نصرالله: المعركة مفتوحة ولا خطوط حمراً

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول : أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنه “سيأتي اليوم الذي لا يكون فيه في الجرود اللبنانية لا داعش ولا النصرة ولا قاطعو الرؤوس”، مؤكداً أن لا خطوط حمراً أمام هذا الهدف المشروع، وأن الشعب اللبناني والبقاعيين قادرون على إلحاق الهزيمة بالجماعات الإرهابية التكفيرية مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أخذ العبر من “النكبة الفلسطينية التي كانت نتيجة هزيمة في مواجهة المشروع الصهيوني البريطاني، بسبب التقصير والحسابات الخاطئة والمصالح الفئوية والخيانات والصفقات لحفظ بعض العروش”. ورأى “أننا اليوم أمام نكبة أكبر وأخطر، هي نكبة المشروع الأميركي ـــ التكفيري ـــ الصهيوني، كما نواجه المشاكل القديمة نفسها في فهم الخطر، وتضييع الفرص، والحسابات الخاطئة، والمصالح الفئوية والطائفية والمذهبية”. وقال: “نكبة الـ 48 أضاعت فلسطين، لكن بقي الشعب الفلسطيني، وبقيت المقدسات تحت الاحتلال، وقامت القضية الفلسطينية، فيما النكبة الجديدة ستُضيّع القضية الفلسطينية والمقدسات، وستُضيع دولاً وشعوباً بكاملها، إذا تهاونت الأمة أمام المشروع التكفيري، كما فعلت في مواجهة المشروع الصهيوني”.
وحول وقائع معركة القلمون، أشار السيد نصر الله الى “مواجهات عنيفة متواصلة منذ أيام مع الجماعات المسلحة، وفي طليعتها جبهة النصرة وداعش، في جرود القلمون في سوريا، وفي جزء كبير من السلسلة الشرقية في لبنان، حيث مجموعة كبيرة من المواقع العسكرية ومعسكرات التدريب والمغاور الطبيعية وأماكن تجميع المسلحين ومراكز للسلاح ومصانع لتفخيخ السيارات وغرف عمليات قيادية”. واضاف: “هذه المنطقة كانت تشمل معابر لنقل السلاح والمسلحين من عرسال إلى جرود القلمون، وصولاً إلى الزبداني ومختلف مناطق الريف الدمشقي”، وإذ أكّد “أننا أمام انتصار ميداني وإنجاز عسكري مهم وعظيم جداً”، لفت الى “أننا ما زلنا في قلب المعركة، ولا أتكلم عن مرحلة انتهت ومرحلة بدأت”، متطرقاً الى “النتائج المباشرة الميدانية”، تاركاً لمناسبة أخرى الحديث عن “النتائج الاستراتيجية الأوسع، كانعكاس انتصار القلمون على مجمل الصراع في سوريا والمنطقة، أو كيف يتابع العدو الإسرائيلي مجريات هذه المعركة”.
وفي النتائج المباشرة، أكد الأمين العام لحزب الله التالي:
ــــ إلحاق هزيمة مدوّية بالجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الاشتباك.
ــــ استعادة نحو 300 كيلومتر مربع من الأراضي السورية واللبنانية من سيطرة المسلحين وتدمير الوجود المسلح في هذه المساحة.
ــــ وصل الجرود بعضها ببعض، سواء ضمن المسار السوري أو ضمن المسار اللبناني، وتطهيرها بالكامل من الجماعات المسلحة.
ــــ فصل منطقة الزبداني عن القلمون وجرود عرسال.
ولفت الى أن “اكبر تمويل وتموين بالأسلحة والذخائر والمؤن للجماعات المسلحة في الريف الدمشقي وفي الزبداني وأماكن أخرى يحصل عبر عرسال، برغم إجراءات الجيش اللبناني، والآن قُطع هذا الطريق”.
ــــ تحقيق نسبة أعلى من الأمان للبلدات القلمونية السورية ولطريق دمشق ــــ حمص، ونسبة أفضل وأعلى من الأمان للبلدات اللبنانية، بعدما أُخرج المسلحون من جرود يونين ــــ نحلة ــــ بعلبك ــــ بريتال وصولاً إلى الطفيل، وباتوا موجودين في جرود عرسال.
