الديار: الجيش السوري وحزب الله سيطرا على كامل «القلمون الوسطى»

حزب الله

كتبت صحيفة “الديار” تقول : نجح الجيش العربي السوري وحزب الله في تحقيق انجازات كبرى في جرود القلمون، من خلال عملية عسكرية واسعة، مع تأكيد مصادر ميدانية ان هذا الانجاز لا يتعلق بالعملية الكبرى.
وقد تمكن مقاتلو الجيش العربي السوري وحزب الله، وبعد رصد دقيق، من الوصول الى جرود عسال الورد من الجهتين اللبنانية والسورية وطرد المسلحين منها، وربط جرود عسال الورد والجبة السوريتين بجرود بريتال اللبنانية. كما تم فصل جرود عرسال اللبنانية من منطقة الزبداني السورية وسرغايا ومضايا. وحسب المعلومات فان هذه العملية تمت بنجاح ومن دون خسائر.
وقد تمت السيطرة في عملية امس على مساحات واسعة من الجانبين اللبناني والسوري بلغت اكثر من 100 كلم مربع، وتضمنت عشرات التلال والمغاور والمواقع والنقاط العسكرية والمعسكرات التي شكلت ملاذاً للمسلحين، كما تمت السيطرة على النقاط الآتية: ضهر الوعرة الشمالية، مشروع الخضار الفوقاني، حرف البتراء، حرف زند التنور، مرتفع الوشن، فيع الديشارة، حرف وادي الصغير، جبل المنار، مشروع الخضار التحتاني، حرف الدفرات، فيع الخمرة، رام الحلاقين الغربي والشرقي، مشروع الموادين، حرف الديشارة، مجموعة تلال قرنة النحلة، حرف الوسطاني، فيع شعب الجماعة، ضهر العريض وفيع العريض، عقبة صالح، وادي الكنيسة ومرتفع وادي المغارة.

 

ـ نتائج العملية ـ

 

وقد تمكن تحقيق الجيش السوري وحلفاؤه من خلال معارك امس من تحقيق الامور الآتية:
– وضع حد لمسلسل الاستنزاف من المسلحين وابعادهم عن بعض المناطق الاستراتيجية.
– ربط جرود عسال الورد والجبة السورية بمثلث الطفيل وجرود بريتال.
– السيطرة الكاملة على تلال استراتيجية وتحديداً تلة النحلة وتلال فيع وشعب الجماعة وتلال قرنا.
– تدمير المواقع المتقدمة للمسلحين في السلسلة الشرقية.
– تضييق الخناق على المجال الحيوي للمسلحين.
وتثبيت نقاط متقدمة في مواجهة هؤلاء التكفيريين ورسم خطوط جديدة للمواجهة من جرود رأس المعرة الى جرود الطفيل.
– السيطرة على منطقة القلمون الوسطى.
– تأمين المزيد من الحماية للقرى اللبنانية المحاذية للجرود وكذلك للقرى السورية.
الانتصار الذي حققه الجيش السوري وحزب الله ادى الى تغيير ميداني في موازين القوى في المنطقة وادت العملية الى قطع طرق امداد المسلحين والسيطرة بالنار على معظم مواقعهم الاساسية .وبالتالي فان الجيش اللبناني مع الجيش السوري وحزب الله اصبحوا مسيطرين ميدانياً وبالنار على كامل الجرود، وباتت تحركات المسلحين مكشوفة.
اما جبهة النصرة فاعلنت انها صدت الهجمات واوقعت في صفوف الجيش السوري وحزب الله العديد من المقاتلين.

 

