احمد الحريري: من اغتال رفيق الحريري في لبنان يغتال نفسه اليوم في المنطقة

نظمت منسقية جبل لبنان الجنوبي في تيار “المستقبل”، حفلا تأبينيا للوزير المفوض في جامعة الدول العربية محمد أحمد حسين، لمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته، في خلية مسجد بلدته كترمايا، برعاية الأمين العام للتيار أحمد الحريري.

حضر الحفل اضافة الى الحريري، النائب محمد الحجار، رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر ممثلا النائب علاء الدين ترو، رئيس بلدية دلهون علي ابو علي ممثلا الوزير السابق ناجي البستاني، الرئيس السابق لمعهد الدروس القضائية القاضي شبيب مقلد، مفتي ادلب الشيخ محمد دلال، عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الشيخ رئيف عبد الله، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور، الامين العام المساعد لتيار “المستقبل” بسام عبد الملك، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي محمد الكجك، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب سليم السيد، رئيس مجلس محافظة جبل لبنان في الجماعة الاسلامية محمد قداح، المسؤول السياسي عمر سراج، مدير الادارة والمال في تيار “المستقبل” وليد سرحال وقضاة وفاعليات وشخصيات ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات تربوية وجمعيات واندية عائلة الفقيد وحشد من اهالي كترمايا.

قاسم

استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني بعدها تم عرض شريط وثائقي عن الراحل، وألقى رئيس بلدية كترمايا بلال قاسم كلمة رثى فيها الراحل، مشيرا الى انه “كان علما من اعلام الفكر والاخلاق ومرجعا في القانون والتشريع ومشعلا من العلم والمعرفة، وموسوعة في الثقافة والحكمة”، لافتا الى انه “حمل تاريخ لبنان بين المشرقيين ومشى فلا عجب ان يجتمع ألم الغياب وجرح الحاجة اليه، حتى غدا في تاريخ جامعة الدول العربية مثالا على مر التاريخ”، متحدثا عن مسيرته حيث تبوأ أرفع الاوسمة من مختلف بلاد العالم ليعلو ويرفرف اسم لبنان معه عاليا كما اراد ليكون هو الوسام الرفيع لبلدته كترمايا الذي علق على صدر كل شريف فيها الى رحاب الوطن اجمع”، معددا مزايا الراحل ومآثره.

الحاج

ثم تلت مديرة ثانوية شحيم الرسمية آمنة الحاج كلمة ممثل وزارة عدل المملكة المغربية رئيس التفتيش القضائي ادريس الادريسي بشر، فقالت: “من رباط الفتح عاصمة المغرب الذي أعطيته حبا، فأعطاك أحباء. وبقلب خاشع أبعث هذه الكلمة المعبرة، مستوحيا بمناسبة هذا الحفل التأبيني المهيب قول الحق سبحانه وتعالى:” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا”.

وأضاف: “انه لمصاب جلل. وخسارة كبرى، ان نفتقد عزيزا فجأة وقد كان ملأ السمع والبصر لدينا، وانه لرزء جسيم ان يفارقنا اخ غال وعزيز، وعلم من اعلام القانون على المستوى العربي، ورمز من الرموز المشعة بالفكر والعطاء، ورجل كرس حياته لخدمة العدالة ومبادئ الحق والانصاف، ان على مستوى المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، او على مستوى الجامعة العربية، وذلك سواء من الرباط او القاهرة وصولا الى بيروت”.

وتابعت الحاج: “كان رمزا من دعاة الحق، أدى رسالته كمدير قانوني بكل مسؤولية والتزام، بعزيمة صادقة وهمة عالية وعقل راجح. اجل ان نعي الدكتور محمد حسين اهتزت له نفوس كل الذين عرفوه واحتكوا به في بلده الثاني المغرب. لقد جمعني به بالاضافة الى الصداقة الوطيدة، العمل العربي المشترك على صعيد المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، ووقفت على كفاءته واقتداره فكان اهلا لما عرف عنه من اخلاص واحترافية، وكان لفكره التنظيمي وابداعه الاداري، وملكته القانونية الاثر البالغ الذي ساهم في اشعاع بريق هذا المركز على المستوى العربي او الدولي”.

