جبران باسيل يحرّض الجيش ويرشقه.. ليساند حزب الله

الجيش اللبناني وجبران باسيل
في تصريح جديد لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يتهم الجيش اللبناني بالتقاعس ليبرر لحزب الله تورطه في الحرب السورية. فماذا صرّح؟ وهل يحق لوزير ولجزء من الحكومة الاساءة للدولة والمؤسسة العسكرية؟ وهل هذا التصريح يتنافى مع كونه وزيرا للخارجية؟

يبدو أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بحاجة لمن يذكره بين الحين والآخر أنه جزء من كيان الدولة اللبنانية، بل وانه كوزير الخارجية تقع عليه مسؤولية كبيرة بالشأن الدولي والإقليمي. لكن باسيل يتصرف ويصرّح يمينًا وشمالاً وكأنّه وزير لدى فريق واحد في هذا البلد، ولا يختلف بهذا عن سالفه الوزير الأسبق عدنان منصور الذي كان أيضًا “فاتح على حسابه”.

فقد صرّح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس أنه عندما تتقاعس القوة الرسمية المسلحة عن تحرير الأرض مثلما يحدث في عرسال، فيصبح واجب اللبنانيين انفسهم هو تحرير هذه الأرض، قائلاً: “شهدنا قيام لبنانيين بمواجهة الجماعات التكفيرية والتغلب عليهم، وذلك نتيجة تقاعس القوى الرسمية اللبنانية عن القيام بهذه المهمة (في إشارة إلى حزب الله)”.

شهدنا قيام لبنانيين بمواجهة الجماعات التكفيرية والتغلب عليهم، وذلك نتيجة تقاعس القوى الرسمية اللبنانية عن القيام بهذه المهمة

وتعقيبًا على ما جاء في تصريح باسيل قال الناشط السياسي مالك مروّة لـ”جنوبية”: “من الواضح أن جماعة عون والممانعة لا يعتبرون ان الدولة اللبنانية دولة جامعة بل يتعاملون مع الدولة كأنها لعبة.. وبالتسلط يعتبرون انهم قيمين عليها”.

ورداً على باسيل يقول: “على العكس، الدولة لا تتقاعس بل تحاول ما بوسعها”. واستغرب مروّة كيف لباسيل الذي يشكل جزء مهم من الدولة أن يتكلم عنها قائلاً إنّ “هذا التصريح غير مقبول فالقوة ستنتج كسرنا للحدود وبالتالي يمكن لهذه المجموعات الدخول إلى لبنان ماذا سنفعل حينها؟”.

وتساءل مروّة: “هل الوزير بالفعل يمثل دولته بكل تصريحاته؟”، مضيفًا: “هو يمثل ويتكلّم بإسم فريق في السلطة وهم بالتالي يحمّلون اللبنانيين تداعيات سلبية خطيرة جداّ للحرب التي انتجوها”.

هل الوزير بالفعل يمثل دولته بكل تصريحاته؟ أم أنّه يتكلّم بإسم فريق في السلطة

وفي سياقٍ متصل، تأسف عضو كتلة “المستقبل” النائب نضال طعمة في حديث لـ”جنوبية” أن “يصرّح وزير في الحكومة اللبنانية هكذا تصريح، في حال صحّ هذا الكلام فهو جزء من الحكومة وكان وزير لعدة لماذا لم يستقل بعد؟”.

كما اعتبر هذا التصريح ما هو الّا مسايرة بالمطلق لحزب الله وإعطاءهم تبرير، بالاضافة إلى كونها تبعًا للمصالح التي تربطهم ولكي يحافظ بالتالي على منصبه كوزير. كما تساءل “لماذا لم يطرح مسألة تقاعس الجيش اللبناني في مجلس الوزراء للمناقشته”.

وأكّد طعمة أنّ الجيش يقوم بواجبه على أكمل وجه مذكرا بأحداث الناعمة ولفت إلى انه قبل العام 2000 “صحيح لم يكن في دولة وكان هناك ضرورة للمقاومة التي كانت جامعة كلّ اللبنانيين. ولكن الآن يوجد دولة جامعة ولا يصح ان يكون باسيل جزء من الدولة ويتكلم على هذا النحو”.

هل ثقافة الموت موجودة فقط عند حزب الله، لماذا الجيش لا يقوم بواجبه اليس لأنه ينتظر القرار السياسي؟

بينما رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب يوسف خليل أن “كلام باسيل ناتج عن حرقة قلب وهو يعبر عن حال لسان المواطن اللبناني الذي يريد ان يدافع الجيش عن وطنه”. وقد وافق على تصريح باسيل ان حزب الله نتيجة تقاعس الجيش قائلا لـ”جنوبية”: “هل ثقافة الموت موجودة فقط عند حزب الله، لماذا الجيش لا يقوم بواجبه اليس لأنه ينتظر القرار السياسي؟”.

وأضاف: “على الجيش ان يقوم بواجبه تنفيذاً للعقيدة العسكرية وهي الدفاع عن الوطن وأن لا ينتظر القرار السياسي الذي يحول دون ذلك”.

أما فيما يخص هيبة الدولة قال خليل: “ليه في هيبة للدولة، ولو كان هناك هيبة لكان اجرت التعيينات وانجزت الاستحقاق الرئاسي”.

السابق
«وراثات مأزومة: جنبلاط – الجميل – فرنجية.. ووراثة انتحارية: الشيعة»
التالي
النص الكامل لمطالعة القاضي صقر في نقض الحكم على ميشال سماحة