ــــ الحصول على موقعية جغرافية أفضل من خلال الانتشار في القمم العالية، ما يعطي الجيش السوري والمقاومة قدرة سيطرة عالية على مساحات واسعة ويُضيق حركة المسلحين.
وأكّد نصر الله أن عدد شهداء حزب الله في المعركة “حتى الآن 13 شهيداً”، لافتاً الى حملة تضليل مارستها وسائل الإعلام اللبنانية والعربية الداعمة للجماعات المسلحة، بالغت في أرقام خسائر المقاومة. وذكّر بأن اللبنانيين “عايشوا قبل بدء المعركة حجم التهويل والتهديد والوعيد والتنديد. هذا لم ينل من تصميمنا، ويجب أن يبنى على هذا الأمر ما يلي: عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى لتحقيقه، فإن التهويل والوعيد والتنديد لن تقدم أو تؤخر. وهذا أيضاً للمرحلة المقبلة. لا تخطئوا في الفهم ولا في التقدير. لن يحول بيننا وبين ما نقوم به شيء على الإطلاق”. وأشار الى “محاولات سفيهة للإيقاع بين المقاومة والجيش اللبناني”، مؤكّداً “أننا لم نكن نريد توريط الجيش في المعركة، ونحن حريصون على كل ضابط وجندي، وعلى قطرة دم في هذا الجيش الوطني لأنه ضمانة البلد”.
ولفت الى “الدفاع المستميت لقوى سياسية لبنانية ووسائل اعلامها عن الإرهابيين، وخوضها معركتهم الإعلامية والسياسية والنفسية والتحريضية (…) بل أكثر من ذلك وسنتحدث فيه في ما بعد”، مشيراً إلى أن هذا “يعبر عن الموقف الحقيقي لهذه القوى وعن تعاطفها مع الجماعات المسلحة”. وسأل “السياديين”: “هل المسلحون الذين هاجموا عرسال واحتلوا مراكز الجيش وصادروا آلياته وقتلوا ضباطه وجنوده وخطفوا آخرين، ومن يقصفون مواقع الجيش ثوار أم إرهابيون مجرمون؟
وهل من يخطفون أهالي عرسال ويردونهم جثثاً ثوار أم إرهابيون؟ وهل من اعتدوا على أبناء بعلبك ـــ الهرمل وقصفوا القرى وأرسلوا السيارات المفخخة ويحتلون جرود عرسال اللبنانية ثوار أم إرهابيون؟”. وذكّر هذه القوى بأنه “إذا كانت مرجعيتكم الدينية والسياسية هي السعودية وهيئة كبار العلماء فيها، فهم أصدروا لائحة صنّفت داعش والنصرة منظمات إرهابية. وإذا كانت مرجعيتكم المجتمع الدولي، فهؤلاء مصنفون على لوائح الارهاب. واذا كانت مرجعيتكم القضاء اللبناني، فهؤلاء يُعتقلون بتهم الانتماء إلى منظمات إرهابية”.
وشدّد على أن “من حق اللبنانيين وحق البقاعيين وأهل بعلبك ــــ الهرمل أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه في جرودهم إرهابي واحد، وألا يعيشوا في جوار لا نصرة ولا قاعدة ولا إرهابيين ولا قاطعي رؤوس. هذا حقهم وهذا اليوم يتطلعون له وسيأتي. متى وكيف؟ هذا سنبقيه مخبّأ. واذا كانت الدولة اللبنانية تتسامح مع احتلال جماعات إرهابية، ومع اعتدائها على جيشها وشعبها، فالشعب اللبناني لن يتسامح، وأهل البقاع لن يتسامحوا، وأهل بعلبك ــــ الهرمل لن يتسامحوا. ولن تمنعهم خطوط حمراء من تحقيق هذا الهدف… والفرصة ما زالت متاحة لتتحمل الدولة وأصدقاء هؤلاء الثوار المسؤولية”. وقرأ السيد نصرالله من ورقة ما يأتي: “نحن في معركة مفتوحة أساساً في الزمان والمكان والمراحل، ومن حقنا ومن حق أهلنا في البقاع، وخصوصا بعلبك ـ الهرمل، أن نتطلع إلى ذلك اليوم الذي لا يكون فيه جماعات إرهابية، لا في جرودنا ولا على حدودنا ولا على بوابات قرانا ومدننا. هذا هدف مشروع، اعملي له أيتها الدولة، وإلا فالشعب اللبناني دائماً كان صاحب المبادرة طوال التاريخ. وهو قادر على إلحاق الهزيمة بهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية، مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها”.