وختم بالقول: “اننا محزونون يا محمد على فراقك، واننا لنشهد انك ممن قضى نحبه وما بدلوا تبديلا. رحمك الله وادخلكم فسيح جناته، وكتب لك الاجر عن اعمالك، وألهم اسرتك الصغيرة وعلى رأسها السيدة الفاضلة ناهد وبناتك المصونات والاسرة القانونية والقضائية العربية فيفقدانك، الصبر والسلوان، انه سميع مجيب وانا لله وانا اليه راجعون”.

عبدالله

ثم القى القاضي جمال عبد الله كلمة اصدقاء الراحل، فقال: “جميل ان نجتمع اليوم معا لنكرم من يستحق التكريم، وشكرا وعرفانا لكل من بادر وساهم في هذا الجمع، لكنها حزينة هذه المناسبة، وقد رحل عنا من اجتمعنا لأجله. ليس غريبا ان نكرم الدكتور محمد حسين، فقد اعتاد هذا الرجل الاستثنائي التكريم تلو التكريم، وكان موطنه تلك الجنة الخضراء من الاشجار العالية المثمرة بالنجاحات، المكللة بالدماثة والخلق الحسن، كان من خانة الرجال الكبار، وكان صاحب الفكر المتميز والقدر الكبير”.

واضاف: “نتحدث اليوم عن رمز شامخ كرمته كل العواصم العربية بدروع وشهادات تقدير لم ار من رجال القانون من نال مثيلاتها. الدكتور محمد حسين القانوني الكبير الأب عظيم، الرجل الذي كان يؤتى اليه من أقاصي الدنيا، فحيث كان ترتدي الجبات مواقعها، وهو من خانة الرجال اصحاب العقول الكبيرة التي تتخطى معايير الزمان والمكان”.

الحريري

ثم تحدث راعي الحفل، فقال: “الدكتور محمد حسين، هو ذاك السياسي الذي نتعلم من تجربته معنى السياسة، ابن الاقليم الذي نتعلم منه معنى الوفاء للرجال الكبار، ابن كترمايا التي تجمعنا اليوم في ذكراه الطيبة، بعدما رفع رأسها ورأسنا في كثير من المحافل القضائية في لبنان والعالم العربي، هو ذلك الرجل الذي رأيت فيه قدوة لنا كشباب، كي نكون على قدر المسؤولية، ونعطي الوطن من دون أن نسأل”.

وأضاف: “الدكتور محمد حسين هو الذي نعزي أنفسنا برحيله قبل أن نعزيكم، هو العزيز – الحكيم – المتواضع الذي سنفتقد رؤيته في زمن صعب نحن بأمس الحاجة فيه لأمثاله، من المثقفين والرؤيويين والمبادرين لكل ما فيه خير لبنان والأمة العربية جمعاء، كيف لا وهو “المبادر” إلى طرح فكرة نقل أول مكتب لجامعة الدول العربية إلى لبنان، هو صورة لبنان المحفورة بحروف من ذهب في تاريخ جامعة الدول العربية التي لن تنسى من أعطاها وأسس بعض منظماتها وعمل جاهدا لتطويرها إيمانا منه بأن لا قيامة للعرب من دون وحدة شاملة وأن لا مستقبل لهم من دون أن يحزموا أمرهم ويكونوا يدا واحدة”

