حزب الله يحتل جامعة رفيق الحريري مخالفا القوانين كلها

تفاجأ طلاب الجامعة اللبنانية أمس برفع أعلام حزب الله وحركة أمل في كل أروقة مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث، وذلك احتفالا بذكرى 25 أيار. ما يحصل في الجامعة هو مناف لقوانين الجامعة هذا ما أكدّه الكتور محمد علي مقلّد في حديث لـ «جنوبية»، أمّا الطلاب فكان لهم رأيهم أيضاً في استباحة جامعتهم.

هو ليس بمربع أمني من مربعات حزب الله ولا محيط مجمع سيد الشهداء في الرويس ولا هو شارع من شوارع الضاحية الجنوبية، إنه الصرح الجامعي في مدينة رفيق الحريري الجامعية الذي امتلأ أمس وقبله بالأعلام الحزبية التابعة لحزب الله وحركة أمل بالإضافة إلى صور لقادة حزبيين.

إذا هي الجامعة اللبنانية التي يجب أن تكون ملتقى شباب لبنان بكل أطيافه، لتخرّج أجيالا بعيدة عن الطائفية والحقد والمذهبية، أجيالاً تبني وطناً جامعاً حراً مستقلاً. ولكن ما يحصل اليوم في جامعة الوطن هو عكس ذلك.
فحزب الله وحركة أمل يسيطران بشكل كامل على مجمع الحدث، وما ساعدهما على ذلك هو الموقع الجغرافي للجامعة التي تقع على أطراف الضاحية الجنوبية معقل أنصار حزب الله وحركة أمل.

الجامعة اللبنانية

وعلى الرغم من أن رفع أعلام حزب الله وحركة أمل في الجامعة اللبنانية ليس بالأمر الجديد، فأعلام الحزبين مرفوعة في أكثرية الكليات في الجامعة اللبنانية بفروعها المتعددة منذ سنوات، إلاّ أنّ ما حصل اليوم من رفع أعلام للإحتفال في ذكرى تحرير الجنوب بتاريخ 25 أيار 2000 في صرح مدينة رفيق الحريري الجامعية، استفزّ الكثير من الطلاب الذين باتوا يشعرون بعدم الإنتماء لجامعتهم.

الإستفزاز وإضفاء الشعور بالهيمنة ليسا السببان الرئيسيان لرفض رفع أعلام حزب الله وحركة أمل في الجامعة. فللتذكير «قوانين الجامعة اللبنانية تمنع رفع الشعارات الحزبية أو أي شعار لا يتعلق بالأمور الأكاديمية، كذلك يمنع رفع الأعلام ما عدا العلم اللبناني وعلم الجامعة» هذا ما أكدّة الدكتور محمد علي مقلد في حديث لـ«جنوبية»، الذي أمضى عقودا أستاذا في هذه الجامعة.

وأضاف: «الجامعة لم تعد للعلم بل أصبحت مكانا للنشاط السياسي، ولإستمالة الشباب للإصطفاف في الأحزاب». وعن واجب رئيس الجامعة عدنان السيد حسين في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق مخالفي القانون الذين رفعوا أعلام الحزبية في الصرح الجامعي، خصوصاً أنّ السيد حسين أصدر عند تعيينه تعميماً بإزالة الشعارات الحزبية من كافة فروع الجامعة، قال مقلّد: «لا يمكن أن ننتظر من رئيس الجامعة تطبيق القوانين، لأن تعيينه أصلاً جاء مخالفاً للقانون، فعلى الرغم من أنّه شخص كفوء إلاَ أنّه تعيّن في الجامعة ليس على أساس كفاءته بل لأنه باع موقفاً سياسياً أوصله إلى منصبه، وأساساً ليس هو من يتخذ القرارات بل يتلقاها مِمَن عيّنه».

أمّا طلاب الجامعة التي التقتهم «جنوبية» كان لهم رأيهم واعتراضهم فيما يحصل في جامعتهم، فحكمت عبد الملك الطالبة في كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية رفضت «تحويل جامعة شباب لبنان وجامعة الوطن إلى مقر حزبي، إلى ساحة يملكها حزب الله أو غيره لممارسة طقوسهم وفرضها على غيرهم، فهذا الصرح التعليمي هو ملك كل طالب قرر متابعة تحصيله العلمي فيها، هي ليست ملك النبيه أو الحسن، فرفيق الحريري تنازل عنها لشباب المستقبل لتلبي آمالهم، لا لتستخدم لمجالسهم العزائية».

الجامعة اللبنانية

«أنا لست ضدّ النشاطات الحزبية في الجامعة لكن ضدّ الهيمنة، لا أريد الشعور بإحساس الدخيل» قالت حكمت.

أما طارق عطار وهو أحد طلاب الجامعة يرى أنّ الجامعة اللبنانية تحولت الى مركز حزبي لحزب الله وحركة أمل، وقال «وهذا يشكل مضايقات لكثير من الطلاب، ومنهم أنا، فلا يحق لنا التعبير عن رأينا لأن أي طالب يخالف رأيهم يتعرض لمضايقات تصل إلى الضرب والتعدي وهذا ما حصل معي شخصيا».
ويتابع طالب: «عندما ندخل إلى الجامعة ونجد أعلام حركة أمل أو حزب الله على رأس كليتنا وداخلها صور لأموات الحزب ننسى أننا في الجامعة وأننا هنا لكي نتعلم»، وأما المشكلة الأكبر برأيه هو خضوع الدكاترة للسيطرة الحزبية المفروضة في الجامعة.

وأيضا رفضت الطالبة ندين الحج شحادة «تحويل الجامعة اللبنانية إلى مقر للإحتفالات الحزبية التابعة فقط لحركة أمل وحزب الله ، بالرغم من أنها جامعة رفيق الحريري وهنا تبرز الهيمنة الحزبية من قبل هؤلاء. هذا بالإضافة إلى إعلان توقيف الدروس من أجل ممارسة احتفالاتهم ونشاطاتهم الحزبية فالجامعة ليست المكان المناسب للقيام بهذه الإحتفالات». وهذا أيضا ما اشتكت منه روان خالد انهّم «يتصرفون على أساس مقولة ما يحق لي لا يحق لغيري، فهم يحق لهم استخدام الجامعة لإحتفالاتهم ونحن لا».

وختمت «هم لا يتقبلون الرأي الآخر».

السابق
الراي: زيارة ولايتي هلع ايراني على النظام السوري
التالي
هل يحال ملف سماحة الى المحكمة الدولية؟