الأخبار: تمهيد ميداني لمعركة القلمون

القلمون

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول : تمكّن مقاتلو حزب الله والجيش السوري أمس من إحكام طوقٍ جنوبي على الجماعات التكفيرية في جرود القلمون عبر وصل جرود عسال الورد بجرود بريتال، تمهيداً لـ”المرحلة الثانية” من معركة القلمون التي يفترض أن تبدأ قريباً
حقّق مقاتلو حزب الله والجيش السوري، خلال الساعات الـ24 الماضية، تقدماً مهماً في جرود القلمون من المقلبين السوري واللبناني، في سلسلة مناوشات “موضعية” مع مسلحي المعارضة السورية بمختلف تشكيلاتها، وعلى رأسها “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة”.

 
وعلى الرغم من حرص حزب الله ووسائل إعلامه على عدم الإشارة إلى العمليات كإعلان بدء المعركة المنتظرة في القلمون، يشير السياق الميداني، والمنطقة الجغرافية التي تمّت السيطرة عليها أمس من قبل مقاتلي الحزب والجيش السوري، إلى أن المرحلة الأولى من العملية قد بدأت بالفعل، لا سيّما لجهة وصل جرود بلدة عسال الورد السورية بجرود بريتال اللبنانية، والذي تحقّق مع ساعات الصباح الأولى.
وبذلك يكون حزب الله والجيش السوري قد نجحا في تشكيل “الطوق الجنوبي” على مسلحي المعارضة، وقطع الطريق عليهم بشكل محكم في اتجاه الجنوب والجنوب الشرقي، ومنعهم من العبور من مدن الزبداني ومضايا وسرغايا وبلدات شمالي طريق دمشق ــ بيروت الدولي وإليها، والتي نفّذ فيها الجيش سلسلة عمليات استباقية في المرحلة الماضية، قضى خلالها على خلايا نائمة لـ”النصرة” وضَرب امتدادها إلى الجرود المتاخمة لقرى البقاع الأوسط اللبنانية.

 
وبحسب مصادر ميدانية، فإن “العمليات كانت سريعة وقاصمة، تمكّن فيها مجاهدو المقاومة والجيش السوري من السيطرة على كامل تلال النحلة صباح أمس، المشرفة على وادي الصهريج، إضافة إلى السيطرة على معبر الصهريج وعدة بقع وتلال أخرى تناهز مساحتها 100 كلم مربع من الأراضي السورية واللبنانية”. وقالت المصادر إن “عمليات القصف العنيف وتقدّم المجموعات الصغيرة، دفعت بالمسلّحين إلى الفرار مخلّفين وراءهم عدداً كبيراً من القتلى والعتاد الحربي”.

وأشارت المصادر إلى أن “الوحدات المهاجمة عملت على قطع خطوط إمداد المسلحين قبل بدء الهجوم”، مشيرةً إلى أن “العملية نظيفة مئة في المئة لناحية عدم سقوط أي خسائر بشرية في صفوف المهاجمين”. وعثرت القوات المهاجمة على ورشة لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات، إضافة إلى سيارة مدنية مسروقة كان يجري الإعداد لتفخيخها. ودفع تقدّم مقاتلي حزب الله والجيش السوري المسلّحين إلى تبادل اتهامات الخيانة والانسحاب.
وليس بعيداً عن التطوّرات الميدانية في جرود القلمون الجنوبية، تعامل الجيش اللبناني أمس مع مجموعة من المسلّحين حاولوا العبور من داخل الأراضي اللبنانية في خراج بلدة الصويري في البقاع الأوسط، الواقعة على مقربة من طريق دمشق ــ بيروت الدولي جنوباً، إلى داخل الأراضي السورية.

 
وبحسب المعلومات، فإن الجيش اللبناني اشتبك مع المسلحين بالأسلحة الرشاشة، قبل أن تقوم القوات السورية المرابطة غربي بلدة يعفور السورية باستهداف المسلحين بقذائف الدبابات، وإطلاق القنابل المضيئة، بالتزامن مع اشتباكات محدودة في محيط بلدة كفير يابوس. ولم يعرف ما إذا كانت مجموعة المسلحين تنوي تنفيذ عمل داخل الأراضي السورية، أو أنها فرّت ليلاً من جرود القلمون الجنوبية على وقع تقدّم حزب الله والجيش السوري.

 
بدورها، عزّزت وحدات الجيش اللبناني قدراتها في مناطق انتشارها على الحدود مع سوريا، بدءاً من البقاع الأوسط وصولاً إلى منطقة مشاريع القاع، منعاً لأي عملية اختراق أو تسلّل تقوم بها الجماعات التكفيرية إلى داخل الأراضي اللبنانية، بعد وصل جرود عسال الورد بجرود بريتال، ما يجبر الجماعات التكفيرية على التوجّه شمالاً نحو جرود عرسال وجرود القاع، واحتمالات التسلل والفرار جنوباً نحو الأراضي اللبنانية باتجاه البقاع الأوسط.
وبعد الظهر، سقط صاروخان بين بلدتي يونين ونحلة، مصدرهما المجموعات المسلحة في السلسلة الشرقية، من دون وقوع أي خسائر.

السابق
قهوجي يطمئن اللبنانيين: لا موطئ قدم للارهاب في لبنان
التالي
الشرق الأوسط: السعودية تغير المعادلة في اليمن.. والبداية باستهداف صعدة