7 أيار وتوابيت الانكسار

7 أيار 2008 لبنان
إنه السابع من أيار، ذكرى الإنقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله في شوارع العاصمة بيروت والجبل، ثماني سنوات مرّت على هذا اليوم «المجيد» الذي كشف عن نوايا حزب الله. ويبدو أنّ حزب الله لم يتعلم من السابع من أيار فهو يستكمل اليوم إستباحة الشوارع في دول عربية كسوريا والعراق واليمن لقمع الشعب العربي.

 

 

أخطأ كثير من اللبنانيين عندما اعتبروا أنّ مفاعيل السابع من أيار 2008 انتهت بمرور السنوات السبع الماضية، فالمتابع العادي لما حملته هذه السنوات يفهم بكل بساطة دروس وأبعاد وشظايا ذلك اليوم الأسود الذي شكّل مفصلاّ هاما في الحياة السياسية اللبنانية بحيث لم تعد ملعبا لتقاذف خلافات الرأي والتوجه السياسي فقط بل أضحت ساحة مفتوحة لتبادل الأحقاد المخفية منها والمُعلنة.

مشكلة حزب الله أنه لم يفهم ولم يصدق منذ سبع سنوات أن من يسقط في بيروت يسقط أيضا في كل مكان

لا تنحصر سلبيات ذلك “اليوم المجيد” كما ذهب أمين عام حزب الله حسن نصر الله الى تسميته بعدد القتلى والجرحى الذين سقطوا خلاله، ولا بالمنازل المنهوبة ولا بالعائلات التي خرجت من بيوتها مذعورة تحت وابل الرصاص الانقلابي والقذائف الصاروخية، وإنما تتعداها إلى المشهدية السياسية التي تأسست والتي لم تكن عمليا إلا مكتبة لبنانية كبيرة غنية بالدروس والعبر التي أصر حزب الله على إهمالها مفضلا خيار الجنون السياسي والاستراتيجي الذي أودى به إلى حالة الطلاق السياسي والإجتماعي لبنانيا، والتورط بحروب العبث في كل من سوريا والعراق واليمن حيث أوغل في لعبة الدم وعاد في توابيت الانكسار أكثر من مرة مستعينا بأرشيف الإنتصارات الإعلامية في محاولة لتوضيب لاءات ناسه!

الجيش اللبناني

مشكلة حزب الله أنه لم يفهم ولم يصدق منذ سبع سنوات أن من يسقط في بيروت يسقط أيضا في كل مكان مهما اختلفت الذرائع والحجج، وما خوض حروب سوريا والعراق واليمن اليوم، إلا تجسيدا لحالة حلاوة الروح التي تنتاب الحزب اليوم بعد مرور سبع سنوات كاملة على سقوط سلاحه ومكانته جثة معنوية هامدة في شوارع العاصمة اللبنانية بدلالة غياب أي خطة ثانية لأدبيات التخاطب السياسي، قادرة على تغطية الشق الدموي من تعاطي هذا الحزب مع حرائق الداخل وبراكين الخارج.

استكثر على بيروت الاعتذار ومضى إلى ثورات العالم العربي بذات النَفس القمعي الإنقلابي

عندما قبل الحزب لنفسه السقوط في فخ السابع من أيار، كان يعلم تمام المعرفة أن العالم العربي برمته مقبل على مشهد تحرري جديد لن يكون فيه مكان للطغاة. من هنا كان الأجدى به آنذاك استشراف هذه الصورة وانتهاج سلوك سياسي يحفظ له ولو المظلة السياسية والشعبية القادرة على حمايته لبنانيا، لكنه اختار الطريق السهل، استكثر على بيروت الاعتذار ومضى إلى ثورات العالم العربي بذات النَفس القمعي الإنقلابي، ظنا منه أن شوارع سوريا الشاهدة على اربع سنوات واكثر من ثورة شعب من السهل قضمها وكذلك الأمر في العراق واليمن.

لم يستفد حزب الله من أي درس، لو أنه اعتذر قبل سبع سنوات وانكفأ عن لعبة الدم القذرة لكان مسح آثار جريمته من بيروت والجبل والبقاع، أما اليوم فالمسألة باتت بغاية الصعوبة، بصماته في كل بقعة عربية وتوابيت انكساره العائدة لم تدفعه بعد للاتعاظ.

السابق
«رويترز» عن مسؤول من «حزب الله»: الجيش السوري يستعيد بلدة عسال الورد السورية ويقتل عشرات المسلحين
التالي
مسيرة من الدورة الى ساحة الشهداء طالبت بإعادة احياء عيد الشهداء