«منازلة» بالأخطاء !!

لا يعني اقتراب ازمة الفراغ الرئاسي من طي سنتها الاولى في ٢٥ ايار المقبل ان “ازمة ضمير” ستضرب اولئك الذين ينصبون حواجز اقليمية وداخلية على طريق بعبدا والافراج عن النصاب المخطوف في مجلس النواب. ولن تجدي  نفعاً، ولن تقدم او تؤخر، افتعالات خاطئة بين بعض المواقع السياسية وبكركي كتلك التي تعاقبت اخيراً الا في تظهير العجز الشامل كعامل “جامع” وحيد .

لا نسوق هذا الامر من منطلق إنكار حق اي مرجع رسمي او سياسي في انتقاد بكركي او اي مرجعية دينية اخرى وبالعكس. وانما شكّل انتقاد الرئيس نبيه بري لجولات البطريرك الراعي ومن ثم حديث الرئيس فؤاد السنيورة عن تراجع دور بكركي خطأ سياسياً مزدوجاً. فالرئيس بري وفي أفضل الأحوال لا تنقص محنته مع الازمة الرئاسية بعد ٢٢ جلسة فاشلة للانتخاب عن ازمة البطريرك في جمع الزعماء الموارنة على تزكية مرشح. والرئيس السنيورة الخارج من بكركي قبل ايام متحدثاً عن السبب الاقليمي المعروف للازمة لا يملك بدوره ان يتأسى على تراجع دورها في حل الازمة.
ربما لم يتنبه الرئيسان بري والسنيورة الى ما فاتهما من اعتمال مسيحي عميق جراء بلوغ الأزمة سنتها الاولى وعشية اللقاء بين البطريرك والرئيس الفرنسي ولو اننا لا نظن  انه كان لقاء عجائبياً. الخطأ كان في الإيحاء السلبي طائفياً، حتى لو لم يكن ذلك مقصوداً من الموقعين. غير ان دائرة الأخطاء لا تقف هنا. فالبطريرك نفسه بدا من باريس كأنه يغامر بعيداً في اثقال نفسه تكرارا بوعد الدفع نحو الانتخاب قبل ٢٥ ايار المقبل. بصرف النظر عن الاشادة المثيرة للجدل بالوزير باسيل صهر الجنرال المرشح الأبرز، ترانا نتساءل عن التقديرات والمعطيات التي يملكها البطريرك في الزام نفسه هذه الجولة الإضافية من موجات الالتزامات التي يعوزها ما يفوق النيات الحسنة والصادقة في تحرق البطريرك الى انتخاب رئيس للجمهورية. وماذا سيكون عليه الامر في اليوم التالي، في ٢٦ ايار، حين سيذهب الصوت الصارخ تكراراً في برية الفراغ الصامد؟
وما دام الخطأ بالخطأ يذكر، ماذا عن المعركة الخاسرة الصاعدة التي يخوضها العماد عون في ملف التمديد للقيادات الامنية والعسكرية في توقيت خاطئ بصرف النظر عن مبدأ التعيين الصحيح؟ لماذا لا يوجه سؤالاً علنياً بصراحته المعروفة لحليفه “حزب الله” وحليف حليفه قبل سائر الآخرين في هذا الملف؟ وماذا عن تبعات خسارة مرجحة في هذه المعركة على صورة “المرشح القوي” الذي صادر كرسي بعبدا وآثر تركها فارغة؟
اما في الدائرة الأوسع للمنازلة والمقارعة بالأخطاء المتقابلة  فللبحث صلة لن تكفيها هذه العجالة.

(النهار)

السابق
واشنطن تَبلّغَت الإعتراضات العربية على طهران
التالي
حلُّ المجلس… الدستور يضحك لبرّي وعليه