أهل الضاحية: سننتصر في القلمون.. لن ننتصر.. سننتصر..

القلمون
يعتبر البعض أن انتصار القلمون آت لا محال، والبعض الآخر يقول إن حرب القلمون ستشعل من جديد السيارات المتفجرة في الضاحية عدا عن الاغتيالات، وستعمّ الفتنة الطائفية والمذهبية إن انتصر الحزب أم لم ينتصر.

مع احتدام معركة القلمون بين حزب الله والنظام السوري من جهة، والمعارضة السورية وجبهة النصرة من جهة أخرى، فضلاً عن اعتبار هذه المعركة بالنسبة لحزب الله “أمّ المعارك”، وهي الورقة التي ستقلب الطاولة على رؤوس النصرة والمعارضة السورية وطبعاً ودائماً بحسب تحليلات حزب الله…. سرعان ما بدأت التحليلات، واحاديث المخططات الاستراتيجية تنتشر على السنة الجميع، خصوصاً المنطقة الحاضنة لحزب الله، وهي الضاحية الجنوبية. فإذا استمعنا سريعاً إلى التحليلات الشعبوية سنجد مسارات كثيرة، وطبعاً بحسب تفكير كل فرد أو بحسب المعلومات التي تصل إليه.

إذا انتصر الحزب أو خسر المعركة سيجلب على لبنان الويلات والصراعات المذهبية

مثلاً، تجد معظم الناس غير مبالين بهذه المعارك وما ستصل إليه الأمور، ويؤكدون على النصر الحتمي كما وعدهم سماحة السيّد، وهم جنود تحت رايته يميلون معه كيفما مال.

أما البعض الآخر، فلا يخفيك تخوّفه من هذه المعارك، وتوجسه خوفا على مستقبله ومستقبل أولاده، لكنه يتمنى في قرارة نفسه أن ينتصر حزب الله على أعدائه.

عدد من الناس لا بأس به يعتبر أصلاً دخول حزب الله إلى سوريا جلب الويلات إلى لبنان. ويقولون إن احتدام المعارك في القلمون سيفتح من جديد باب الاغتيالات، والسيارات المتفجرة في الضاحية، معللاً السبب بالحالة التعبوية التي بانت على حزب الله من خلال تكثيف انتشاره على مساحة الضاحية وأطرافها، فضلاً عن وضع عنصر أو عنصرين من الحزب إلى جانب القوى الامن الداخلي.

بعيد بدء معركة القلمون شدّد الحزب إجراءاته الامنية فانتشر على مساحة الضاحية خوفاً من السيارات المفخخة

وفي تحليل بسيط لمسار الأحداث يؤكد أحدهم أن معركة القلمون يبدو أنها طويلة الأمد، أو أنها ستنتهي كحال سياسة لبنان، لا غالب ولا مغلوب، لعلّة أنه في حال انتصر الحزب، من الطبيعي تضييق الخناق على بلدة عرسال السنّية التي هي أصلاً محاطة ببلدات شيعيّة، ما سينتج حالة أكبر من الاحتقان المذهبي – الموجود أصلاً – ويؤدي إلى مراشقات كلامية، ورصاص هنا، وقتيل هناك، وهذا سيشعل البلد. أما في حال انتصار المعارضة السورية وجبهة النصرة، سيصاب حزب الله بحالة هستيرية، لأنه يعتبر هذه المعركة مصيرية وستمكنه من السيطرة على الحدود البقاعية، فسينتج عن الحزب تصرّفات ستزعج الآخرين.

إذن حرب القلمون طويلة إن دامت، أو لا فائز بها إن انتهت. هكذا يظن أهل الضاحية، أو بعضهم. لكن هي حلقة من مسلسل الوحول السورية التي أدخلنا بها حزب الله، إلى ما لا نهاية، ولا نستطيع أن نحصى المصائب التي ستلحق بنا مستقبلياً.

 

السابق
تضارب اولويات الاجندات السياسية الداخلية يمنع الانتخابات الرئاسية
التالي
فتفت: مناقشة ملف القلمون في الحكومة «لن يقدّم أو يوخّر»