وقال: “لا شك أن الراحل سعيد اليوم حيث هو في دنيا الحق يتابع من عليائه زمن الحزم العربي وعودة المحور العربي إلى لعب دوره الوازن إقليميا ودوليا بقيادة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وكل دول الاعتدال العربي.
يقول الدكتور محمد حسين في كتابه “وفاء وطن”: “الوفاء للوطن الذي ورثته عن أسلافي وترعرعت فيه وأهلي، سأحرص على أن يحيا به خلفي، حتم علي باستمرار أن أكون حريصا كل الحرص لبذل كل ما بوسعي وتجنيد كل إمكانياتي المتواضعة لأتقدم من الوطن الذي انتمي إليه، بعمل يساهم في تقدمه بين الدول. وللأمانة أقول قرأت في كتاب الراحل “وفاء وطن” ما أقرأه كل يوم في كتاب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن الوفاء للوطن.
وجدت في دراساته الكثيرة عن المحاكم والقضاء ما أبحث عنه في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من عدالة تنصف رفيق الحريري وكل الشهداء بعيدا عن أي ثأر أو انتقام تعلمت من مساهماته في بناء المنظمات العربية وتطويرها ما أسعى إليه من مساهمات في بناء تيار المستقبل وتطويره مثلي مثل كل الأوفياء المؤمنين بإكمال مسيرة رفيق الحريري مع دولة الرئيس سعد الحريري”.

وتطرق الحريري الى الشأن السياسي، فقال: “منذ زمن والاقنعة تسقط عن المشاريع التي تقامر بوطننا وتبيع عروبتنا والأخطر ما اتضح من كونها مشاريع تتقاطع مصالحها مع مشروع “داعش” في ضرب الهوية العربية وتدمير ثقافتها وبناء أمجاد “الخلافة” و”الولاية” على أنقاضها، كونوا على ثقة ان المشاريع على أشكالها تقع، سقوط المشروع الايراني في اليمن هو مقدمة لسقوط بشار الأسد في سوريا بعدما سقط “حزب الله” في لبنان والمنطقة وبالتالي هو عنوان سقوط مشروع “داعش” باعتباره صناعة إيرانية – أسدية”.

وتابع: “قبل يومين أطل البعض يبحث في كلمات الوهم عن انتصار إلهي لم يتحقق في العراق وما كان ليكون في اليمن ولن يكون في سوريا جل ما حققه هنا وهناك هو القتل والخراب وتدمير المجتمعات بالفتن والسلاح، نصيحتنا لهم أن زمن الانتصارات الالهية ولى، عودوا إلى الرشد، عودوا إلى لبنان كي نحميه من خطر الانهيار الذي تأخذونه إليه، بكل ضمير مرتاح أقول من اغتال رفيق الحريري في لبنان يغتال نفسه اليوم في المنطقة”.

وختم الحريري: “عائلة الراحل، أهلي في كترمايا، وفي كل الاقليم، رحم الله “عمي” محمد أحمد حسين، ما يعزينا برحيله أنه ترك لنا هذه العائلة الطيبة التي نعتز بها، ترك لناالسيدة ناهد وهند، رشا، سهام وندى، وما يعزينا أنه ترك لنا هذه العائلة الكبيرة من الاقارب والمحبين في كترمايا وكل الاقليم والذين أرى في كل واحد منهم أخا عزيزا ورفيق درب لإكمال المسيرة التي كان الراحل أمينا عليها”.

حسين

وختاما، القت كلمة عائلة الراحل كريمته هند حسين فأشارت الى حب والدها لبلدته كترمايا “بكل صدق وشموخ وافتخر بها على الرغم من انه عاش سنوات عمره في بلاد الغربة”، لافتة الى انها “تعودت ان يكون الراحل المحاضر وهي المستمعة، ولكن اليوم اقف مكانك”، مؤكدة انه “كان صديقا وليس ابا عاديا وكان الاخ والملهم”.

ثم تلت وصية الراحل التي وجدت على جهازه الخاص (الكومبيوتر) والتي كان كتبها بتاريخ 10/1/2015، شاكرة كل من أسهم في هذا التكريم والتأبين لوالدها.

بعدها سلم الحريري درعا لشقيق الراحل وعقيلته ناهد سوسان.

(الوطنية)

السابق
بالصور: كيم كارداشيان تتعرض لموقف محرج أمام الجميع
التالي
قتل عائلته.. واعترف بذلك على الفايسبوك