تفاصيل معارك «النصرة» و«داعش»: «خيانات» على وقع الحرب مع الحزب

تتواصل المعارك بين “جيش الفتح” و”داعش” في الجرود، ويرجّح البعض إنهاء اسم التنظيم الأخير من القلمون الغربي خلال أيام، خصوصًا أن عديده لم يعد يتجاوز الـ 200 مقاتل.
وتروي مصادر سورية معارضة لـ”النهار” تفاصيل المعركة بين “جيش الفتح” وتنظيم “داعش” قائلة: “لم تشارك بداية داعش في المعركة مع “حزب الله”، وأعلنت للفصائل أن دعمها سيقتصر على تقديم الذخائر، وتزامن ذلك مع الاعلان عن “جيش الفتح” الذي تضمّن “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” وتجمّع “واعتصموا بالله” وباقي فصائل الجيش السوري الحر. هذا المكوّن الجديد اعتبرته داعش تهديداً لها ورفضت فكرة وجوده، وحاول التنظيم بقيادة أبو بلقيس البغدادي (الأمير العسكري للتنظيم في القلمون وأمير قاطع القلمون الغربي) افشال تكوين “جيش الفتح” لكنه لم ينجح”.

وأضافت: “في هذا الوقت من الجدال كانت المعارك تبلغ ذروتها في مع “حزب الله” في جرود عسال الورد، فحاول أبو بلقيس اشعال المعركة مع “النصرة” لحل “جيش الفتح” لكنه فشل في ذلك، فأرسل 50 مقاتلاً ليساندوا جيش الفتح، فوافق الأخير على ذلك بادخالهم أولاً إلى جرد عسال الورد، لكن القرار تغيّر سريعاً بسبب معرفة نوايا “داعش” الخبيثة وهي الغدر بالمقاتلين واجبارهم على البيعة وإلا فالموت، وعاد “جيش الفتح” ورفض دخولهم وقالوا لهم: حصنوا انتم مواقعكم وصدوا أي هجوم ونحن سنعالج الموضوع في مناطقنا ونواجه الحزب، لكن أبو بلقيس رفض هذا القرار، خصوصا أنه معروف بكرهه لـ”النصرة” منذ وصوله إلى الجرود”، مذكرة بأن “أبو بلقيس عراقي الجنسية من مواليد العام 1994 وليست لديه خبرة بالشأن العسكري”.
بين أبو مالك وأبو بلقيس
وتابعت: “تأزمت الأمور بين الطرفين وهاجمت “داعش” أحد حواجز “الفتح” وقطعت عليهم الطريق من جرد عرسال باتجاه مناطق الاشتباك مع الحزب، وقطعت عنهم المياه والطعام، وبات هناك تهديداً بحلّ “الفتح” واقتحام مقرّاته، فسارعت “النصرة” إلى الطلب من “داعش” إزالة الحواجز فرفضت، وبقيت الطريق مقفلة طوال يومين، وهاجم الدواعش حاجزًا آخر بين جرد عرسال في اتجاه جرد رأس المعرة، وكان أحد قادة الكتائب المحسوبة على “الجيش الحر” المعروف بالعمدة وهو قائد كتيبة أحرار معلولا قادماً باتجاه جرود عرسال، فأوقفه حاجز “داعش” مع اثنين من مرافقيه، وصادر أسلحتهم واقتادهم إلى أحد مقارّ “داعش” بحراسة شخصين اثنين من داعش، لكن استطاع العمدة الهروب ومهاجمة الحراس وقتلهم، كما كان في المكان سيارة مجهزة برشاش مضاد للطيران عيار 14.5، فاقتادوها إلى أمير “النصرة” أبو مالك التلي وشرحوا له ما حصل، فوجهت “داعش” التهمة للعمدة بالخيانة”.
“وبعد ساعات قليلة وصل أبو بلقيس إلى مقر أبو مالك التلي وطلب تسليمه العمدة لأنه قتل عناصر من “داعش” وأن تسليمه سيحقن الدماء، فرفض أبو مالك ذلك، فصعّد أبو بلقيس مهدداً بإسالة الدماء، وما هي إلا ساعات وعاد أبو بلقيس بـ 70 عنصراً لمهاجمة مقرّات النصرة والتلال المحيطة، فجاء الأمر رسمياً من ابو مالك بصدّ الهجوم، في وقت كانت لا تزال المعارك مع “حزب الله” عنيفة في جرد عسال الورد وبريتال، وفتح حينها “حزب الله” أكثر من جبهة وحاول الاقتحام من ثلاث جهات باتجاه عسال الورد”، بحسب المصادر التي تضيف: “استطاعت النصرة صدّ الهجوم وإيقاع قتلى وجرحى وأسر 34 مقاتلاً من داعش، واغتنام بعض الأسلحة الرشاشة والأسلحة الفردية والمتوسطة من داعش، وانسحب ابو بلقيس، وفي اليوم نفسه حصل تراجع على جبهة جرد عسال الورد”.

