«محاور جذب» لخريطة إقليمية جديدة

خريطة

“عاصفة الحزم” حركت الركود السائد في المنطقة العربية وشكلت ضربة حاسمة للمطامح اﻹيرانية. اختل توازن المشروع عشية التوقيع على اﻹتفاق – اﻹطار بين إيران ودول 5+1. وتوقف المد الحوثي المندفع في اليمن، واستمر التهديد الداعشي في المدى الحيوي اﻹيراني على الجبهة العراقية – السورية. فارتدت سوريا اﻷسد وتعاقبت انتصارات موضعية للمعارضة في الشمال السوري. فتوحدت وضغطت مستفيدة من التقارب السعودي – المصري – القطري. ومن الدعم التركي الذي بات واضحا. ليقول لدول العالم: ﻻ تنسونا في الترتيبات المقبلة. ما الذي يحصل. كيف تتشكل خرائط القوى الجديدة؟!
1- ضابط اﻹيقاع هو الشيطان الأكبر. إيران عبر اﻹتفاق النووي الوشيك. وما يعنيه من ترتيبات في اﻷمور ذات الصلة. فالشيطان لن يرضى ﻹيران دور الشريك. بل دور العنصر المكمل لباقي المشهد. وهنا أهمية كلمة السر.
2- نشوء محور جذب تلعبه المملكة السعودية. بدأ بالحزم العسكري. ويتمحور حول العزم الإقتصادي – اﻷمني. وهذا المحور تستجيب له مصر. وﻻ مفر لها. وإن كانت ترى أن دورها أكبر. لما لها من الثقل العربي التاريخي. ولكنها ﻻ تستطيع أقله القبول بهذا الدور السعودي الناشئ من عاصفة الحزم.
3- أهمية هذا المحور الجاذب أنه مكرسا دوليا. وتحت الفصل السابع وهو ما أربك إيران. وأفهمها بشكل مباشر أن موجة المد والمدد انتهت. وأن محورا سنيا قام في وجه هذا المحور الشيعي. واللافت أن الشيطان اﻷكبر يلعب تحت سقوف هذه اللعبة التي بدأتها إيران فانخرط فيها رادا عليها من ضمن اللعبة المذهبية. وعليه تحكي واشنطن علنا بتمويل البشمركة وميليشيا السنة في العراق ما أثار غضب حكومة بغداد.
4- اليمن ذاهب بكليته إلى محور الجذب السعودي. وقريبا هو كامل العضوية بمجلس التعاون الخليجي. واستكمال اللعبة الحوثية لن يكون خارج الضابط السياسي – اﻷمني. وسفن أمن أميركية ترافق السفن الرافعة للعلم اﻷميركي. وهذا ما تفهمه إيران بانتهاء فصول اللعبة.
5- تركيا. عبر دعم المعارضات السورية تقول كلاما بصوت عال. وإن كانت تربطها بإيران الثورة اﻹلهية علاقات اقتصادية متينة تصل إلى 33 مليار دوﻻر سنويا. ولكن عين أنقرة ترتكز اﻵن على دور في شمال كل من العراق وسوريا بما يؤمن امتدادها الحيوي ويلغي على المدى المنظور كل تلويح بتحريك كردي أو علوي داخلي أو خارجي. ولعل في ذلك أيضا تفاهم واضح مع الشيطان اﻷكبر.
6- “إسرائيل” ظهرت أكثر هدوءا. وباتت تتفهم أكثر اﻹتفاق النووي. وكأن أمنها بات واضحا أكثر ﻹيران بأنه خط أحمر وهي تعترض على تجديد سنوات المراقبة ﻷكثر من 10.
7- نقاط المحاور الجاذبة. لن تتعدى اﻷمن واﻹقتصاد.ريثما يتشكل الشرق اﻷوسط الجديد طبقا للرؤية اﻷميركية – الصهيونية. بمعنى أن كل اﻷطراف غير راضية لكنها ساكتة ﻷنها مستفيدة. مصر مستفيدة من الدعمين السعودي واﻷميركي وترضى بمحور الجذب مع السعودية. تركيا مستفيدة ﻻستثمار مداها الحيوي والهدوء الداخلي. تل أبيب مستفيدة من تمزق اﻷنظمة والمقاومات الغاطسة بحروب المذاهب. إيران مستفيدة من مداها الحيوي في العراق وحركشات أذرعتها لتصدير الثورة. ومن رفع العقوبات.
فقط النظام اﻷسدي بات مكشوفا أكثر وهو اﻵن في ورطة كبيرة. يتآكل من الداخل وينهار. ولم يعد في مقدوره حماية نفسه. وتلك هي حجة إيران في تركه وحيدا. صارخا، يتيما بلا معيل. أما محاور الجذب فإنها تتشكل. نعم قتلت سوريا اﻷسد ثورة سوريا. لكنها خسرت نفسها ونظامها.

السابق
مأساة رومية بين مسرحية المشنوق وبين طموحه السياسي
التالي
«داعش» يفرج عن جثتين