محطات فضائية خليجية تعرض «حقيقة إيران»

السعودية ايران
بعدما تضررت ايران من المحطات الشيعية المتشددة عمدت الى اقفالها، وها هي السعودية اليوم تطلق العنان لمحطات اعلامية ضد ايران، فما هي مخاطر هذه المحطات على الداخل السعودي؟

عندما انكسرت الجرّة بين السعودية وايران، وباتت الحرب “عالمكشوف” وتموضع كل فريق في موقعه المخصص له بشكل علني. وانقسم بدوره الاعلام، وأطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بصفته الممثل الابرز للسياسية الايرانية في لبنان ليعلن وبشكل حاسم عن تمظهر الصراع العلني. انطلق الاعلام التابع لطرفي الصراع وملحقاتهما ودخلت وسائل الاعلام السعودية الدينية منها وغير الدينية في الحرب بشكل علني بعدما امضت سنوات وسنوات في تسترها ودبلوماسيتها الظاهرية على الاقل.

وكانت البداية مع قطر حيث بدأت منذ حوالي أربع سنوات حربها الشعواء ضد الاتجاه الايراني وحركته “التبشيرية” التي اطلقت عليها اسم “تشييع” السنّة، من خلال تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي وامام الازهر وغيرهم من علماء السنّة في مصر.

لكن بعدما اشتد الخلاف السعودي القطري اضطرت السعودية الى حمل لواء الدفاع عن السنة والهجوم على السياسة الايرانية من بوابة الاتهامات المذهبية في اسلوب معروف عنه انه الأسرع اشتعالا من النفط والغاز.

واليوم ورغم اقفال ايران للمحطات الشيعية على اراضيها قبل حوالي سنة تقريبا، والتي كان يدعمها الشيرازيون هناك. انطلقت حملة اعلامية مقابلة مدعومة من السعودية شارك فيها ما يزيد عن 40 محطة تلفزيونية، وقد اطلق على هذه الحملة اسم “حقيقة إيران”، وعمادها مجموعةٌ من الدعاة والمثقفين الخليجيين، يعملون في وقت واحد على تحذير ابناء العالمين العربي والإسلامي، من “خطورة نظام الملالي ودوره الإجرامي” بحسب ما نقلت بعض الوكالات على لسان أحد العلماء السنة المشهورين وهو عائض القرني.

والحملة الموجهة باتجاه “العدو الأول” للعرب، بدأت عبر قناتي “وصال”، و”صفا” المتشددتين. واللافت في هذه الحملة هو المستوى غير المسبوق من التحريض المذهبي الذي تشمئز منه الأذان من تشويه لعقائد الشيعة.

والسؤال الذي يفرض نفسه: ما هو مصير الشيعة الخليجيين داخل بلدانهم؟ وكيف تفلت السعودية “الملق” الاعلامي على غاربه وهذا الوحش الذي قد يفتك بها اولا كون بعض مواطنيها من الشيعة؟

وما هو مصير العلاقات البينية في ظل الاحتقان والخراب اليمني والسوري والعراقي واللبناني؟ واين ذهبت اللغة الدبلوماسية التي اعتمدتها السعودية لسنوات؟ ومن يعمل على استعار فوبيا جديدة تجتاح المنطقة يطلق عليها “الايرانوفوبيا”؟

السابق
قوى الامن توقف سوريا متهما بتصنيع وتهريب ‘حبوب الكبتاغون’
التالي
باسيل: على المؤسسة العسكرية والحكومة القيام بمسؤولياتهما في عرسال