ـ الوقائع الميدانية ـ
وكتب الزميل حسين درويش من البقاع التقرير الآتي:
تتوجه انظار البقاعيين نحو السلسلة الشرقية في عيون شاخصة الى ما وراء السلسلة، بعد منطقة إجر الحرف فوق بريتال على مشارف طفيل وعين الساعة المطلة غرباً على بعلبك وشرقاً على عسال الورد وبساتينها ،حيث يتحصن قياديو “النصرة” والكتائب الاسلامية وما تبقى من الجيش الحر. وتمر الثواني والاخبار تتلاحق والكل يسأل “كيف الوضع بالجرد” هل بدأت العملية العسكرية لتحرير القلمون السوري من بقايا مسلحين فروا من القصير بعد سقوطها عبر طريق القاع النعمات رأس بعلبك عرسال؟
من عسال الورد الجبة طفيل التي دخلها الجيش السوري مع الاشهر الاولى من العام الماضي، تمركز المسلحين في بساتينها ومزارعها، وخرائبها في مناطق وادي الصهريج ووادي الوشل، وخشعات طفيل بين وادي الوشل والصهريج حيث تحصنت مجموعات مسلحة بأحدث انواع الاسلحة في خط متواصل يمتد الى عرسال، شمالاً والزبداني جنوباً قبل ان يقطع اوصاله الجيش السوري وحزب الله في الاشهر الاولى من العام الماضي.
وفي الساعات الاربع والعشرين الماضية تمكن الجيش السوري وحزب الله من الانتشار الميداني على السلسلة الشرقية في عمليات قضم عسكرية ممنهجة تدريجيا لتلال ومواقع ومراكز ومقرات المسلحين الاستراتيجية على السلسلة الشرقية في مناطق عسال الورد والجبة السوريتين الموازيتين لجرود بريتال وطفيل اللبنانية وبعد تمكنهما من السيطرة على تلال خربة النحلة الاستراتيجية المشرفة على عسال الورد عسكرياً وشرق جرود بريتال واكتشافهما معملاً للعبوات الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة، بدأ السؤال يطرح: هل بدأت العملية العسكرية في القلمون وجرود السلسلة الشرقية وما هي تداعياتها على المنطقة اقتصاديا؟
الردّ كان من الجبهة ان لا عملية عسكرية شاملة في القلمون انما استئصال موضعي لمرض مزمن عمره اكثر من ثلاث سنوات في خطط عسكرية تعتمد على الكثافة النارية والقصف الصاروخي والمدفعي المركز لاحتلال التلال والمراكز وتدمير التحصينات، لأن لأي عملية عسكرية تداعياتها الميدانية والانسانية، والاقتصادية على المنطقة وبالتالي في عمليات الاستئصال هذه وبما يمكن للمواطن البقاعي من تقبلها على دفعات من خلال الترجمة الميدانية على الارض.
وهذا التفسير لما قاله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بأننا لن نعلن عن عملية عسكرية، فالعملية العسكرية موجودة لكنها ليست شاملة ولن تأتي دفعة واحدة “لن نعلن عنها ولكن سنعلن عن نهايتها”.
فمنذ اسبوع كانت منطقة البقاع متخوفة من بدء المعركة وتداعياتها على المنطقة عسكرياً واقتصادياً. اما اليوم، وبعد الانتصارات الميدانية التي حققها حزب الله، بدأت تسود حالة من الارتياح التدريجي، رغم الوضع الاقتصادي الصعب والمرير الذي تعيشه المنطقة، بعد تلف ارزاقها ومواسمها ومحاصيلها الزراعية بسبب الصقيع.
اما في الواقع الميداني بعد ذوبان الثلوج الا من بعض الخطوط المتبقية التي تدل على مواقع بلدات طفيل اللبنانية وعسال الورد السورية من سهل بعلبك وقرى المحافظة، فلقد تمكن حزب الله والجيش السوري في هجوم منفصل لكل منهما، ولكن بتنسيق كامل من الاراضي السورية من الجهة المقابلة والاراضي اللبنانية لناحية سهل البقاع، من السيطرة على تلال خربة النحلة، وقبع شُعب الجماعة بين جرود طفيل وعسال الورد، ومن تدمير مدفع من عيار 120 ملم وقتل كامل طاقمه.

 

 

