينطوي على انتصارات وانتكاسات كما اكد المتحدث باسم الإدارة الأميركية، ولكن عزوف اوباما عن تقديم دعم ملموس يطابق استراتيجيته المزعومة يهدد بإطالة امد هذه الحرب”.

السابق
حزب الله يزج بـ15 ألف مقاتل في القلمون.. وجرود عرسال هي الهدف
التالي
إقفال حضانتين غير مرخصتين في طرابلس