مأساة رومية بين مسرحية المشنوق وبين طموحه السياسي

لقد اتحفنا امس الوزير المشنوق بسرده عن احداث رومية المصاحب لبعض مقاطع الفيديو والتي لم تظهر الحقيقة بل زادت اهالي السجناء يقينا ان هناك من يريد ان يتستر على الجريمة التي ارتكبت بحق سجناء رومية من (ضرب – اذلال – اهانة – تلفيق).
لقد حاول المشنوق ان يستعرض بضع اشخاص وهم يضربون عسكريا ويستولون على مفاتيح الغرف وكذلك على قيام شخصين فقط بضرب رجل الامن الثاني في ملعب النزهة وساق الامر مع تفاصيل اضافية وتعمد الخلط بين فعل بعض الافراد وسعي عشرات السجناء وهم يستولون على الطعام وعلى العدة التي استعانوا بها لخلع الابواب ليصل بنا في سرده الى ان ما قام به هو الخيار العالمي الوحيد لمعالجة هكذا تمرد وموضحا ان اولوياته هي بحفظ الامن ثم سلامة رجال الامن وكرامتهم ثم تحقيق ما امكن من مطالب السجناء والتي لم يجعلها الوزير من اولوياته .
واستمر الوزير بسرده ليصل الى احراق السجناء لبعض الامتعة واصابة بعض رجال الامن بالحريق ليصل بنا الى اقراره ان معظم السجناء شاركوا بشكل او باخر في التمرد .وانه في مسعى الى تحقيق مطالب العسكريين اولا وبمنع مجموعة من المحكومين والمجرمين ان يستسهلوا ضرب العسكريين !
وطبعا سرد هذا بعد عرض مننته ومن حوله بالمساهمة ببناء السجون .
وقد حاول المشنوق من خلال مؤتمره الصحفي ان يستبق التحقيقات ويبني على روايته التي تسوق له استخدام العنف وليكتفي من 1300 سجين بعينة منهم 111 سجين عاينهم 14 طبيب من قوى الامن في السجن ليؤكدوا انهم تعرضوا الى كدمات بسيطة!! وان 21 منهم مصابون اصابات حرجة بحاجة الى صور شعاعية ومتابعة العلاج .وان نتائج الصليب الاحمر كانت مطابقة تقريبا.
وكرر الوزير فخره بانجازاته وانه لن يسمح باقامة امارة تصل في اتصالاتها الى ابعد من لبنان .
وخطف الوزير خلال سرده الاسباب الحقيقية للاقتحام المفاجئ فجر يوم الاثنين وتعمد عدم ذكر تفاصيل ما حصل اثناء وبعد الاقتحام !!
هذه مجمل السرد التبريري .
وفيما يلي المغالطات التي قام بها الوزير ابو علي في سجن رومية :
-اثنان فقط من رجال الامن تعرضا للضرب من قبل بضع اشخاص فقط وقاموا بفتح الغرف وطبعا ليس جميعها لان البعض رفض ان يخرج من غرفته (ومع ذلك تعرضوا للضرب ) او يشارك بالانتفاضة المطلبية وليس الامارة .
وان كل ما حصل قد عولج بعد 5 ساعات من التمرد باتصالات مع المشايخ والسياسيين ولا سيما النائب ابو العبد كبارة، وانتهى التمرد سلميا ومر يوم الجمعة والسبت والاحد والسجناء متعاونون تماما مع ادارة السجن في كل ما طلب منهم كتعداد المساجين والدخول الى غرفهم واقفال ابواب الطوابق الثلاثة وتسليم ابواب الغرف المعطلة لادارة السجن لصيانتها.
وتفاجأ السجناء فجر الاثنين باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي واقتحام القوة الضاربة للسجن والهجوم على السجناء والضرب المبرح والاهانات والاذلا للجميع دون استئناء.
