الحكم على ميشال سماحة يقول للسنّة: إذهبوا إلى داعش كلّكم.. وفوراً

"براءة" ميشال سماحة ليس هدفها "إخراجه" من السجن، بل الأرجح أنّها ستؤدّي إلى قتله، وإلى زيادة منسوب التطرّف في لبنان. لأنّ من يقاتل "الجيش الحرّ" ويرتاح لوجود "داعش" في سوريا يبدو أنّه قرّر "دعشنة" السنّة في لبنان والقضاء على "الاعتدال" السنّي في بيروت. ويبدو أنّه على الطريق الصحيح.

ماذا يقول الحكم على ميشال سماحة بأربع سنوات ونصف السنة فقط، واقتراب موعد خروجه إلى الحريّة؟ وهل هو “تسديد دين” من بقايا النظام السوري في المؤسسات القضائية اللبنانية إلى سماحة، حليف سوريا الأسد حتّى اللحظة الأخيرة؟

بالطبع في قضية كبيرة وحسّاسة كهذه لا بدّ أنّ من أصدر الحكم، ومن أوحى له، ومن نصحه، أو طلب منه، أو ضغط عليه، يعرف أنّه سيكون هناك تداعيات شعبية في الرأي العام اللبناني.

هناك احتمال كبير أن يكون “إخراج سماحة” من السجن هو تمهيد لقتله. فالنظام الذي يشغّله لا يحمي صبيانه بل يتخلّص حتّى من أبنائه حين يصيرون عبئاً عليه. ورستم غزالة لناظره قريب.

لكنّ الهدف الأكبر لإخراج سماحة من السجن هو إحراج قوى 14 آذار أمام جمهورها، خصوصا في ملفّ الموقوفين الإسلاميين السنّة في سجن رومية، الذين هناك العشرات منهم بلا محاكمة منذ سنوات طويلة.

فماذا يقول الحكم بحقّ سماحة لهؤلاء ولعائلاتهم وأصدقائهم وأقاربهم؟ ألا يقول لهم إنّه لا مكان لهم في “النظام” اللبناني، وأنّ القانون بيد حلفاء سورية في لبنان، وأنّ الخروج على القانون والكفر بالنظام اللبناني لم يعد خياراَ أو ترفاً بل صار ضرورة وواجباً.

قبل أشهر جنّد إعلام 8 آذار ماكيناته كلّها لقطع الطريق على أيّ تسوية تخرج الفنان فضل شاكر من لبنان أو تعطيه البراءة من “دم” الجيش اللبناني. فقط لأنّه صرّح عن قتلى حزب الله، بالفيديو، فوصفهم بأنّهم “فطايس” وليس “قتلى” أو “شهداء”. وهو بالطبع أخطأ في أمكنة كثيرة. لكن ماذا تقول “تبرأة” سماحة والتضييق على شاكر؟

ألا يقول هذا لـ”السّنة”: إذهبوا إلى “داعش” و”النصرة” ولا تنظروا وراءكم.

ألا يقول هذا لـ”السّنة”: آل الحريري لا يستطيعون حمايتكم من حزب الله وحلفائه؟

ألا يقول هذا لـ”السنّة”: تطرّفوا، أكفروا بالنظام اللبناني، وحاربوا الجيش؟

“براءة” ميشال سماحة ليس هدفها “إخراجه” من السجن، بل الأرجح أنّها ستؤدّي إلى قتله، وإلى زيادة منسوب التطرّف في لبنان. لأنّ من يقاتل “الجيش الحرّ” ويرتاح لوجود “داعش” في سوريا يبدو أنّه قرّر “دعشنة” السنّة في لبنان والقضاء على “الاعتدال” السنّي في بيروت. ويبدو أنّه على الطريق الصحيح.

 

السابق
هل تُخلي «التمييز» سبيل ميشال سماحة قريباً؟
التالي
جنبلاط عبر«تويتر»: حكم المحكمة العسكرية في قضية ميشال سماحة يشرع الاغتيال والتفجير