6 أيار: أول شهداء الصحافة اللبنانية.. والحبل على الجرّار

ساحة الشهداء لبنان 1982
من عهد الوصاية العثمانية المتخلفة إلى عهد الوصاية البعثية الشمولية المجرمة، دفعت الصحافة اللبنانية ثمنا ً باهظا ً من اجل الوطنية والقلم الحر. ففي 6 أيار من كل عام يحتفل كل من لبنان وسوريا بعيد الشهداء، حيث ترفع الصلوات وتقرع الأجراس وتعلوا أصوات المآذن تحية لدمائهم وتضحيتهم من أجل مسيرة نضال بعد أن مهدت الطريق إلى الحرية والتحرر من الوصاية العثمانية.

 

بينما يعيش لبنان حسرة الشغور في المنصب الرئاسي، يستذكر اللبنانيون في هذا الشهر إجلالا ً وإكراما ً لذكرى عيد الشهداء الذين أعدموا من أجل كرامة لبنان وسيادته. حيث نالت الصحافة اللبنانية حصة من هذه الإعدامات، من خلال صحافيين سطروا عبر أقلامهم الحرة بحبر النضال من أجل العنفوان والشهامة والقرار الحر النابع من الذات. بعدما نالوا رتبة الشرف في الشهادة واعتبروا كأول شهداء للصحافة اللبنانية على أرض بيروت في ساحة البرج، بعدما علقوا على مشانق التخلف والجهل للمحتل العثماني- التركي في 6 أيار عام 1916 وبأمر مباشر آنذاك من والي الشام للدولة العثمانية جمال باشا السفاح.

صحافيين سطروا عبر أقلامهم الحرة بحبر النضال من أجل العنفوان والشهامة والقرار الحر

أيضا وضمن مسيرة كفاح الصحافة اللبنانية ونضالها، نستذكر الصحافيين الذين استشهدوا من أجل الكلمة الحرة، ففي عام 1958 اغتيل قلم الصحافة اللبنانية الحرة نسيب المتني، وفي عام 1966 اغتيل المفكر والصحفي الجريء المؤسس لجريدتي “الحياة” و”ذي ديلي ستار” كامل مروه، وذلك بأمر مباشر من الضابط السوري المجرم الكبير عبد الحميد السراج رئيس الاستخبارات للشعبة الثانية السورية والمعروف بـ”الرجل الرعب” أو “السلطان الاحمر”.

بعد رحيل حافظ الاسد، استلم إبنه بشار الاسد الرئيس الحالي لسورية دفة القتل والاجرام

وفي عام 1980 وخلال عهد نظام مخابرات البعث المجرم التابع لحافظ الأسد الراحل، قتلت استخباراته الصحفي المخضرم مؤسس مجلة “الحوادث” سليم اللوزي وبطريقة بشعة، وبعد اشهر عدة من قتل اللوزي عادت استخبارات الاسد واغتالت نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه.

press
من اليمين: نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه والصحافي سليم اللوزي

وفي عام 1987 وبفضل العناية الإلهية نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال الصحفي اللامع والجريء رئيس تحرير مجلة “الشراع” الاستاذ حسن صبرا، من قبل مجرمين تابعين للإستخبارات الايرانية.

حسن صبرا
حسن صبرا

وبعد رحيل حافظ الاسد، استلم إبنه بشار الاسد الرئيس الحالي لسورية دفة القتل والاجرام، ففي عام 2005 اغتالت استخباراته الصحافيين اللامعين المؤسسين لثورة الأرز سمير قصير وجبران التويني رئيس تحرير جريدة النهار، ومقدمة البرامج السياسية الصحفية اللامعة مي شدياق التي نجت بأعجوبة بعد تفجير سيارتها.

سمير قصير
سمير قصير

من عهد الوصاية العثمانية المتخلفة الى عهد الوصاية البعثية الشمولية المجرمة، دفعت الصحافة اللبنانية ثمنا ً باهظا ً من اجل الوطنية والقلم الحر فداء ً للكرامة والسيادة والاستقلال من أجل لبنان. بعدما قدمت الصحافة اللبنانية ايضاً الشهيد تلو الشهيد كقرابين اضحية على مذابح حرية الصحافة، والرأي الحر والفكر المنفتح والوطنية الممهورة بدمائهم، ولا يزال طريق التضحية أمام الصحافة اللبنانية طويل.

السابق
مسيرة من الدورة الى ساحة الشهداء طالبت بإعادة احياء عيد الشهداء
التالي
جنبلاط: اصر على اتهامي السياسي للنظام السوري باغتيال الرئيس الحريري