عن خطأ تمام سلام حين استقبل مستشار المرشد ولايتي

ولايتي
حط ولايتي رحاله في لبنان. نقل رسالة الولي الفقيه الى أتباعه. إستقبل ولايتي بشار الأسد وحسن نصرالله، حتى الآن الأمر مفهوم. لكن من غير المقبول ان تستقبل الحكومة مستشار الولي الفقيه فهي لا تخضع له ولخامنئي.

طبيعي ان لا تغيب ايران عن المجريات المتسارعة في المنطقة. وطبيعي جداً أن ترسل مبعوثين وممثلين عنها الى لبنان وسوريا لمناقشة المستجدات مع حلفائها وجماعتها. واهم من حضر في الاسبوع الماضي كان مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي الدكتور علي اكبر ولايتي.

فولايتي الذي كان يشغل في الماضي وزارة الخارجية، والمقرب جدا من الولي الفقيه، له باع طويل ودراية مفصلة في تفاصيل ملفات المنطقة، بالاخص الموضوعات المتعلقة بحزب الله. كما ويتمتع بمكانة محترمة عند قيادات الحزب وكلمته مسموعة جداً كونه يحمل بشكل مباشر رغبات وتوجيهات الولي الفقيه، ومن خلال هذه المكانة إستطاع بمرحلة سابقة وضع حد للمعارك التي كانت دائرة بين حلفاء اليوم حركة امل وحزب الله. حرب استمرت لاكثر من عام وذهب ضحيتها عشرات القتلى، ولم تتوقف الا بعدما حمل ولايتي في جعبته التكليف الشرعي، بذلك مع ارشادات جديدة حينها أمرت الحزب “بالرقص” على الموسيقى السورية التي كانت محرمة قبل هذا التكليف الجديد.

فاذا كان مفهوما ان يأتي الاخ علي اكبر ولايتي مستشار للمرشد ليجول على اتباعه ومريديه من امين عام حزب الله او بشار الاسد، فانه من غير المفهوم ان يستقبل رئيس الحكومة اللبنانية هذه الشخصية بهذه الصفة، خصوصاً اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الدكتور ولايتي كان قد كلف بمهام رسمية سابقاً إبان رئاسة محمد خاتمي، وحتى مع بدايات تولي احمدي نجاد وهو زار بلدان عدة مثل باكستان، وبلاد اوروبية ولكن بصفته كمبعوث من رئيس الجمهورية الايرانية، وعليه فقد استقبل في تلك الدول التي تعتبر علاقتها بالجمهورية الايرانية انما هي كعلاقة كل الدول الطبيعية، ولا يوجد عند تلك الدول شيء اسمه المرشد وانما يوجد رئيس جمهورية او وزير للخارجية.

ولايتي وسلام

اما ان يأتي الينا بكونه مستشاراً للمرشد فهذا يحمل مدلولا الزاميا مفاده ان المهمة الموكل بها انما هي تختصر بحمل رسالة تبليغية لاتباع الولي الفقيه، لان دور المرشد انما يكون ضمن دائرة الحدود الايرانية. فهو يبلغ اوامره ونواهيه للسلطات الايرانية الرسمية وهي بدورها تعمل وفق الدوائر المتخصصة على ترجمة هذه الاوامر ونقلها بالطرق الدبلوماسية المعروفة كوجهات نظر للدول الاخرى.

فمجيء المستشار بهذه الظروف، وليس وزير الخارجية يدلل من ناحية ثانية عن حجم التباعد والتباين في النظرة الى ملفات المنطقة ومن ضمنها لبنان طبعا، بين الحرس الثوري من جهة وبين الحكومة الايرانية من جهة اخرى، للقول مرة جديدة ان الحكومة الايرانية الغارقة بالاهتمام بالداخل الايراني، تعمل جاهدة لحل مشكلاتها الداخلية وفي مقدمتها الازمة الاقتصادية الحادة، حتى بات الاتفاق النووي مع الدول الست انما تقاربه ايران من هذه الزاوية فقط ليتحول وكأنه ملف داخلي اكثر مما هو ملف خارجي، ولتبقى هذه الحكومة مبعدة عن الشأن الخارجي الذي يُطبق عليه الحرس الثوري والولي الفقيه حصرا.

وعليه فإن كان من المسلّم به بعد الذي تقدم ، ان يستقبل الامين العام لحزب الله وزير خارجية المرشد وكذلك بشار الاسد، فانه من غير المسلّم به ان يستقبله رئيس وزراء لبنان، او رئيس المجلس النيابي الذي صرح على بابه ما صرح بهدف توريطه، بتروكوليا على الاقل.

السابق
المرصد: تنظيم الدولة الاسلامية يعدم 17 شخصا في تدمر
التالي
رويترز عن الشرطة العراقية: داعش يجتاح الدفاعات العراقية شرقي الرمادي