قهوجي : عرسال تحت السيطرة والمراقبة 24/24

جان قهوجي

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : توزّعت الأحداث وتنوعت أمس بين سلسلة أنباء وتغطيات مباشرة احتلت صدارة النقل التلفزيوني والرصد الإعلامي.. من لاهاي حيث يتابع اللبنانيون، سواءً الداعمون منهم لكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أو أؤلئك العاملون على طمسها، وقائع مدوّية عن الدوافع السياسية الكامنة وراء ارتكاب الجريمة، إلى بيروت حيث تتوالى اللقاءات والاجتماعات على أكثر من مستوى لبحث مستجدات الأحداث والطروحات الموضوعة على نار المداولات الحامية، وفي طليعتها تلك المتصلة بالهواجس التي أثارها تهديد “حزب الله” بتمدّد معركته من جرود القلمون السورية إلى جرود عرسال اللبنانية بذريعة عدم تحمّل الجيش اللبناني مسؤولياته في تلك المنطقة الحدودية.

 

وهو تهديد دفع تيار “المستقبل” وكتلته النيابية إلى المسارعة لتطويقه والتصدي لمحاذيره وتداعياته الخطرة على الاستقرار الوطني، سياسياً عبر وفد التيار إلى حوار عين التينة مع الحزب، وعسكرياً من خلال اللقاء الذي عقده وفد الكتلة أمس مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أكد لوفد “المستقبل” أنّ الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية “مستعدة تماماً للدفاع عن الأرض اللبنانية”، مطمئناً في الوقت عينه إلى أنّ “الوضع في جرود عرسال تحت السيطرة والمراقبة 24/24 ساعة”.

 
وأوضح قهوجي خلال اللقاء، بحسب ما نقلت مصادر الوفد لـ”المستقبل”، أنّ “الجيش يراقب تحركات المسلحين في الجرود اللبنانية بشكل متواصل عبر الطائرات المتخصّصة التي يسيّرها دورياً في أجواء المنطقة”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ “الأسلحة الجديدة التي تصل تباعاً إلى المؤسسة العسكرية تساهم بفاعلية في تمكين الجيش من القيام بدوره في إطار رصد ومكافحة المجموعات الإرهابية والتصدي لمحاولات تسلل أو تقدّم أي من مسلحيها باتجاه المنطقة الحدودية”. وخلص قائد الجيش إلى التشديد أمام وفد “المستقبل” قائلاً: “نحن نسيطر على المنطقة و”ما فيهم يعملوا شي” وحدات الجيش في جهوزية تامة ونقوم بواجباتنا على أكمل وجه ومستعدون لتنفيذ أي قرار تأخذه الحكومة”، وأردف: “لا خوف على عرسال وجرودها، وأساساً المسلحون الذين هربوا من معارك القلمون السورية باتجاه الجرود اللبنانية أعدادهم قليلة جداً”، نافياً بذلك ما يتم التهويل به والترويج له عن نزوح آلاف المسلحين من القلمون إلى جرد عرسال.

 
أما في ما خصّ موضوع الاعتراضات الوطنية على الحكم التخفيفي الصادر عن المحكمة العسكرية بحق الإرهابي المدان بالجرم المشهود ميشال سماحة، وبينما تظاهر ممثلو المنظمات الشبابية في 14 آذار و”الحزب التقدمي الاشتراكي” أمام المحكمة أمس للتنديد بتسامحها مع المجرم سماحة، فلفتت مصادر وفد “المستقبل” إلى أنّ أعضاء الوفد حرصوا خلال اللقاء مع قهوجي على التأكيد أنّ موقف الكتلة المناهض لحكم سماحة “لا ينسحب ولا ينعكس بأي شكل من الأشكال على موقفها الداعم بالمطلق للمؤسسة العسكرية”، موضحين أنّ جُلّ ما تريده كتلة “المستقبل” هو الاحتكام للقانون والعدل عبر الأطر القانونية والقضائية المتجسدة بطلب تمييز الحكم إحقاقاً للحق والعدالة. بينما اكتفى قائد الجيش بالتعليق على الموضوع بالإشارة إلى أنّ الموضوع بالنسبة إليه “قضائي بحت لا دخل لقيادة الجيش به”، وإلى أنه علم بالحكم مثله مثل سائر اللبنانيين لدى صدوره عن المحكمة العسكرية.
الحوار: استقرار أمني وحكومي

وكان وفد “تيار المستقبل” إلى حوار عين التينة قد أثار خلال الجلسة التي عقدت أمس الأول موضوع عرسال في ضوء ما فُهم من كلام أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بوصفه تنبيهاً للجيش إلى أنه في حال عدم انخراطه في معارك مباشرة مع المسلحين المنتشرين في المنطقة الجردية المحاذية لعرسال فإنّ مقاتلي الحزب سيتولون مباشرة لعب هذا الدور. ونقلت مصادر الوفد لـ”المستقبل” أنّ وفد “حزب الله” ردّ على الاستفسارات التي أثيرت على طاولة الحوار موضحاً أنّ “الحزب يدعم الجيش، وموقف السيد نصرالله لم يكن أبداً موجهاً ضد الجيش بل هو أتى في إطار حثّ الجيش على القيام بدوره وتحمّل مسؤولياته في عرسال”.

السابق
عرسال( 2).. هل يتخطى الجيش القرار السياسي وينخرط مع المقاومة لمواجهة الإرهاب؟
التالي
لقاء عوني «طويل وصريح» مع السنيورة والمشنوق في الرابية اليوم..