«بانوراما التفاهم»: أوباما في طهران.. وفشل «العاصفة التركية»!

كتبت صحيفة “السفير” تقول : “لن يكون مفاجئاً رؤية باراك أوباما في طهران قبل انتهاء ولايته الرئاسية.. وقبله وزير خارجيته جون كيري يتجاذب أطراف الحديث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في إحدى حدائق مدينة طهران”.
بهذه الجملة يختزل ديبلوماسي عربي مخضرم زار بيروت مؤخراً المشهد الإقليمي، وهو يتشارك في انطباعه مع ديبلوماسيين آخرين، خصوصاً من يترددون على طهران ويواكبون الاستعداد لما يسمونها “المرحلة الجديدة”.
لا تخرج الوقائع اللبنانية، السياسية والأمنية، وخصوصاً ما يجري في القلمون، عن السياق المشهدي الكبير في المنطقة، وركيزته في المدى القريب التوصل الى تفاهم نووي مكتمل العناصر في مهلة أدناها حزيران المقبل وأقصاها مطلع أيلول.
مع توقيع الاتفاق، يجلس الأميركي والإيراني على طاولة الإقليم، وعليها ما عليها من ملفات صعبة وشائكة ومتداخلة، قديمة وجديدة.. وللآخرين بعد ذلك أن يحاولوا إيجاد أماكن لهم على هذه الطاولة كلاعبين مقررين في الساحات والميادين.. التي صارت واحدة الى حد كبير.
ثمة سيناريو يمتد زمنياً من أيلول 2015 وحتى شباط 2016. اتفق الأميركيون والإيرانيون في أكثر من لقاء في الآونة الأخيرة، على أن التفاهم النووي يفتح أمامهما أبواب الأخذ والرد في المسائل الإقليمية. باراك أوباما طمأن الخليجيين في كامب ديفيد أنه لم يبرم، حتى الآن، أية صفقة مع الإيرانيين خارج حدود الملف النووي وأنه لن يضحي بهم كرمى لعيون آيات الله في طهران. في المقابل، أبلغ الإيرانيون أكثر من مرة حلفاءهم في المنطقة وخصوصاً في لبنان وسوريا والعراق أنهم رفضوا الخوض في أية ملفات إقليمية قبل “التفاهم النووي”.
اذاً الإثنان متفقان على وجود “فرصة ما”. خلال هذه الفرصة (السياسية والزمنية)، اما أن تتبلور ملامح تفاهمات إقليمية إيرانية ـ أميركية في أكثر من ملف ساخن في المنطقة أو تتجمد الأمور بين الطرفين عند نقطة “التفاهم” مع العتبة الزمنية المفترض ألا تتجاوز شباط المقبل، ذلك أنه مع بداية السنة الأخيرة من الولاية الثانية لأي رئيس أميركي، لا يعود بمقدور “البطة العرجاء” اتخاذ قرارات أساسية، ويصبح المطلوب انتظار ما بعد مرور مئة يوم على تسلم الرئيس الأميركي الجديد سدة البيت الأبيض (أي حتى نهاية نيسان 2017)، خصوصاً أن مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي سيكونون حريصين على عدم إقحام ملف إيران في معركتهم الرئاسية.
فرصة أميركية ـ إيرانية
هل هناك فرصة لخرق ما وأية ساحة مرشحة لأول اختبار نيات بين الطرفين إقليمياً؟
يتفق ديبلوماسيون من مضارب متناقضة على وجود “الفرصة”، لكن الأمر يحتاج الى وجود لاعبين آخرين على طاولة المقايضات والتسويات، فأين السعودي والتركي تحديداً، ما دام الإسرائيلي سيكون ممثلاً بالأميركي نفسه؟
حقق أوباما ما أراده من قمة كامب ديفيد وخرج منها مرتاحاً، لكن ضيوفه الخليجيين عادوا أكثر توجساً مع إدراكهم أن التفاهم مع إيران صار وراء ظهر الإدارة الأميركية، وأن الولايات المتحدة لا تملك إلا وصفة “الحلول السياسية” لكل ملفات المنطقة من اليمن الى سوريا، وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على طي ملفي التدخل العسكري سواء في سوريا أو اليمن.. وفي الساحتين، حسابات سعودية وتركية وقطرية لا بد من إعادة نظر سريعة بها، وحتماً سيكون لها تأثيرها على فرصة الجلوس على طاولة المنطقة.
ثمة اتفاق أميركي إيراني غير مباشر على أولوية الملف العراقي، أي قتال “داعش” وإطلاق العملية السياسية عبر إعطاء دور أكبر للمكون السني.. وهنا، لا توجد عوائق خليجية، سوى الشكوى المتكررة بأن حيدر العبادي لم يمسك السلطة حتى الآن، وهي ليست بمهمة سهلة، باعتبار أن نوري المالكي يتحكم من وراء الستار بالكثير من مراكز القرار!

السابق
مخرج إيراني للسعودي في اليمن.. و«حزب الله» يمسك تلال السلسلة الشرقية
التالي
جولة التيار أحدثت خرقاً في الجدار المسيحي الرئاسي سجال بين وزيري حزب الله وريفي حول تمويل المحكمة