الجميل في عين التينة للتبرؤ من التصعيد العوني..

أمين الجميل

منعاً لانهيار الوضع الحكومي ولقطع الطريق على الضغوطات الجارية من قبل عون على الوضع السياسي، تحوّلت عين التينة إلى مكان التقاء لكل من الرئيس أمين الجميّل وموفد النائب وليد جنبلاط وزير الصحة وائل أبو فاعور، حيث جرى التداول في محاولات فرط الحكومة.
وعلمت “اللواء” أن المشاورات تركزت على دعم مواقف الرئيس تمام سلام لجهة الحفاظ على استمرار عمل الحكومة وعدم تعريضها لأي دعسات ناقصة.
وأضافت المعلومات أن الرئيس برّي أحال الوفد النيابي العوني على أعضاء في كتلته حيث تمّ عقد الاجتماع في المجلس النيابي وليس في عين التينة، في إشارة منه أنه لا يأخذ اقتراحات عون على محمل الجدّ
ومساء وضع النائب أيوب حميّد رئيس المجلس في أجواء اللقاء مع الوفد العوني في ظل تأكيد من “حركة أمل” على الاكتفاء بما أدلى به حميّد لجهة درس الاقتراحات والحرص المشترك على إنجاز إنتخابات رئاسة الجمهورية.
أما الرئيس الجميّل فلم يُخف رفضه المباشر للاقتراحات العونية، مشدداً على أن الأمور لا تحتاج إلى الفلسفة وكذلك الدستور، وأن الخطوة الوحيدة المطلوبة هي النزول إلى مجلس النواب وانتخاب الرئيس في أقرب وقت، وأن نتوقف عن الانتحار، معتبراً أن هذه هي الخطوة الصحيحة.
وكشف الجميّل أن الرئيس برّي قلق، وأن نظرة واحدة تجمعه به تجاه الشؤون الوطنية، رافضاً الاستمرار بالتسويف وتعطيل الاستحقاق الرئاسي.
وعلمت “اللواء” أن زيارة الجميّل بتوقيتها تأتي بالتنسيق مع بكركي، لإبلاغ القيادات الإسلامية، أن القادة المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً يرتابون من التصعيد العوني بشأن الرئاسة خشية أن يخسر هؤلاء ما كرّسه لهم “اتفاق الطائف” من مناصفة، فضلاً عن استمرار المراكز الأساسية في الفئة الأولى، كقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ورئاسة القضاء الأعلى بأيديهم.

التصعيد العوني

ووصفت المصادر العونية تولي النائب عون عقد مؤتمر صحفي بعد اجتماع “تكتل الإصلاح والتغيير” ليدعو المواطنين إلى عصيان الدولة ومهاجمة السلطة الاجرائية ووزير الدفاع، والإعلان عن أنه سيطلب من وزرائه أن يتحمّلوا مسؤولياتهم، ويثير في مجلس الوزراء أسئلة حول: ماذا يوجد في جرود عرسال، ومن هم المسلحون، وما هي خطة الحكومة، وكيف ستقوم بترجمتها؟ محذراً من مخالفة القوانين في التعيينات الأمنية، وداعياً إلى تحمل المسؤولية تجاه “الخطر المحدق” في البقاع الشمالي وبكل لبنان بسبب الجماعات المسلحة الموجودة على أراضيه.
وإذا كان عون سيحدّد الخطوة الثالثة في ضوء الإجابة عن هذه الأمور، فإن مصدراً دبلوماسياً غربياً ربط بين تصعيد عون المتدرج والمهمات التي جاء من أجلها إلى بيروت مستشار خامنئي للعلاقات الدولية علي أكبر ولايتي الذي أدرج سوريا ولبنان والعراق في محور واحد على رأسه إيران.
إلا أن مصادر مقربة من الرابية، والتي بدت غير جازمة بوجود رغبة لدى أحد وزراء “التيار العوني” بطرح موضوع القلمون في جلسة الغد، اعتبرت أن الظرف لا يسمح بافتعال أي مشكلة، وأن كل ما يجب فعله هو تجنيب لبنان قيام أي اشتباك.
وتقر تلك المصادر بأن هناك تصعيداً من قبل التيار العوني، ومن غير المعروف ما يمكن أن تؤول إليه الأمور إذا ما طرحت داخل جلسة مجلس الوزراء مشكلة القلمون وعرسال ودور الجيش، لكنها دعت إلى عدم استباق الأمور، مذكّرة بأن هناك آلية تراعي طرح المواضيع “الخلافية”.
وعوّلت المصادر عن رهان كبير على حُسن إدارة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للجلسة، مؤكدة أن هناك أصولاً لا يمكن تجاوزها في هذا السياق.

ويواصل الوفد العوني جولاته، حيث يلتقي رئيس كتلة “تيار المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة، الذي سيبلغه التمسك باتفاق الطائف، وأن الكتلة ترى أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية ثم إقرار قانون للانتخاب ثم إجراء انتخابات نيابية.
وأوضحت مصادر الوفد أنه ينتظر عودة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من الخارج لتحديد موعد للقاء معه، علماً أن الوفد كان في صدد لقاء “التقدمي” أمس.

(اللواء)

السابق
حوار المستقبل حزب الله: مصارحة حول مخاطر التورط في جرودعرسال على الأمن وإذكاء الفتنة
التالي
لمسات أخيرة على إطلاق العسكريين لدى النصرة