كما للدولة عين ساهرة كذلك للمطلوبين بالضاحية

جميل أن تستيقظ صباحاً وتجد منطقة برج البراجنة من عين السكّة إلى مسجد الرسول الأعظم على طريق المطار، مروراً بالزواريب المحيطة بمخيم البرج، ضمنها ما يُعرف بـ”حي الجورة”، أحد أهم أوكار المطلوبين وتجار المخدرات، محاطة بقوى الجيش اللبناني، بكامل عديدها وعتادها… تشعر بأمان لا يوصف.
وقفت قليلاً مستفسراً عمّا يجري، وأنا أعلم أن الخطة الأمنية في الضاحية قد بدأت، فأُجبت بأن عناصر الأمن يداهمون مطلوبين. وقفت قليلاً. فكّرت بصوت منخفض، وأنا على علم مسبق أنه بمجرّد أن يطلّ أول جندي لبنانيّ من بعيد سيعلم الجميع أنهم في طريقهم لمداهمة أحد ما، فكما أنّ للدولة عينٌ ساهرة، كذلك للمطلوبين عيون ساهرة أيضاً.
فضلاً عن أن المطلوبين في هذه الساعة الصباحية لم يحن الوقت بعد لعودتهم من المهمات التجارية أو السهرات. ولهذا، رغم روعة المشهد بوجود الجيش داخل البرج والشعور بالأمن والأمان، إلا أن المداهمين يخرجون من البرج وسلّتهم فارغة. لذا يستحسن أن تختار الدولة الوقت المناسب للمداهمة علّ قواتها تظفر بالغنيمة المطلوبة، ويعمّ الأمن والأمان في هذه المنطقة.

السابق
القلمون في الضاحية: إنتشار أمني وتطويق مستشفيات ليل أمس
التالي
توقيف مطلوب و3 اشخاص لحيازتهم مخدرات وعراقي في الضاحية