صغار السن مع “داعش”
وتقول: “عادت داعش بهجوم آخر فتمّ صدّه وقتل 3 أشخاص، وارتفع عدد الأسرى إلى 50، ولوحظ وجود صغار السن في صفوفهم 12 أو 13 سنة، وتمّ أسر أبو عبد الله العراقي وشرعي “داعش” أبو البراء، كما تحدثت معلومات عن اصابة أبو بلقيس، وفي اليوم التالي مع ساعات الصباح هاجمت “داعش” مراكز “الفتح”، وأقامت حواجز طيارة على الطرق المؤدية إلى جرد عرسال اللبنانية، وألقوا القبض على أربع عناصر من النصرة قرب جرد عرسال اللبنانية، وتمت تصفيتهم، فأعلن أبو مالك الهجوم عليهم في شكل كامل، وفي هذه الفترة تراجع جيش الفتح على جبهة عسال الورد وتقدّم على داعش، فسيطر على التلال وعلى طريق عرسال، وطردها من هناك وصدر البيان رسميًّا بمحاربتهم ودخلت وساطات كثيرة لحلّ النزاع، لكنها فشلت، إلى حين أعلن الفتح صباح الثلثاء الموافقة على هدنة بشروط”.

وتضيف المصادر: “تمثلت الشروط في إطلاق سراح الأسرى الـ70 مقابل وقف القتال معهم في شكل كامل مقابل ألا تعترض داعش أي أحد من جديد، وأن تسلم السلاح الذي صادرته من الجيش الحر سابقاً، التابعة لـ”الفوج الاول مغاوير” بقيادة عرابة ادريس وكتيبة المقنع وكتيبة المعتصم ادريس، ولواء احرار حمص بقيادة ابو عاطف، و”لواء واعدوا”، فتمت الموافقة مساء امس الثلثاء على الشروط على أن يتم التسليم صباح الاربعاء، لكن داعش خرقت الاتفاق وشنّت صباحاً هجوماً واسعاً على مقاتلي “الفتح”، فأمر أبو مالك بالهجوم على مقارّهم”.
النتائج ومكان المعارك
أما النتائج فهي “طرد داعش من جرود عرسال اللبنانية، وتحديداً من منطقة الرهوة وشبيب والعجرم، وهي مناطق كانت مشتركة لكل الفصائل، وتبعد نحو 2 كلم ونصف عن مواقع الجيش اللبناني، لكن داعش أغلقتها مع بدء المعارك، وعاد الفتح وانهى هذا الأمر وقتل 4 من داعش كانوا هناك وأحدهم يدعى أبو نمر المهيني، لتنطلق المعارك إلى مناطق “داعش”، إذ استطاع “الفتح” السيطرة على جرد الزمراني التابع لبلدة جريجير السورية القريبة وانتقلت المعارك إلى جرد بلدة قارة في وادي ميرا ومرطبيا، لتتحوّل جرود عرسال إلى منطقة خالية من الدواعش، وبات التنظيم محاصراً في جرد قارة، وكانت الخلاصة مقتل 11 عنصراً وجرح العشرات وأسر 70 مقاتلاً من داعش”. أما عن عدد عناصر “داعش”، فتؤكد المصادر أنها “لم تكن تتجاوز الـ 450 مقاتلاً، وخسرت نحو 100 شخص بين قتيل وأسير، كما ‏هناك من رفض القتال ومن انشقّ لينضمّ إلى “الفتح” ولم يعد عددها يتجاوز الـ 200 عنصر”.‏
حياد “واعتمصوا بالله”
ورغم مسارعة تجمع “واعتصموا بالله” الى إصدار بيان يعلن فيه الحياد، تؤكّد المصادر أن “المعركة أتت باسم قيادة جيش الفتح التي انضمّ لها التجمع”، موضحة أن “واعتصموا خاف من تقدم داعش، ولعبوا على الحبلين، بأنهم جزء من فتح وقاتلوا إلى جانب الفصائل ضد حزب الله، وثانياً انهم أعلنوا الحياد في حال فازت داعش”.
فيما يؤكد الناطق باسم تجمع “واعتصموا بالله” زكريا الشامي لـ”النهار” أن وقوف التجمع على الحياد “لا يضر بوحدة جيش الفتح ونحن يد واحدة مع الفصائل”، موضحاً أن “تحييدنا عن اقتتال داعش ليس رفضاً له، يأتي ببسبب محاولة الوصول إلى تهدئة بين الفصائل، فلا نريد لحزب الله وغيره الصيد في الماء العكر، ومنذ بدء الثورة وهذا موقفنا، فنحن لم نعلم حقيقة الاختلاف بين النصرة و”الدولة”، فلما لا نحكّم العقل في هذه المرحلة الحساسة وننهي “حزب الله” في القلمون وفي الوقت نفسه نصلح بين الافرقاء”، مشدداً على أن “التجمع لا يزال مع النصرة ولن نتخلى عنهم و”الفتح” كيان يوحدنا”.

(النهار)

السابق
هكذا تشرح المعارضة السورية أسباب تقدم «حزب الله» في جرود القلمون
التالي
بالصور: هل اعتنقت ليندسي لوهان الإسلام؟