سماحة الاعتدال وقداسة الحوار عند هاني فحص

هاني فحص
عُرف عن السيد هاني شغفه بالحوار حيث خاض تجارب عديدة في هذا المجال وكتب ما لا يُعد ولا يُحصى حول الموضوع، وشارك في العشرات من الندوات واللقاءات والحوارات وانتسب الى الحلقات الحوارية في لبنان، والتي نشأت بُعيد توقف الحرب الاهلية اللبنانية عام 1990.. فماذا نُقل عنه بعد رحيله؟

“كان هاني فحص بالنسبة لنا أحد الاباء الكبار للحوار الاسلامي – المسيحي كما للحوار الاسلامي – الاسلامي، وعملنا معه عن قرب حفّز فينا روحا جديدة وحماسة للعمل بأدوات اخرى غير تقليدية”..

وردت هذه الجملة في كلمة السيد جواد الخوئي رئيس المجلس العراقي لحوار الاديان في تقديمه لكتاب صدر بعد رحيل العلامة السيد هاني فحص بعنوان “هاني فحص سماحة الاعتدال وقداسة الحوار الاسلامي- المسيحي”.

وقد عبّر فيه العلامة الخوئي عن تجربة خاضها مع الراحل هاني فحص بهدف “حماية هوية بلداننا التعددية وتنوعها العرقي والديني والثقافي الذي يُعد مصدر اثراء للاجيال المقبلة”.

كان السيد فحص من اوائل المؤسسين للفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي، واللقاء اللبناني للحوار، والمؤتمر الدائم للحوار

لقد عُرف عن السيد هاني شغفه بالحوار حيث خاض تجارب عديدة في هذا المجال وكتب ما لا يُعد ولا يُحصى حول الموضوع، وشارك في العشرات من الندوات واللقاءات والحوارات وانتسب الى الحلقات الحوارية في لبنان، والتي نشأت بُعيد توقف الحرب الاهلية اللبنانية عام1990.

وهذا الكتاب القيّم الذي نشره “المركز العربي للحوار” عام 2015 في طبعته الاولى، وأشرف عليه الشيخ عباس الجوهري، يضم بين دفتيه ما يزيد عن 50 مقال ونص يتناول فيه السيد الراحل موضوع الحوارسواء عبر مقال صحافي او كلمة ألقاها في ندوة حوارية او خطاب او نقاش. ومن هذه العناوين:

الحوار لترسيخ العيش المشترك، الحوار الاسلامي – المسيحي موجبات العيش المشترك، الحضور المسيحي العربي: اليقظة المتأخرة.

لا يخلو نص من مصطلح الحوار والعلاقة بالآخر، اضافة الى تناول المرأة من ضمن فقرات الحوار والعلاقة مع سدة البابوية، وبكركي، والارشاد الرسولي، والمشتركات بين الديانتين الكبيرتين في العالم الاسلامي والمسيحية، اضافة الى تجربة الفريق العربي للحوار، الذي من رحمه ولدت سلسلة لقاءات حوارية بين الافرقاء اللبنانيين في سويسرا.

اذ لم يكن يُعقد اي لقاء حواري ديني دون اسهام السيد هاني فحص فيه كعضو فاعل وممثل ومنتج، بل ناقد اول في سبيل تحسين هذه الحلقات والمؤسسات حيث يتضمن هذا الكتاب التوثيقي في مضمونه كافة الصور الحوارية في سلبياتها وايجابياتها.

فهو الناقد الاول لبيئته والمعرّف الاول عنها وعن خصوصياتها ايضا، وهو -كما الحوار- مرت شخصيته بمراحل أولها من ابن الجنوب اللاطائفي، الى الحوزة الدينية ومنها، وبعد مراحل الى الاسلام الروحي والتدين الروحي والفكري حيث تقرّب اكثر فأكثر من ابناء الطوائف الاخرى سواء المسيحيين او الدروز..

عُرف عن السيد هاني شغفه بالحوار حيث خاض تجارب عديدة في هذا المجال وكتب ما لا يُعد ولا يُحصى

وما يميّز الحوار في لبنان بين ابناء الطوائف هو الاكتشاف المتأخر لايجابيات التجاور والمحافظة على الطرف الآخر المختلف عقائديا، وهذا لم يحصل الا بعد انتهاء الحرب الاهلية وهو ما حاول السيد هاني نقله الى المجتمعات الاخرى ومنها العراق بعد حرب كادت تتحول أهليّة بُعيد سقوط صدام حسين عام 2003.

كان السيد فحص من اوائل المؤسسين للفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي، واللقاء اللبناني للحوار، والمؤتمر الدائم للحوار… حيث حوّل بشخصه وثقافته ولغته القريبة الى الجميع، البعيدة عن التعصب الى ان يكون إنموذجا حواريا لبنانيا إسلاميا من خلال عمامته التي تمثّل ما تمثّل والتي ترمز الى الحوزة الدينية شئنا ام أبينا في بُعدها الثقافي من خلال استجلاب اللغة الدينية الى واقع منفتح لا يعرف من الاسلام الا الرموز كاللباس الديني وغيره.

كان هاني فحص بالنسبة لنا أحد الاباء الكبار للحوار الاسلامي – المسيحي كما للحوار الاسلامي – الاسلامي

فعلى مدى 400 صفحة تقريبا ينقل المركز العربي للحوار تجربة طويلة من التحاور والتفكير الحواري يستفيد منه من يعمل على اكمال هذا الطريق الشاق.

السابق
إحذروا: Panadol غير مطابق للمواصفات
التالي
داعش يعلن تحرير 27 لبنانيا من سجن تدمر بينهم 5 مسيحيين مسجونين منذ أكثر من 35 سنة