وان بضع افراد من السجناء قاموا باحراق امتعة على مداخل الاجنحة للتعبير عن سخطهم وهي ليست محاولة للهروب او للهجوم والمشنوق اعترف بنفسه بان الحريق لا يساعد بالخروج، بل اختنق الكثير من السجناء وحين طالب الكثير منهم اطفاء النار رفضت ادارة السجن وتركتهم يتعرضون لدخان الامتعة اضافة الى القنابل الدخانية ما تسبب بحالات اغماء لدى العشرات.
وقد تعمد المشنوق ان يقفز هنا على شهادة الاهل وشهادة السجناء بانه تم اخماد الحريق خلال دقائق ونادت الفهود بمكبرات الصوت على الجميع للدخول الى غرفهم والا تعرضوا للضرب وبالفعل استجاب الغالبية العظمى من السجناء ودخلت الفهود متنمرة ووثقت ايديهم ونزعت ثيابهم واوقفتهم ثم بدأت بضربهم مجموعة مجموعة وواحد واحدا . بالمختصر اهينت كرامت الجميع 1300 سجين.
نسي المشنوق ان يقول ان السجناء قالوا ان مناديا كان ينادي على السجناء الحفاة العراة بحسب مناطقهم فيقول: مجموعة المنية فيخرج اليهم كل السجناء من منطقة المنية فيبدؤون بضربها واذلالها، ثم مجموعة التبانة فيبدأوا بها الضرب …فعبرا .. فعرسال…
وهكذا تعرض اكثر من الف سجين للضرب وبعضهم للضرب المميت وبالابواب الحديدية. والاصابات التي وثقناها كسور في الظهر والايدي والارجل والاكتاف خلع اسنان اصابات مباشرة بالعيون… وهناك حالة غريبة حيث اجبر سجين على اغتصاب اخر وهذا بشهادة والده ونتحفظ عن ذكر الاسماء.
نعم لقد رأينا الفيديو ورأينا ما حصل وهو امر عادي لسلطة لا تحترم حقوق المواطن ولا تلتفت لكرامة الناس باعتبارهم سجناء مع اعترافها ان غالبية السجناء موقوفون وليسوا محكومين فتجوعهم وتمنع عنهم الماء والدواء والطبابة والشمس وتتركهم فريسة الامراض والجرب .
ولكن ما لم نراه هو وحشية الضرب بالكرابيج والابواب الحديدية لعزل استسلموا لسجان اعطاهم الامن وبضمانة المشايخ والسياسيين لاسيما النائب ابو العبد الكبارة والذي كان يفترض ان يطلع على اي تحرك مشبوه بعد الاتفاق الذي رعاه يوم الجمعة .
واخيرا نقول للوزير ابو عنتر :
ان الصليب الاحمر لم يعاين الجميع وان اطباءك لا ثقة لنا بهم .وان هناك من يعالج مطالب السجناء على طريقة النظام السوري كما عالج مطالب المعتقلين في صيدنايا بتهديمه على رؤوسهم وقد هدد المشنوق بذلك!!
وان هناك طرقا اخرى لمعالجة الامور المطلبية كما حصل في سجن الرويمي بطرابلس وسجن ريموندفيل بولاية تكساس وبالطرق السلمية ولم يتضرر احد وهذا طبعا لا يعحبك .
وملاحظة اخيرة تقول يا معالي الوزير انك ستعامل كل سجناء رومية بالمثل ونحن نشك بذلك. فهل تعامل كافة السجناء كما تعامل ابناءنا؟ كسماحة وعملاء لحد وتجار المخدرات والمجرمين؟!
يا دولة الرئيس المشنوق ان كنت تسعى بمثل هذه العنتريان لتحقيق طموحاتك السياسية و على حساب دماء ابنائنا وكرامتهم فهذا محال. اللهم عليك بالظالمين فانهم لا يعجزونك.

(لجنة اهالي معتقلي رومية)

السابق
سرقة محال تجارية في صيدا
التالي
«محاور جذب» لخريطة إقليمية جديدة