عشر خطوات لتعيش الحياة بسلام

يسألني صاحبي هل يمكن للإنسان أن يغيّر من واقعه ونظرته للذات والناس،
وأن يعيش الحياة ولا يعيش لها؟ فأجبته بجواب تتفق عليه معظم الدراسات
والتجارب وهو نعم، والتغيّر يبدأ من تحويل الرغبة إلى هدف والأماني إلى
برامج وسلوك. ثم ذكّرت صاحبي أن في منابع إيمان الإنسان  ما يحفّز ويكافئ
على تغيير المنهج والنهج. وحتى تتسع دائرة السؤال والجواب فهذه خلاصات
عشر لك يا صاحبي ولي ولمن يريد أن يعيش بسلام ويرحل بسلام.

الخطوة الأولى: تجاوز العادات، فما وجدتُ حاجزا يمنع التغيير أقوى من
سلطة العادات. والعادات ليست كلها صحيحة وكثير من العادات ارث اجتماعي
ثقيل فرض عليك من تحب وكيف تحب وصنّف لك الأشياء والناس بل وحتى السلوك
في المواقف المتنوعة.

الخطوة الثانية: تخلّص من بعض القناعات التي كبّلت حريتك في التفكير
والتجريب. كثيرون وقتما تطلب منهم المشاركة في عمل تطوعي أو مبادرة
إنسانيّة يأتيك جوابهم المعلّب: أنا غير مقتنع بهذه وتلك. لا تجعل
القناعات الخادعة أقفاصا تأسر الروح والعقل.

الخطوة الثالثة: لا ترفع سقف الطموحات متجاوزا حدود القدرات. أعرف أناسا
طموحاتهم الكبرى تجاوزت مقدراتهم المهنيّة والعلميّة والفكريّة. هؤلاء
حالهم عجب وهم يسيرون نحو تطلعاتهم قليلا ثم ينكصون عند أول اختبار تعجز
عنه القدرات والإمكانات.

الخطوة الرابعة: احرص على اقتناص الفرص للخلوات والعزلة. فأنت حين تتأمل
حال بعض من حولك ستجد منهم من يعيش في زحام دائم لا يمنح نفسه وروحه لحظة
صفاء وسلام للتأمل والمراجعة.

الخطوة الخامسة: لا تضيّع الأوقات في الأمنيات والحسرات. عرفت صديقا كلما
رأى ناجحا علّق متحسرا متمنيا ثم لا يلبث أن يبدأ مسلسله المتكرّر في
التأفف والتبرّم شاكيا حظه وعدم إنصاف الناس له. صديقي هذا لم تتغيّر
لغته منذ أكثر من عشرين عاما فكيف تتغيّر أحواله.

الخطوة السادسة: النجاح ميدانه فسيح والناجحون الشرفاء شركاء. فلا تظنن
أن الناجح الذي سبقك سلبك حقك أو احتل مساحة هي لك. اعمل بجد وستجد فضاء
مفتوحا للإبداع والتألق.

الخطوة السابعة: الحياة رحلة وكل من تراهم يتراكضون ويتنافسون ويتباغضون
هم في الحقيقة مسافرون راحلون. وحتى تعيش أروع لحظات حياتك لا تفسد أجمل
أوقاتها في الحسد والانتقاص من هيئة وسلوك مسافر مخدوع في محطة مزدانة
فمهما طال واستطال ومهما كبر واستكبر سيأتيه يوم السفر وقد لا يجد حينها
وقتا للوداع.

الخطوة الثامنة: لا تنس حساب الثمن والقيمة في كل ما تفعل. وردّد العبارة
التي طالما رددتها عليك: “بئست الصفقة حينما يكون “ثمن” الصفقة أغلى من
“قيمتها”.

أي “قيمة” تعود حينما يكون “الثمن” شبابا لا يعود أو صحة لا تعوض أو
ضميرا لا يمكن استرداده.

الخطوة التاسعة: اقرأ التاريخ جيدا وستجد اسمك وصفتك.

اسال نفسك أين ذهب المتباغضون والمتآمرون والمتصارعون ممن ظنّوا أنّهم
صناّع التاريخ وساكنو صفحاته. ما أعدل التاريخ حينما يكتبه المنصفون.

الخطوة العاشرة: اسمع ولا تطع من يزيّن لك سوء عملك.

واسمع وأطع من حدّثك فأنصفك وأنصف منك.

المصدر: جريدة الرياض

السابق
دفاعا عن.. المقاومة
التالي
مجموعة من الناشطين أشادوا بمواقف قهوجي والحيادية التي يمارسها الجيش إزاء ما يجري خارج الحدود