هكذا تشرح المعارضة السورية أسباب تقدم «حزب الله» في جرود القلمون

“أضرب وانسحب” هذه هي السياسة التي تروّج لها المعارضة السورية في القلمون رداً على تقدم “حزب الله” والجيش السوري، وفي الوقت الذي أعلنت فيه القنوات الاعلامية نهار الأربعاء السيطرة على “تلة موسى” الاستراتيجية، كانت اليوم القنوات نفسها تتحدث عن “قصف للمقاومة يتركز على جبال تلة الباروح وسفوح تلة موسى في اتجاه جرود عرسال”، في مؤشر إلى مواصلة معارك الكر والفر.

سيناريوات المعركة

يروّج “حزب الله” لانتصار كبير بعد وصوله إلى أعلى التلة ورفعه علم الحزب بدلاً من العلم اللبناني (لتأكيد أن معركته حماية للبنان)، فيما المعارضة تضع الحرب في إطار “الاستنزاف وليس السيطرة”. واليوم انحصرت السيناريوات بـ:
أولاً: أن يكمل “حزب الله” عملية القضم المتدرج وبالتالي تتابع المعارضة عملية “الاستنزاف” بقتل المزيد من عناصره، وبالطبع تكبدها المزيد من الخسائر، وحصرها في بقعة جغرافية صغيرة.
ثانياً: أن يحمي “حزب الله” النقاط التي سيطر عليها ويبعد مقاتلي المعارضة من حولها، ويهدىء مستوى المعارك كمرحلة أولى وهذا ما يروّج له عبر الاعلام، وبالتالي عودة المعاركة إلى كمائن وعمليات عسكرية.
ثالثاً: رفع حجم الضغط من مقاتلي المعارضة واستعادة بعض النقاط وبالتالي استمرارا المعركة “كر وفر”.
رابعاً: دفع مقاتلي المعارضة نحو الانسحاب من الجرود باتجاه الرحيبة بناء على تسوية خارجية، خصوصاً في ظل غياب الدعم للمقاتلين.

سبب تراجع المعارضة
وإلى اليوم لا تزال التساؤلات تدور حول سبب تراجع المعارضة السريع، وتقول مصادرها: “حشدَ حزب الله  المزيد من المقاتلين من جهة القصير والبلدات اللبنانية وقصفَ بطريقة وحشية وبالتالي لا هم لدى “جيش الفتح” في المحافظة على النقاط بقدر هم استنزاف الحزب وتكبيده الخسائر”، مضيفة أن “دخول جيش الفتح في المعركة في مواجهة “داعش”، دفع “الفتح” إلى التراجع من بعض المناطق لانهاء المعركة مع “داعش” سريعاً وبالتالي العودة إلى المعركة مع حزب الله”.

ويقول الناشط السوري هشام الحاج علي لـ”النهار” ان “تراجع جيش الفتح عن بعض النقاط كان بسبب المعركة مع داعش وقتاله على جبهتين، ما أدى إلى تشتت قواه، والسبب الآخر يكمن في عدم تكافؤ موازين القوى مع “حزب الله” و”حركة أمل” و”الجيش السوري” والعناصر الأفغانية والفارسية سواء بالعدة أو العتاد، خصوصاً أن جرود القلمون  محاصرة منذ أكثر من سنة ولا يوجد طرق امداد، ويعتمد عناصر المعارضة على الغنائم من نقاط حزب الله والجيش السوري، فيما الاخيران يملكان المدرعات وسيارات الإسعاف والذخائر والعتاد ثقيل، فالحزب كان يستخدم مدافع من عيار 122- 130، وكان لديه 7 مرابط مدفعية تشارك في الغطاء الناري، إضافة إلى منصات صواريخ تم زرعها على الحدود بين بريتال إلى نحلة وباقي النقاط”.
بين “الكورنيت” و”الميلان”
وأضاف: “لا ننسى أيضاً الطيران الحربي السوري الذي كثف غاراته على الأرض والصواريخ المضادة للدروع من نوع “كورنيت” صاحب المدى الكبير وقوة التدمير المؤكدة، وجرى استخدامه بكثرة ضد الافراد ، في المقابل كان يملك جيش “الفتح” مضاد دروع بنوعية أقل من “الكورنيت” وهو “ميلان” الفرنسي، وبأعداد ليست كثيرة، واستخدم في المعركة، واعتمد على الرشاشات المتوسطة مثل 14.5 و12.5 والأسلحة الفردية الأخرى، ما يعني أن كفة السلاح راجحة لصالح حزب الله، ورغم ذلك حارب عناصر جيش الفتح وأوقعوا القتلى في صفوف الحزب”. وأكد أن “المعارك لا تزال مستمرة في جرد الجبة لكن بوتيرة أخف من الايام الماضية، كما هناك تقدم من جرد رأس المعرة باتجاه تلة موسى”.
وأعاد سبب غياب الضخ الاعلامي للمعارضة إلى أن “جبهة النصرة لها كلمة قوية في جيش الفتح وهي تعتمد على التعتيم الإعلامي، والسبب الآخر أن “الفتح” لا يريد اعطاء المعركة أكثر من حجمها”.
عمليات مستمرة
ويعلّق الناطق باسم تجمع “واعتمصوا بالله” زكريا الشامي على السيطرة على تلة موسى، قائلاً: “حتى اليوم لا تزال هناك عمليات كر وفر في بعض نقاط التلة، وأراد الحزب أن يروّج لانتصار من أجل التغطية على حجم خسائره أمام مناصريه”، كما شدد على أن “عمليات الكر والفر إلى الآن مستمرة في جرود الجبة وعسال الورد ورأس المعرة”، معيداً سبب “الانسحاب التكتيكي الذي يقوم به “الفتح” إلى القصف الوحشي الذي يستخدمه حزب الله في الايام الماضية في شتى انواع الاسلحة الثقيلة، ونعتمد في معركتنا على حرب العصابات”.
قلة الدعم
فيما أعادت بعض المراجع السبب في تراجع المعارضة إلى قلة الدعم إذا قال الدكتور عبد الله الميحسني عبر “تويتر”، وهو قريب من “الفتح”: “يعلن عن إنشاء جيش الفتح القلمون الذي يدق مسماراً قاتلاً في جسد إيران، فيهلل الناس ويكبرون ولا داعم لهم، فأين أمتنا عن خط دفاعها الأول والله لو تعلمون مايدفع الملالي في إيران لحسن نصر (…) لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، إذ بلغ شدة الدعم أن جنوده في القلمون يستخدمون (الكورنيت) قيمته١٥٠٠٠ دولار، لاستهداف الأفراد وهو معد لاستهداف الدبابات”، وأضاف: “كتبت هذه التغريدات حينما تواصلت معي إحدى غرف العمليات تشكو قلة الدعم، قلت: سأغرد معذرة إلى ربكم ولأقيم الحجة ولأحرض التجار”.

(النهار)

السابق
جعجع عرض الاضاع مع المشنوق
التالي
تفاصيل معارك «النصرة» و«داعش»: «خيانات» على وقع الحرب مع الحزب