الوضع الداخلي
وفي الشأن الداخلي، رأى السيد نصرالله أن “مأزق السلطة وصل إلى حد حساس وخطير جداً”، و”انتظار الخارج لا جدوى منه ولا يُوصِل إلى رئيس”، كما ان الحوارات الداخلية لم تُجدِ في هذا الشأن، داعياً إلى درس المخارج التي طرحها العماد ميشال عون بجدية كبيرة”، مؤكداً أن كلام عون “ليس مجرد كلام”، و”من لديه مخارج أخرى فليتفضل لأن البلد لا يتحمل الانتظار”. وأشار الى أن هناك “فكرة من وحي الأفكار التي طرحها العماد عون، لكن افضّل أن نناقشها داخلياً”.
وحيّا نصرالله “شعب البحرين الذي يواصل للسنة الخامسة تظاهراته وحراكه السلمي”، مشيراً إلى أن “الخيار الوحيد المتاح أن تواصلوا سيركم في المسار الصحيح، ونضالكم يحتاج إلى هذه التضحيات وإلى هذا النفس الطويل، وسيؤدي إلى تحقيق الآمال”. وجدّد الادانة “للعدوان السعودي الأميركي على اليمن وشعبه وجيشه”، مكرراً أن “هذا العدوان لن يحقق اهدافه”. ورأى أن قصف الأضرحة والقلاع والآثار سببه “الفقه الصحراوي البدوي. وهم في السعودية فعلوا الأمر ذاته. هذه هي المرجعية الفكرية لما تفعله داعش في العراق وسوريا وغيرهما”. وقال إن “السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي أنه لم يبقِ لا لجيش أميركي ولا لجيش إسرائيلي ولا لجيش يغزو ويعتدي ولا لجماعات إرهابية ـــ لم يبق حرمة لشيء، لا لأحياء، ولا لأموات، ولا لبشر ولا لحجر ولا لمقاتلين ولا لمدنيين”.
تحرير 330 كيلومتراً مربعاً من الجرود اللبنانية والسورية
شكّل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إعلان نهاية المرحلة الأولى من عمليات “معركة الربيع” التي أفضت إلى طرد المسلحين من جزءٍ واسع من الجرود اللبنانية والسورية، وحصرهم في الجرود الشمالية للسلسلة الشرقية من جهة جرود عرسال والقاع، وجرود بلدتي قارة والجراجير السوريتين. وبعد أسبوعين من بداية العمليات العسكرية المشتركة بين حزب الله والجيش السوري من جهة، ضد مسلحي “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة”، وحلفائها في “جيش الفتح”، حررت المقاومة والجيش السوري ما يبلغ 330 كلم مربعاً تقريباً من الجرود الحدودية المتداخلة. وبلغ مجموع الأراضي المحررة للجهة اللبنانية 93 كلم مربعاً، و237 كلم مربعاً من الجهةِ السورية.
وشهد اليومان الماضيان سيطرة المقاومة والجيش السوري على التلتين الشمالية والجنوبية بالقرب من مرتفع “طلعة موسى”، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على مرتفع قرنة ثلاجة القاموع المعروف بجبل الثلاجة جنوب جرد بلدة فليطا في القلمون السوري. وبحسب المصادر الميدانية، أدّت الاشتباكات إلى سقوط عددٍ من القتلى في صفوف الجماعات المسلحة، بينهم القائد الميداني في “جبهة النصرة” الملقب “أبو علايا”، إضافةً إلى جرحى آخرين.
وبحسب المصدر، فإن العملية العسكرية لم تنتهِ بعد، وخصوصاً أن نصر الله في كلمته الأخيرة أشار إلى مرحلةٍ ثانية من العمليات العسكرية، تؤدي إلى إنهاء وجود المسلحين في الجرود اللبنانية والسورية، من دون الالتزام بالزمان والكيفية. من جهته، أعلن الجيش اللبناني إحباطه محاولة تسلل للمسلحين في وادي حميد في جرود بلدة عرسال، واشتباكه مع آخرين في جرود بلدة رأس بعلبك.

السابق
سلام : لا مخرج حاليا للشغور الرئاسي
التالي
الجيش داهم معملا للبلاط في سقي التبانة واعتقل 5 سوريين