عجوز الضاحية: «ضحية» المسؤولين والإعلام والأهل

هو العجوز الغامض، قصة رجل الليل العابس ينتظر مجيء الليل ويجلس على حافة الطريق. على الرصيف، حيث اعتدت رؤيته هناك مرارا وتكرارا، أروح أتأمله بتفاصيله، علني اجد جوابا لاختياره الليل ونيس. أشرد في ذلك الوجه الذي نحتت منه هموم الحياة لوحة عابسة يائسة: أهو متسول؟ أليس لديه منزل يأويه؟
في صباح اليوم التالي أمر من قارعة الرصيف نفسها، لكنني لا أنجح في فقدان أثره. فهذا العجوز لديه منزل لكنه غير صالح للمبيت. لديه أسرة وأبناء لكنّهم تخلوا عنه وطردوه من منزله بعدما ذلوه وحرقو قلبه. الأم والإبنة وصهر العائلة، تآمروا عليه ﻷنه لم يوافق على ذلك الصهر، بحسب روايته، التي قد تكون خيالية. لكنها حقيقية بالنسبة إليه.
هو الآن عجوز عليل بحاجة إلى رعاية صحية، لكن ما من معيل. فالمسؤولون، حيث يمكث في حي من أحياء الضاحية الجنوبية، يمرون ولا يرونه.
أما بعض البرامج التلفزيونية التي تتباهى بمساعدة المحتاجين والفقراء، فقد وجهت إليه الكاميرات مدعية أنها تكفلت بمصاريف استشفائه وإيجاد ملجأ له… و”على الوعد يا كمون” انتهى الاستعراض وما زال عجوز الليل ينتظر.

 

السابق
بعد الـ«أل بي سي»… ايقاف بثّ الـ«نيو تي في»
التالي
مداهمات في صيدا وتلف لحوم فاسدة في النبطية وتوجيه إنذارات في علي النهري‏