تحرير لبنانيين من تدمر: القوات تتريث وسجين سابق يروي لجنوبية

لا يزال لبنان يعاني من تداعيات الوصاية السورية التي دامت سنوات، ولعلّ أبرز الملفات التي لا تزال مجهولة المصير هو ملّف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وقد خرق هذا المجهول اليوم خبر تحرير لبنانيين من سجن تدمر على أيدي تنظيم داعش. ولا يزال هذا الخبر حتّى الساعة يدور بين النفي والتأكيد. هذا ما أكدّه كل من غازي عاد رئيس لجنة «سوليد» والدكتور جوزيف هليط ومصدر قواتي في حديث لـ«جنوبية».

بعد سنين من النسيان والإنكار لقضية المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري عادت القضية إلى الواجهة من جديد مع إعلان سيطرت مقاتلي «الدولة الإسلامية» على مدينة تدمر الأثرية، وانتشار فيديو يظهر سيطرة تنظيم داعش على سجن تدمر وهو سجن عسكري يقع بالقرب من مدينة تدمر الصحراوية وبالقرب من آثارها الشهيرة، ويبعد نحو 200 كلم عن شمال شرق العاصمة السورية دمشق.

 

خبر سيطرة «داعش» على المدينة وسجنها ترافق مع إنتشار معلومات تفيد بإعلان داعش عن تحرير 27 لبنانيا من سجن تدمر بينهم 5 مسيحيين مسجونين منذ أكثر من 35 عاماً.

 

«الأخبار المتناقلة حتّى الساعة غير دقيقة» هذا ما أكدّه رئيس لجنة «سوليد» للمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية غازي عاد في اتصال مع «جنوبية»، وأضاف «نحن ننتظر أي خبر، فحتّى الحكومة اللبنانية ليس لديها أي معلومات ولم تزودنا بأي جديد».

المسجونين اللبنانيين في السجون السورية

وأكدّ عاد أنّ «سجن تدمر يحوي معتقلين لبنانيين، إلاّ أنّ عددهم مجهول وهذا يعود إلى عدم اعتراف النظام السوري بوجودهم، لكن معلوماتنا التي كنا نحصل عليها من قبل معتقلين محررين تؤكدّ وجود لبنانيين موزعين على السجون السورية ومن بينهم سجن تدمر. ولكن هذه المعلومات انقطعت منذ بداية الأزمة السورية».

 

وتابع: « عدد المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الموثقين بالأدلة وصل إلى 628 معتقل، وقمنا بتسليم اللوائح والوثائق إلى المعنيين الذين لم يحركوا ساكنا في هذا الملف».

 

يذكر أنّ سوليد هي لجنة دعم المعتقلين والمنفيين التي تتابع قضية المعتقلين والمخطوفين اللبنانيين الذين فقدوا في عهد الوصاية السورية والحرب الأهلية، وقد نصبت خيمة رمزية مقابل مبنى الإسكوا في بيروت منذ حوالي العشر سنوات، وهي ملتقى أهالي المعتقلين المنسيين في غياهب السجون السورية.

 

وفي المقابل أكدّ مصدر قواتي لـ«جنوبية» أنّه «حتّى الساعة لم يتم التأكد من أي معلومة، والمعلومات المتوافرة هي فقط ما يتم تداوله في الوسائل الإعلامية».

وتابع المصدر: «القوات بانتظار التأكد قبل التعليق على الخبر حرصا على مشاعر أهالي المعتقلين، وحرصاً على عدم توتيرهم من دون نتيجة».

المسجونين اللبنانيين في السجون السورية

أمّا الدكتور جوزيف هليط وهو أحد المعتقلين المحررين من السجون السورية والذي يتابع ملف معتقلي تدمر قال في حديث لـ «جنوبية» أنّ المعتقلين هم 32 لبنانياً وقال هليط «نتواصلون مع وزارة الخارجية لإتخاذ الإجراءات للتواصل مع المعتقلين المحررين لنؤمن عودتهم إلى لبنان».

 

وقد روى هليط بعض من مآسيه التي عاشها في أروقة السجون السورية التي دخلها بتهمة الإنتماء إلى حزب القوات اللبنانية «دخلت السجن عام 1992 وخرجت عام 2000، عشت 1600 يوم في سجن منفرد أي 4 سنوات ونصف السنة، والسنوات الباقية في سجون جماعية، سنوات كانت مليئة بالألم والعذاب والوحدة».

يذكر أنّ سجن تدمر الذي يصنّف من قبل العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية على أنه من أسوأ 10 سجون في العالم، حيث يعاني المعتقلون في داخله من ظروف صعبة نتيجة الانتهاكات التي يتعرضون لها والتي قد ترقى إلى جرائم حرب.

 

وقد سجلت جدرانه بعد سنوات مجازر قل مثيلها في التاريخ. ففي 27 يونيو/حزيران من العام 1980، شهد السجن أكبر مجزرة راح ضحيتها مئات السجناء معظمهم من تنظيم “الإخوان المسلمين”. لا أرقام دقيقة لعدد الضحايا لكن أقل التقديرات تتحدث عن 600 معتقل وهناك من يقول 1200 معتقل، لتتكرر عمليات القتل الجماعي في الأعوام الثلاثة التالية، في حين يستمر قتل المعتقلين إلى اليوم.

السابق
رويترز عن الشرطة العراقية: داعش يجتاح الدفاعات العراقية شرقي الرمادي
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/5/2015