الحريري يلتقي لافروف: نتطلع إلى دور روسي أكبر

سعد الحريري

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : بيروت كانت أمس على موعد مع نكبتين وطنيتين. الأولى رئاسية مستمرة تعطيلاً وتأجيلاً لجلسات الانتخاب مع تمكّن خاطفي النصاب من إحراز إرجاء جديد في مرمى الاستحقاق إلى الثالث من حزيران المقبل، بينما أتت الأخرى قضائية فضائحية تصبّ الزيت على متفجرات الإرهابي المدان بالجرم المشهود ميشال سماحة، وهو ما تجلى بالحكم التخفيفي المريب الذي أصدرته المحكمة العسكرية بحق سماحة وسرعان ما أشعلت فتائله جملة ردود وطنية وعدلية مستنكرة. ومن موسكو، واكب الرئيس سعد الحريري المستجدات المحلية على هامش زيارته روسيا فتابع قضية الحكم العسكري المتسامح مع الإرهابي سماحة في اتصالين هاتفيين مع وزيري العدل أشرف ريفي والداخلية نهاد المشنوق مبدياً استنكاره “هذه الفضيحة الأخلاقية والوطنية”، بينما كان الهمّ الرئاسي قد حضر على طاولة محادثاته مع المسؤولين الروس والتي استهلها أمس بلقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف تناولا خلاله التحديات والمخاطر الأمنية المحدقة بالساحة اللبنانية، وسط تجديد الحريري التأكيد في هذا المجال على أهمية حياد لبنان وضمان استقراره في مواجهة الإرهاب المستشري في المحيط، معرباً في الوقت عينه عن تطلعه إلى “دور روسي أكبر في المنطقة”.
وإثر اجتماعه والوفد المرافق على مدى ساعة مع لافروف وممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ورئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية سيرغي فيرشينين ومدير قسم لبنان وسوريا في الخارجية أندريه بانوف، وصف الحريري الاجتماع بـ”المثمر”، موضحاً أنه استعرض التحديات التي يواجهها لبنان والتدخلات الجارية لمحاولة إقحامه في المشاكل السورية بالإضافة إلى مناقشة أوضاع سوريا والمنطقة. وأضاف: “نحن جميعاً متحدون في محاربة الإرهاب وفي الوقت نفسه نعمل على ضرورة إيجاد حلّ للأزمة السورية إنطلاقاً من مصلحة لبنان والمنطقة”.
ورداً على سؤال، استغرب الحريري تعامي “حزب الله” عن الحقيقة الكامنة في كون التدخل العربي في اليمن “أتى بإجماع عربي بناءً على طلب الرئيس اليمني” بينما الحزب نفسه “اتخذ قرار الدخول إلى سوريا منفرداً والقتال مع النظام ضد الشعب السوري” بخلاف إرادة اللبنانيين مدخلاً بذلك لبنان في “مرحلة خطرة جداً”.
وعن الملف الرئاسي، أشار الحريري إلى أنه “لمس اهتماماً روسياً كبيراً” بهذا الملف، مؤكداً أنه “سيكون هناك عمل واتصالات من قبل المسؤولين الروس في محاولة لإنهاء الفراغ” الرئاسي، وقال في معرض التشديد على وجوب الوصول إلى رئيس توافقي للجمهورية: “نحن كقوى 14 آذار قبلنا أن يكون هناك توافق على انتخاب الرئيس، ولكن التعنّت أتى من قبل قوى 8 آذار”، وأردف: “نحن جميعاً شركاء في الوطن ولسنا ضد أحد، ولكن إذا كان هناك مرشح لكل فريق ولم نتوافق على انتخاب هذا أو ذاك، فيجب أن نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية لأنّ لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة أو بهكذا نوع من الاصطفافات”.
وكان لافروف قد أكد في بداية الاجتماع أنّ “روسيا لا تزال تقف بثبات إلى جانب سيادة لبنان وسلامة أراضيه وعمل مؤسسات الدولة”، مع إشارته إلى أنّ بلاده تأخذ بعين الاعتبار “التطورات الجارية في الدول المحيطة والمجاورة وتتابع ما يجري في المنطقة”.

السابق
الحكم على سماحة يُشعل اشتباكاً داخلياً
التالي
اتصل بريفي والمشنوق معتبراً الحكم على سماحة «فضيحة أخلاقية ووطنية»