وعرف من قتلى النصرة خلال المواجهات مسؤول “جبهة النصرة” في الجبة المدعو “ابو وديع” مسؤول كتيبة الصقور المحمدية ابو فاطمة، المسؤولان عن العمليات العسكرية في رأس المعرّة ابو بدر وابو فرج العمري، وبعد تلقي المجموعات المسلحة للنصرة والالوية والكتائب الاسلامية ضربات متتالية وموجعة استمرت حتى ظهر يوم أمس، ما استدعى أبو مالك التلي امير جبهة النصرة في القلمون الذي يحتجز العسكريين اللبنانيين منذ 2 آب الماضي، الى عزل بعض قاداته الميدانيين وتسليم القيادة الجديدة، الى ابو الياس الذي تعرض لنكسة جديدة قبل أقل من 24 ساعة على تسلمة مسؤولية الامارة العسكرية.
وبعد الهزائم المتتالية والجديدة سادت حالة من الارباك صفوف هذه الجماعات التي تشتت وفرت الى أكثر من اتجاه شمالاً وجنوباً، لتشكل حالة من الارباك والخروقات المتوقعة من قبل الجيش اللبناني على الحدود، والسوري من المقلب الآخر في مناطق المصنع من والى الاراضي السورية وصولاً الى راشيا والصويري، بعدما حاولت فلول هذه المجموعات، التسلل من سوريا الى لبنان، عبر بركة الرصاص في عيتا الفخار قضاء راشيا، وقد اشتبكت مع الجيش اللبناني في اكثر من منطقة في البقاع الغربي.
وسرت اشاعات ليلاً عن اقفال خط المصنع اللبناني جديدة يابوس، الا ان مصادر امنية نفت ذلك، واعتبرته عارياً عن الصحة بقصد البلبلة. وتخشى المصادر الامنية من ان تتمكن الفلول الفارة من منطقة الاشتباكات، من اعادة تنظيم نفسها، كما حصل في القلمون السوري، بعد فرار هذه المجموعات المسلحة من القصير، وقرى ريف دمشق التي سيطر عليها الجيش السوري، لتعود وتهدد الاراضي اللبنانية في البقاع الغربي وراشيا من الخاصرة الرخوة، بعد قطع التواصل العسكري والميداني على الارض، وربط عسال الورد والجبة بالاراضي اللبنانية وبريتال، والسيطرة على مساحة جديدة تتجاوز مساحتها الـ 45 كلم2 من اراضي القلمون الممتدة حتى ريف دمشق وجرود بريتال على السلسلة الشرقية. هذا بعدما تمكن حزب الله والجيش السوري من شن هجوم مباغت فجراً تمكن فيه من السيطرة على واديي الدار ومراكز الابار العربية في محيط وادي الصهريج.
فيما سقط عشرات القتلى للمسلحين بعد الانهيارات الكاملة في دفاعاتهم وفرارهم باتجاه الوشك وبلدة المعرة شمالاً المقابلة لنحلة اللبنانية ومنطقة الخشعات وصولاً الى عرسال.
اما من الجهة الجنوبية فتشكلت حالة فرار بعد الاتهامات بالاخفاقات بين القادة الميدانيين والعناصر والكتائب الاسلامية المقاتلة وكان الفرار باتجاه رنكوس، تلفيتا، الزبداني المصنع، الصويري البقاع الغربي، وصولاً الى راشيا باتجاه القرى اللبنانية الآمنة وبعض الثغر في الاراضي السورية المقابلة للبقاع الغربي بعد تمركز “حزب الله”، والجيش السوري في قبع العريض قبع شعب الجماعة، قبع الكنيسة، وارض البيك وقد اسفرت معارك فجر امس عن مقتل القيادي في “جبهة النصرة” ابو مجاهد، وآخر ملقب بابو الاسود لتنحصر المعركة المقبلة في جرود نحلة ويونين، وصولا الى عرسال.
وقد امتدت المعارك ظهر امس الى اطراف رأس المعرة شمالاً في القلمون السوري بعدما استهدف الجيش السوري آلية تحمل رشاشا من سلاح متوسط عيار 14.5 ملم بالاضافة الى آلية دفع رباعي ما يؤشر الى امتداد المعركة “معركة القضم الجديد” شمالاً باتجاه المعرة واراضي المعرة على الجانب الغربي للسلسلة الشرقية التي فر اليها المسلحون بعدما تمكن الجيش السوري من فرض سيطرته ووصل الى ريف دمشق، عبر بريتال نحو الاراضي اللبنانية، وتمركزه في المناطق التي كان يحتلها المسلحون في تلال خربة النحلة الاستراتيجية ولم يهضم مسلحو مخيمات النزوح السوري الذين اعتدوا على الجيش اللبناني في 2 آب وعملوا على مساعدة المسلحين في خطف عناصره من وادي الحصن وادي حميد ومحيط الـ 83 قرب المهنية التقدم الذي حصل، ما دفع بهم الى التحرك لنصرة جبهة النصرة وداعش والجماعات المسلحة فعبروا وادي حميد باتجاه القلمون للمشاركة في الدعم العسكري واللوجستي وفي المعارك المتوقعة بهدف المساندة بعد الانهيار الكامل والخسارة التي لحقت بمسلحيهم لان اي خسارة للمسلحين في الجبهة تعني ضعف وجودهم في عرسال بعد الاعتداءات وعمليات الخطف والقتل التي حصلت ضد ابناء البلدة وزائريها.
وبعد هدوء تام خلال الساعات الاربع والعشرين تزامناً مع اشتعال جبهة بريتال طفيل، عسال الورد الجبة سادت حالة من الهدوء التام جبهة عرسال راس بعلبك فليطا، باستثناء خرق على الحدود اللبنانية استهدف فيه الطيران السوري المجموعات المسلحة في حليمه قارا المواجهة لبلدة عرسال بانتظار الساعات والايام المقبلة وما تحمله وسط تأكيدات أن ممرا سيبقى مفتوحاً من جرود عرسال باتجاه وادي ميرا المريج نحو الشمال السوري في الرقة، فالتخوف الذي تحسب له حزب الله قد حصل مساء امس حيث اطلقت المجموعات المسلحة على السلسلة الشرقية صاروخاً بين بلدتي نحله ويوتين قرب مزرعة لشخص من آل يزبك في بلدة نحلة دون وقوع اضرار.

 

السابق
السفير: ربط جرود عسال الورد ببريتال.. وفصل الزبداني عن عرسال القلمون: أكبر من مواجهة وأصغر من معركة
التالي
المستقبل: الموازنة قيد «النقاش التقني».. وسلام يعاتب بوصعب